لاءات نتنياهو كيف سيجابهها الفلسطينيون والعرب

لاءات نتنياهو كيف سيجابهها الفلسطينيون والعرب

فيصل الشيخ محمد

استمعت بكثير من الحزن والشفقة لما قاله السيد صائب عريقات كبير مفاوضي سلطة رام الله، بعد إعلان نتائج الانتخابات الإسرائيلية يوم الثلاثاء على قناة الجزيرة الفضائية: (إن نتائج الانتخابات تظهر أنه لن تكون هناك حكومة إسرائيلية قادرة على تلبية متطلبات السلام الفلسطيني والعربي).

هذا الكلام يردده صائب عريقات بعد 18 سنة من المفاوضات العقيمة التي لم تؤدي إلا لمزيد من قضم الأرض، والتضييق على فلسطينيي القدس والاستيلاء على منازلهم بالقوة، وزرع العشرات من المستوطنات داخل الضفة الغربية، وبناء الجدار العنصري العازل الذي قطّع أوصال مدن وقرى الضفة الغربية، وأسر ما يزيد على 12 ألف فلسطيني وسوقهم إلى المعتقلات والسجون، والتضييق والحصار على غزة وذبح أهلها من الوريد إلى الوريد، وتهديم أبنيتها ومؤسساتها ومدارسها ودور عبادتها وعلمها ومستشفياتها!!

ويقول عريقات متحسراً ومتألماً في معرض حديثه مع قناة الجزيرة الفضائية: (واضح أن الناخب الإسرائيلي صوت لوضع شلل في إسرائيل تجاه عملية السلام)!!

أعتقد أن عريقات أبدى كل هذا الحزن على نتائج الانتخابات الإسرائيلية ليس بسبب ما قد يؤدي إلى  تجميد عملية السلام ووقفها بل على فقدانه لقب (كبير المفاوضين)، ويصبح عاطل... عن العمل.. وقد استمرأ وصفه بهذا اللقب الذي بات جزءاً من كيانه وذاته وتفكيره ومعتقده، وهو لا يحسن أي عمل آخر!!

مسكين صائب عريقات فأي مرارة يتجرع في هذه الأيام.. وأية خيبة أصيب بها، وأي إحباط هدَّ قامته التي لم تكن في يوم من الأيام منصوبة إلا بوجه الأخوة والأشقاء؟!!

لا أعرف في أي كوكب يعيش الأخ المناضل صائب عريقات كبير مفاوضي السلطة في رام الله.. وأي مركب أحلام يريد أن يعبر به إلى قلب إسرائيل المتحجر الذي لم يعرف يوماً طعم السلام، ولم تدغدغ للحظة واحدة مخيلته فكرة التعايش مع الفلسطينيين والعرب بأمن وسلام ووئام وتبادل مصالح وحسن جوار!!

نعم أنا حزين وحزين جداً كوني عشت إلى هذا اليوم الرديء الذي أجد فيه نفسي – شئت أم أبيت رضيت أم لم أرض – استمع لمثل هذا الكلام من فلسطيني تجرع على يد الصهاينة حنظل العذابات والمرارات لأكثر من ستين عاماً.. ولا يزال يلهث يستجدي البر والإحسان ممن جلدوا ظهره لسنين عجاف طوال.. يطلب الترياق ممن مزقوا أحشاء الحبالى ويتموا الأطفال وثكلوا الأمهات ورملوا النساء وذبحوا الأطفال ودفنوا الشيوخ تحت الأنقاض وهم أحياء.

نتنياهو – وهو الأوفر حظاً بتشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة – قام برنامجه الانتخابي على اللاءات:

(لا لتقسيم القدس.. لا تنازل عن الجولان.. لا لتفكيك المستوطنات.. لا اعتراف بكل الاتفاقيات السابقة بين الفلسطينيين والحكومات الإسرائيلية السابقة).. فهل وضع الفلسطينيون ودول الاعتدال والممانعة خططاً في مواجهة هذه اللاءات سياسياً واقتصادياً وعسكرياً؟! أم أن خيارهم الاستراتيجي لا يزال هو الهرولة إلى أعتاب واشنطن وباريس ولندن وهيئة الأمم المتحدة التي لا قيمة لقراراتها ولا فاعلية؟!

في الأيام القابلة سنرى ردة الفعل الفلسطينية والعربية.. وأنا لست متفائلاً!!