المالكي يرفض استخدام الشعائر الحسينية من قبل الحكيم

آخر صيحات حرب الانتخابات

المالكي يرفض استخدام الشعائر الحسينية من قبل الحكيم

سامي الحمداني

[email protected]

هل أشعلها حسن الشامي مستشار السيد ريس الوزراء بين الدعوة والمجلس الأعلى؟ أم إنها حرب بين الطرفين بدأت وتيرتها بالتصاعد مع اقتراب الانتخابات وسيلان لعاب كلا الطرفين على الكراسي (الدسمة)، متناسين أن هناك شعب يتضور جوعا هنا في العمارة والناصرية والكوت.

في الحقيقة فإن تصريحات حسين الشامي التي وصف بها التطبير واللطم وما شابهها بأنها خرافات وبدع وعادات متخلفة، لم تكن هي الأساس في اشتعال النار بين الطرفين، إذ تعود الخلافات بينهما إلى السنة الماضية.

وللقضية ارتباط بمغادرة القاضي راضي الراضي للعراق حاملا معه ما يقرب من 200 كغم من الوثائق التي تثبت تورط مسؤولين عراقيين بملفات الفساد المالي والإداري، وقد انكشفت أوراق الحليفين أمام بعضهما بعد أن نشر الراضي بعض تلك الوثائق، مما أدى الى اتهام كل طرف للآخر بالخيانة والعمل لمصالحه الخاصة.

وقد انبرى عمار الحكيم أو "طفل الحوزة المدلل" كما يحلو للبعض تسميته، انبرى للهجوم الشديد على حكومة المالكي وحزب الدعوة، ونلاحظ أنه في تشرين الثاني من السنة الماضية وصف أحد مستشاري المالكي عمار بأنه عدي صدام جديد في العراق سائقا أمثلة منها امتلاك عمار لأراضي زراعية وبساتين وسيارات فارهة، وارتياده للملاهي الخاصة "باهضة الثمن"، ولم يكن كل ذلك الا بعد دخول المجلس الأعلى للحكم وهو ما يفسر جزء من ملفات الفساد المالي والاداري التي يتورط بها عمار الحكيم وأبوه عبد العزيز.

ونلاحظ أيضا أن حزب الدعوة بزعامة نوري المالكي الذي دخل ضمن قائمة الائتلاف لم يكن يمانع في استخدام الرموز الشيعية في الانتخابات السابقة ورفعت الائتلاف في حينها صورة المرجع الشيعي السيستاني وكلمات مثل "يا حسين " و"يا قائم آل محمد انصرنا"، وكذلك صورة النار في خطوة لاستجلاب عطف النظام الإيراني الذي يؤمن بـ "قدسية النار وجلبها للبركة".

لكن المالكي وحزب الدعوة في هذه الانتخابات يطمع للتوسع في محافظات "سنية" فلم يستخدم هذه المرة الرموز الشيعية، بخلاف المجلس بقيادة الحكيم الذي تمسك بها مما جعل حزب الدعوة يحس بالخطر كون المجلس يدق على أوتار عواطف الشيعة البسطاء"، فجاء الهجوم قاسيا وصل الى حد التصفيات الجسدية في بعض المحافظات الجنوبية.

وفي تصريحات جديدة من نوعها اعترف عمار الحكيم بأن تلك الشعائر "الحسينية" مبتكرة الا أنه بررها بأنها "حاصلة على موافقة المرجعية الشيعية في النجف وإيران".

لكن هذا القول غير دقيق كما يقول السيد أحمد الموسوي حيث أكد "ان هناك خلافًا بين بعض المراجع الشيعية حول ممارسة شج الرؤوس وضرب الاجساد بالسلاسل في عاشوراء حيث يحلل قسم منهم ما يجري فيما يحرم اخر ذلك وقد منع المرشد الاعلى الايراني اية الله الراحل الخميني قبل رحيله ممارسة شج الرؤوس في عاشوراء . 

ونختتم هذه المقالة بقول أحد المواطنين "العمارتليين" نسبة الى العمارة جنوب العراق:"لم نكن نتوقع أن تصل الأمور إلى هذا الحد من الانقسام والفساد، إذ كانت وعودهم الانتخابية مغرية، وقد حصلوا على مباركة المرجعية، الا أننا صدمنا بالحقيقة...".