النوروز بين سوريا ولبنان

" النوروز" بين سوريا ولبنان

أحمد مولود الطيار

[email protected]

ما رأته عيناي مختلف بين احتفالين في مكانين مختلفين والمناسبة واحدة .

" عيد النوروز " " اليوم الجديد " اليوم الأول في التقويم الكردي .

ما سجلته عيناي في سوريا مختلف عما رأته في لبنان : الناس ، الوجوه ، الطبيعة ، عناصر الأمن ، الاحتفالات  وبعض من تفاصيل صغيرة دالة ومهمة .

أبرز ما أود نقله عبر كاميرا صماء ، الوجوه ودرجة انشدادها .

قد يكون للبحر سحره وتأثيره مما  لا شك فيه ، فاحتفالات الأكراد في بيروت تجري في منطقة " الروشة "على مساحة كبيرة تتسع للآف البشر ، حيث البحر والأفق لا يحدهما شئ ، وعلى بعد أمتار قليلة  من مكان الاحتفال تنتصب " صخرة الانتحار" وأختها في تناقض صارخ ، فلا انتحار الآن وتوالي احتفالات " النوروز " بجوار الصخرة ربما سيغير اسمها الى صخرة الولادة أو شيئا  يدلل على الفرح والانبعاث وما شابه .

لا عناصر أمن في المكان  يغدون جيئة وذهابا مما ألفناه في احتفالات " النوروز " في سوريا ، هذا ربما سر استرخاء الوجوه في احتفالات بيروت ، لا صور معلقة يفرضها طارئون على محتفلين وهو سر آخر لتمدد الجسد وارتخاء العضلات ، لاغبار يثيره المكان ، لا مظاهر حزبية كردية صارخة تبعث على التحدي ، هناك وعلى الطريقة اللبنانية شباب وشابات أكراد كل يطوق خصر حبيبه  وأخرى ألقت برأسها على صدر فتاها هربا من شمس آذارية بدت وقحة بعض الشئ . الكل كان يرقص، والكل كان يأكل، وجزء كان يجوب بزوراق مستأجرة مياه البحر مارا بزورقه  من تحت " الصخرة " في تحد ولا أروع ، وغير بعيد وقف بطل المسرحية في ظل مكبرات الصوت الصادحة يتلوبتهدج تراجيدي مدن كردستان المبعثرة .

أما لماذا الأكراد لا وزن لهم ولا تمثيل في لبنان  في ظل " تعددية " لبنانية وغيرهم أقل منهم بكثير يحوزون كثير ؟ فذلك سؤال ليس برسم السلطات اللبنانية انما الأكراد وحدهم عليهم الاجابة .