لقاءات دافيد بن غوريون مع العرّافة سالي لينكر

د. الياس عفيف سليمان

د. الياس عفيف سليمان

(باحث ومتخصص في تاريخ الشرق الاوسط)

المصدر: يوميات بن غوريون 1959-1960 .

كتاب ميخائيل بار زوهار ، السيرة السياسية لبن غوريون ، تل ابيب 1977 .

الترجمة حرفية، ما بين هلالين لم يرد في المصادر وهو للتوضيح.

في منتصف العام 1959 انشغل دافيد بن غوريون ( 1886 – 1973 اعلن عن قيام دولة اسرائيل وشغل منصب رئيس الحكومة ووزير الدفاع الاول للدولة ) بهواية جديدة وهي انه ابتدأ يلقاء العرّافة سالي لينكر التي تتنبأ بالمستقبل وهي يهودية رومانية الاصل.

لقد تعرفت لينكر على حانه لمدن الناشطة في حزب مبّاي ( حزب عمال ارض اسرائيل، وهو حزب صهيوني اشتراكي تاسس في العام 1930 . من زعامات الحزب دافيد بن غوريون وموشيه شاريت وليفي اشكول، اندمج فيما بعد في حزب العمل ). وطلبت منها ان تنسق لها لقاء مع بن غوريون مدعية انها "تملك خبرا له" بعد عدة ايام جاء يتسحاق نافون ( 1921 - رئيس دولة اسرائيل الخامس ) الى العرّافة لينكر ورافقها الى مقر بن غوريون.

بقيت لينكر مع بن غوريون لوحدها، ووصفها بن غوريون في يومياته " فاحصة الكلى والقلب"، دام اللقاء قرابة الساعة واخبرته عن نفسه، عن افكاره وعن الاشخاص الذين من حوله ويعملون معه ومنهم بنحاس لفون ( 1904 – 1976 عضو كنيست من قبل حزب مبّاي ) وغولدا مائير ( 1898 – 1978 رئيسة الحكومة الرابعة وعملت كوزيرة للخارجية والعمل ) وموشيه ديان ( 1915 – 1981 سياسي من قادة الهاجاناة، الرئيس الرابع لهيئة الاركان العامة، شغل منصب وزير الدفاع، الخارجية والزراعة ). تكلمت العرّافة مع بن غوريون باللغة الفرنسية وجلس واستمع لها وسجل بعناية كل ما قالته. وكتب بن غوريون في يومياته " عندي خيبة امل منها، هل يمكن ان تتنبأ بالمستقبل؟".

كشفت لينكر لبن غوريون خفايا الانتخابات القريبة ( انتخابات الكنيست الرابعة، 3 نوفمبر 1959 والتي فاز بها بن غوريون ب – 47 مقعدا وهو بعمر 73 عام ). بعد الانتخابات جاءت حانة لمدن الى بيت بن غوريون وذكرته بمدى صدق كلام العرّافة لينكر. تذكر بن غوريون بان لينكر قالت له "بعد الانتخابات سيكون الوضع جيد، بل جيد جدا " وقال بن غوريون، لم انتبه لما قالته وحتى الان اشكك بالأمر وأتسأل: هل توجد حاسة انسانية تستطيع التنبؤ بالمستقبل؟.

رغم ذلك، دعا بن غوريون العّرافة لينكر اليه مرة تلو الاخرى، وبحسب ما صرحته لينكر فإنها التقت ببن غوريون بين 10 – 12 لقاء في مكتبه في الكنيست وفي بيته. اهتم بن غوريون بان يعرف ما اذا كانت اسرائيل ستهاجم بسبب حشد القوات المصرية على الحدود مع اسرائيل. اجابته العرّافة " لن يهاجموا (القصد العرب) ليس لديهم القوة، نحن لسنا في خطر، العالم ضدنا وهذا لا يهم ".

جاء في السيرة السياسية لبن غوريون انه شكك بكلام العّرافة وتنبؤاتها ولكنه استمر في لقائها من دافع حب الاستطلاع.