إيران تهرول إلى النووي وإسرائيل تهرول إلى الحرب
إيران تهرول إلى النووي وإسرائيل تهرول إلى الحرب
أديب طالب / معارض سوري
عندما وصّف وزير الخارجية السعودية الامير سعود الفيصل السياسات الايرانية الاقليمية والدولية ب " التحدي الايراني " ، عندها كان التوصيف توصيفا ديبلوماسيا بامتياز . أما المسقط العملي له فهو " التهديد الايراني " .
ثمة مؤشرات على انّ ايران سائرة في تهديدها الى الامام ، وان اسرائيل سائرة في اعداداتها الى الحرب .
1 – انسحاب خاتمي " الاصلاحي " من سباق الرئاسة لصالح موسوي او كروبي ؛ لم يكن اكثر من تلوينات انتخابية تمهيدا لاعادة انتخاب نجاد او لاريجاني . وهذا على ما يبدو اقرار المرشد الاعلى السيد خامنئي في ايران متشددة ، متحدية ، مهددة ، كرد حقيقي على الدعوة الاوبامية للحوار البرغماتي ، وذلك بعيدا عن ادعاءات قبول التهدئة والحوار والتفاهمات مع العرب والمنطقة والعالم
أشكنازي: نستعد لاحتمال مهاجمة إيران
2 - تل ابيب - ي ب أ - أبلغ رئيس الأركان الإسرائيلي اللفتنانت جنرال غابي أشكنازي الى مسؤولين أمنيين أميركيين التقاهم خلال زيارة عمل رسمية للولايات المتحدة إن ثمة متسعاً من الوقت لمعالجة "التهديد النووي الإيراني"، لكن إسرائيل تستعد لشن هجوم عسكري على إيران.ان أشكنازي لم يترك مجالا للشك لدى الأميركيين في إنه "جدي" لدى حديثه عن الخيار العسكري.
اصرار ايران على برنامجها النووي السلمي حق لها ، امّا ما ليس من حقها فهو استمرارها في تخصيب اليورانيوم بعيدا عن عيون الوكالة الدولية للطاقة النووية . انّ ما يثير الشكوك بسلمية البرنامج النووي هو التخصيب بعيدا عن العيون ، والا لم التخفي بحجة السيادة ؟
هآرتس 16/3/2009 : ان سألوا طياري سلاح الجو ما الذي يتوجب على دولة اسرائيل ان تفعله في ظل التهديد الايراني النووي المتزايد سيكون لديهم رد واضح وقاطع. كل افراد سلاح الجو سواء طواقم (الاف 16 - آي) و (الاف - 15 - آي) والنقل الجوي وقواعد التحكم والسيطرة سيردون عليك بصوت رجل واحد:- ها أنذا فلترسلني
الاعلام الاسرائيلي يرى انّ على نتنياهو ان يقدم لامريكا ثمنا تسوويا للصراعات : السوري – الاسرائيلي ، الفلسطيني – الاسرائيلي ، العربي – الاسرائيلي ... وذلك قبالة وقوفها معه في مواجهة النووي الايراني . المغالطة الاعلامية الاسرائيلية تغطي حقيقة وجودية اسرائيلية هي أنّ اسرائيل امتداد استراتيجي امريكي في المنطقة ، وما يشكل تهديدا لها هو حكما تهديد للسيلسات الامريكية . وان ما يبدو على انه علاقة بين دولتين ممستقلتين تماما لا اكثر من تنظيم ديبلوماسي للعلاقة بين المركز وطرفه البعيد عنه
ان حل الصراعات المذكورة قد يوظف وقد لا يوظف ، قد يكون او لا يكون . تبقى الاولوية لمواجهة الخطر الايراني المقبل المشترك عضويا ووجوديا بين اسرائيل وامريكا .
قال رئيس القيادات المشتركة الامريكية، الادميرال مايكل مالن انه 'يؤمن بان ايران في مسار يفضي الى تطوير سلاح ذري'. وقال ايضا ان 'من الواضح له' ان هذا ما تخطط له القيادة الايرانية
3 – ايران لن تسمح لاذرعها في المنطقة العربية بالفكاك ، او بأي حد من السلوك " الوطني " المستقل قد يضرّ باستراتيجياتها المركزية . ولو انّ هذه الاذرعة وجدت انّ مصلحتها في المقلب الآخر في لحظة ما ، فلعل اوان تلك اللحظة قد اصبح فائتا .
أ - انّ استمرار " عودة لبنان الى الحياة " عبر احياء مؤسساته الديمقراطية وفق توصيف ساركوزي لانجازه اللبناني ما يزال ورقة قيد التوظيف الايراني وهو قابل للتوقف او التراجع وفق ما تقتضيه سياسات طهران المركزية ولن يكون لذراعها القدرة على قرار مستقل حتى لو اراد .
ب - الرئيس السوري بشار الاسد عرض استعداده للتوسط بين امريكا وايران واكد على مركزية الدور الايراني واكد على علاقاته الاستراتيجية مع طهران ، ولم تنفع – حتى الآن – الضغوط والاغراءات والعزلة وفك العزلة في اضعاف او فك تلك العلاقات . ثمة حل سحري هو عودة المفاوضات السورية الاسرائيلية والوصول الى سلام بين رأس " الممانعة " وبين ورأس الشيطان الاسرائيلي ، وما يقلل من فرص هذا الحل السحري هو الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة وتوجه المجتمع الاسرائيلي الى اليمين ويمين اليمين وهذا ما قد يستغرق سنتين حتى سقوط حكومة نتنياهو ، في هكذا حال لن تتوقف هرولة ايران الى النووي ولن تتوقف هرولة اسرائيل الى الحرب .
ج - حماس تزداد تشددا وانفصالية بوحي من ايران ، ولا مانع عند الايرانيين من التضحية بها عند اللزوم ، ولا مانع عند الاسرائيليين من دفعها الى الاستسلام الكامل عبر مجزرة اكبر من حرب غزة بمرات . حماس بين المطرقة الاسرائيلية والسندان الايراني ..
اذن فمؤشرات الهرولة الايرانية الى النووي واضحة وان مؤشرات الهرولة الاسرائيلية الى الحرب واضحة ايضا ولا حول ولا قوة الا بالله ! .
كلّ ما قلناه يستند الى رؤيا تحليلية للوقائع ، قد تخطىء وقد تصيب ، أما ان جاء القدر بالمفاجأات وبالسحر فهذا امر لا نطيقه ولا نقدر عليه فمعذرة .