إخوان سورية يطالبون برد رسمي على مبادرة تعليق أنشطتهم المعارضة

د. عبد الله السوري

إخوان سورية يطالبون برد رسمي

على مبادرة تعليق أنشطتهم المعارضة

د. عبد الله السوري

[email protected]

إعتبر «الأخوان المسلمين» في سورية، التصريح، الذي صدر عن وزير الخارجية وليد المعلم حول قرار الجماعة تعليق أنشطتها المعارضة، بأنها لا تمثل رداً رسمياً على مبادرتها، وذكّروه بأن الجماعة كانت دائمة متفقة مع سورية الدولة ومناصرة لمعاركها، وأكدوا أنهم سيحسمون عضويتهم في «جبهة الخلاص» المعارضة خلال أسابيع.

 وقال زهير سالم، الناطق بإسم الجماعة المعارضة المحظورة في سورية، لـ «يونايتد برس إنترناشونال»، امس، «نعتقد أن التعامل الموضوعي مع مبادرتنا لا يمكن أن يتم عبر وسائل الإعلام... ونحن دائماً، لعلم الوزير المعلم، وفي كل سياساتنا ومواقفنا نميز بين سورية (الدولة) وسورية (النظام) وكنا دائماً متفقين مع سورية الدولة منحازين لها ولقضاياها ومناصرين لمعاركها».

وكان المعلم قال خلال مقابلة تلفزيونية السبت، وفي أول رد رسمي للحكومة على قرار «الأخوان» تعليق أنشطتهم المعارضة للنظام، «عندما يقرر التنظيم الإنضمام إلى مسيرة النظام، عليه أن يعلن ذلك في بيان رسمي واضح وأن ينفصل عن كل الممارسات التي جرت في الخارج».

وأوضح سالم إن جماعته تدعو «كما دعا الوزير المعلم، إلى احترام كل ما تمثله الدولة السورية وتحييد رموز الدولة... ونملك، ولعلم الوزير أيضاً، تاريخاً إنسانياً وسياسياً ووطنياً ناصعاً ومشرفاً ورغم كل ظروف المحنة وقسوتها بأبعادها لم يحدث أن غيرنا أو بدلنا، وتقدمنا بمبادرتنا إلى جميع أبناء أمتنا إدراكاً منا لمقتضيات اللحظة التاريخية التي فرضتها وحتمتها ظروف العدوان الصهيوني على غزة بأبعاده وتداعياته المستقبلية... ولذلك لا نعتبر أن ما أدلى به السيد وزير الخارجية جواباً كافياً على مبادرتنا ولا ينبني عليه موقف لا من حيث طريقته ولا من حيث مضمونه وسياقه».

واعتبر قول المعلم إنه «إذا ما أرادت (الجماعة) الانضمام إلى مسيرة النظام الإعلان عن ذلك في بيان رسمي والانفصال عن كل الممارسات التي جرت في الخارج»، بأنها «تؤكد أن كلامه عرضي لا ينطلق من واقع»، متسائلاً «كيف يستقيم في ذهنية وزير سوري مخضرم يشغل منصبه الوزاري منذ فترة طويلة أن يدعو (إخوان الداخل) إلى إصدار بيان وهو يعلم أن الإخوان في الداخل والخارج يقعون تحت طائلة القانون الرقم (49/1980) الذي يحكم عليهم بالإعدام بل ويتجاوزهم أحياناً إلى كل من يلوذ بهم».

واستبعد أن تكون تصريحات المعلم رسالة مباشرة إلى الجماعة لطي صفحة الماضي والإنفصال عن «الخلاص» التي ساهم في تأسيسها مراقبها العام علي صدر الدين البيانوني ونائب الرئيس السابق عبد الحليم خدام وحركات وشخصيات معارضة. وقال إن «كان ثمة رسالة في هذا التصريح، فمشكلة هذه الرسالة أنها مزجت السياسي بالإعلامي، فنحن ومنذ أول يوم استلم فيه الرئيس بشار الأسد السلطة، عرضنا تجاوز الماضي في إطار مصالحة وطنية شاملة والبناء على الحاضر والمستقبل، وبالنسبة إلينا... ولا نظن أن المشكلة في سورية لها علاقة بجبهة الخلاص أو بغيرها من البنى الوطنية».

واشار سالم في معرض رده على سؤال إلى أن محاولات ومبادرات كثيرة جرت على مدى 30 عاماً لإجراء المصالحة الوطنية، واعلن: «كانت جماعتنا في كل المحاولات والمبادرات تقدم موقفاً إيجابياً منسجماً مع المصلحة الوطنية العليا وفي إطار مطلبية وطنية لتحقيق العدل والتوجه الجازم نحو البناء الوطني والوثيق». وفي شأن «الخلاص» ومستقبل عضوية «الأخوان» فيها بعد الخلافات التي أثارها داخلها اعلان الجماعة تعليق أنشطتها المعارضة للنظام، أكد سالم أن هذا الموضوع «محل درس وتمحيص في المؤسسات الإخوانية ذات الصلة في ضوء معطيات الواقع ومستجداته وسيتم حسم هذا الموقف في غضون الأسابيع القليلة المقبلة».

وسُئل ما إذا كان البيانوني أجرى اخيراً أي اتصالات بخدام، فأجاب ان «العلاقات لا تزال قائمة وما زالت القضايا تُناقش بروح المسؤولية الكاملة كلما احتاج الأمر، لأننا لا نعتقد أن الخلاف السياسي يمكن أن ينعكس على العلاقات الشخصية».