توقعات بمشاركة "سُنّة العراق"

عبد السميع الشربيني

 توقعات بمشاركة "سُنّة العراق"

بنسب عالية في الانتخابات المقبلة

من المخلص عبد السميع أبو الفضل الشربيني

جمهورية مصر العربية

 بعد مشاركتهم الضعيفة في الانتخابات العامة في العراق في 2005 ،، يتوقع مراقبون أن يكون إقبال "السُنة العراقيين" في انتخابات مجالس المحافظات المقبلة بنسب مرتفعة.

ويعزو المراقبون هذا التغيير إلى عدة أسباب أهمها:

1- الظروف الصعبة التي عاشها السنة في ظل عدم توازن القوى الذي كان سببه ضعف مشاركتهم في الانتخابات السابقة، مما أدى إلى بروز أحزاب حاكمة كبيرة من أطراف معينة دون أخرى.

2- وصولهم إلى قناعات بضرورة المشاركة لعدم فائدة الجلوس دون تصويت، وقد كان لخطباء المساجد دور كبير في توعية المواطنين ع، نظرا لطبيعة الوسط السني الذي يتأثر بالمساجد والخطباء.

3- تطور الحياة الفكرية وانفتاح العراق على العالم الخارجي، مما أدى الى نقل تجارب دول العالمين العربي والإسلامي إلى الساحة العراقية كتجربة المسلمين في تركيا وفلسطين (حماس)، والبوسنة والهرسك، وغيرها من التجارب التي ولدت شعورا بالأمل بعد أن كان الإحباط هو السائد بسبب أن السنتين الماضيتين شهدتا طغيان الاحتلال وسيطرة فرق الموت والميليشيات والقاعدة على الساحة، واستفحلت لولا تحركات من جهات عدة حالت دون الانزلاق الكارثي الذي كاد أن يقضي على الجميع، ومن تلك التحركات، تنظيمات الصحوة التي انطلقت شرارتها في الأنبار بقيادة عبد الستار أبو ريشة الذي اغتالته أياد مجهولة قرب منزله، وساهم في نشرها على نطاق العراق الحزب الإسلامي العراقي بقيادة طارق الهاشمي، وكذلك جاءت فيما بعد تحركات حكومة المالكي ضد ميليشيات جيش المهدي وغيرها في عمليات فرض القانون وأبرزها عملية صولة الفرسان التي أطلقها المالكي في بغداد وبعض المحافظات الجنوبية.

ويشكل السنة في العراق إحدى المكونات الرئيسة للشعب العراقي إلى جانب الشيعة والأكراد، مع وجود أقليات مثل النصارى،والصابئة، والتركمان الذين يشكلون أكثر الأقليات عددا، وضعة مئات من اليهود في محافظة صلاح الدين.

ويقول سكان محليون متأسفون على الصبغة الطائفية التي طغت على العراق بعد الاحتلال الأمريكي له: إنهم لم يكونوا يعرفون كثيرا من المصطلحات التي سادت اليوم والتي تندرج تحت إطار (السنة) و (الشيعة).وأنهم يتمنون رجوع الأيام إلى الوراء كي يستعيدوا حياتهم الطبيعية حيث كانوا يرتبطون بعلاقات متينة مع الطوائف الأخرى.

وقد آخذت تنتشر في الآونة الأخيرة تجمعات واسعة في مناطق من بغداد والمحافظات تحضرها الجماهير "السُنية" تدعو إلى الانتخابات وتوحيد الصفوف، ونبذ الطائفية والمشاركة في العملية السياسية من أجل إحداث التوازن اللازم في القوى، وقد رافقت تسويق تلك المفاهيم للشارع السني ندوات وشروحات توضح هذه المسألة.

ومعظم تلك التجمعات تقيمها جبهة التوافق التي تضم الحزب الإسلامي أكبر وأهم الأحزاب السنية في العراق.وقد تعدت تلك التجمعات قضية الانتخابات المحلية إلى التضامن مع المسلمين في خارج العراق حيث أخرج الحزب الإسلامي مظاهرات حاشدة للتنديد بالعدوان الصهيوني على غزة في بغداد وديالى ونينوى والأنبار وصلاح الدين.

وسيكون هذا الدخول القوي لـ "سنة العراق" في الساحة بعد تولد القناعات الكافية لديهم آثاره الإيجابية المتعددة على مجمل الأوضاع في البلاد.