لأبطال وشهداء غزة أكتب
مصطفى أحمد البيطار
أيها الأبطال المجاهدون ..يا أبناء غزة الأماجد .. أنتم حماة الإسلام وعرين الأسود..أنتم المشعل الذي يضيء الطريق للتائهين..
إن الدماء والأشلاء المبعثرة من حملة راية الإسلام .لهي شتلات الإيمان في قلب كل حر تنمو وتكبر لتثأر ..ومن الخونة الجبناء تسخر . لقد مرت الأعوام سراعا تتسابق مع عجلة الزمن متخطية الحصار ورقاب المجرمين ..لتسطر تاريخا أبلج من شعاع الشمس في رابعة النهار ,وضياء قمر في الأسحار ..
من بعيد من بين سجف الأحزان الدمية والنكبات الأليمة الموجعة أرى الحق بين أهله , وأصحابه من حملة الإسلام الخاصة, والعامة ومن العرب قاصيهم , ودانيهم .. أراهم جميعا. كشعاع نور نضب زيت ذبالته . تارة يضيء ، وتارة يختفي في عباءة الليل البهيم فلا يبدو منه سوى بعض الخيوط الموشاة بالأمل الذي يلوح من بعيد .هذا ما أجده في سفينة آلامي , وأحزاني التي تمخر عباب المستقبل المجهول . لقد عصفت بنا أعاصير النظم البشرية , والقوانين الوضعية متخلية عن التشريعات الربانية . فتمسكت بمجاديف الإيمان والتقوى. لعلي أنجو من مقت العزيز الجبار.. للحق أكتب .. ولشهداء غزة والعراق أدعو, وأهنيء, ولا أبكي, ولا أنحب..
أيها الجلادون … ؟ أيها العبيد…؟ أيها الجبناء…؟ لسبيل من تعملون ؟ وفي القيود ترسفون .!!!!
يا عبيد الشهوات ، كم ستقيمون ؟ وكم تعمرون ؟ وانتم في مستنقعات الذل والوحل تغوصون ،ولشعوبكم تخذلون ، ولدمائهم تبيحون ، ولأعراضهم تبيعون, وتشترون.. شعاراتكم باتت جِيَفًا منتنة أزكمت الأنوف ، وقاذورات عفنة تشمئز منها النفوس . أما تستحون , ونحن لعملكم قالون .
أما أُتْخِمَت بطونكم ؟ وازدادت أرصدتكم ؟ وكلحتْ وجوهكم ؟ لحساب من تتصاغرون وتَسْتَجْدُون ؟
إن ضياء الفجر آت ، وشعاع الشمس ساطع ، ونور الحق كاشف لكل لص , وخائن , وعميل . عما قريب تُصَفَّدُون بالسلاسل والأغلال , وينطلق الأحرار الذين كبَّلتم أطرافهم ، وكممتم أفواههم وسوف يجرفكم طوفان الدموع المحرق ؛ دموع الثكالى والأيامى والأيتام من أبنا غزة , وفلسطين , والعراق .. أتدرون إلى أين ؟ لمزبلة التاريخ . تاريخكم الأسود الذي لطختم به أمجاد هذه الأمة الشماء ؟ الذين أعز الله بهم البلاد والعباد ؛ كخالد والمعتصم وصلاح الدين ، قاهر اليهود والصليبيين... وأمثالهم من المجاهدين كثير.....
يا أشباه الرجال ولا رجال ؟ لحساب من لا تغارون على أعراضكم وأعراض الحرائر تهتك على مرأى منكم , وأنتم تنظرون . كم من حرَّة مصونة صرخت وامعتصماه . واإسلاماه . بين أيدي الأوغاد وهم لعرضها يفترسون !!! ولشرفها يهتكون ، وأنتم في قصوركم سامدون ، وعن السمع معرضون !!! يا سماء يا جبال يا بحار اِلْعَنِي الطغاة المتألهين وأمام عدوهم صاغرين .
وأنتم يا أحرار العالم ؛ من أبطال غزة والعراق الجريح كونوا حماة للإسلام ؛ فالقدس الجريح يناديكم ، وبغداد المغتصبة تستغيثكم والحرائر الأسيرات القابعات في السجون يناشدنكم ، والمشردون ينتظرون ما أنتم فاعلون . كونوا براكين ثائرة في وجوه عدوكم وصواعق فوق طائراتهم ومعداتهم ، وكونوا النور أمام التائهين والبلسم للجرحى , والصابرين , والماء الزلال للعطشى الظامئين . جاهدوا بالنفس والنفيس لتكونوا رمزا للصامدين ، وأنتم يا شهداء غزة , والعراق .. هنيئًا لكم في الدنيا إكليلَ غار على جبهة الوطن ومقامًا كريمًا في أعلى عليين ، مع الأنبياء والصديقين .
وأنتم يا حثالة القوم ؛ من الخونة المندسين بين المجاهدين . غدًا سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .