على الإخوان المسلمين أن يوقفوا تآمرهم على بلدهم ليتوقف قرار الإعدام بحقّهم
على الإخوان المسلمين أن يوقفوا تآمرهم
على بلدهم ليتوقف قرار الإعدام بحقّهم
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
في مُقابلة مع ال ب ب سي البريطانية مع وزير الخارجية السوري في برنامج الصميم ، حيثُ سأله مُقدّم البرنامج عن موعد إلغاء قانون 49 القاضي بإعدام كل من ينتسب إلى الإخوان المُسلمين ، فأجابه الوزير بكل صفاقة ؟ عندما يوقف الإخوان المسلمين تآمرهم على البلد ليُنهي حديثه ولقاءه معه على هذه الكلمات ، وكان عليه أن يسأله عن مئات الآلاف من المنفيين السوريين ، وعشرات الآلاف من سُجناء الرأي والفكر المُختفين منذ عقود في مُعتقلات النظام إن كانوا جميعاً عُملاء ، أو يسأله عن مُعتقلي الرأي من إعلان دمشق وغيرهم إن كانوا مُتآمرين ، وكذلك عن الأكراد الذين ارتُكبت بحقهم العديد من المجازر لا سيّما في عيد النيروز إن كانوا مُتآمرين ، وسامي المعتوق وزميله المُعاق عندما حصدتهم رصاصات الغدر والقهر إن كانوا مُتآمرين ، ويسأله عن أولئك الذين يُمارسون التعذيب والانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان والتجاوزات الخطيرة التي اعترف بها الوزير في المقابلة إن كانوا مُتجاوزين أم لا ؟ أو مَن من أمثالهم إن كانوا متآمرين ام لا ؟ وإن كان قد اعترف بتجاوزهم فلماذا وُضع لهم قانون ليحميهم ، وهل في هذا تآمر ام لا ؟ وهل يعتقدهم بأنهم حُماة الوطن من وجهة نظره ، أم إنهم قتلة مُجرمين ، وليسأله بالمرّة إن كان يعتقد بأنّ شعبنا بكل فئاته إن كان مُتآمر أم لا ، ومن هو المُتآمر من وجهة نظره ومن هو الوطني الشريف
ثُمّ ليسأله عن تصريحه اليوم القائل فيه "بأنهم في المرّة القادمة سيردون على العدوان الأمريكي" أليس فيه رائحة التآمر على الشعب والوطن ، وإشارة واضحة الدلائل على انهم هم الذين يقفون حائلاً إمام الجيش للرد ، وخاصّة وقد وقعت غارات عديدة على سورية من العدو الإسرائيلي ولم تُطلق باتجاهه أي رصاصة أليس في هذا تأمر على البلد وخيانة للأمانة ودم الشُهداء الأبرياء الذين سقطوا ظُلماً ، فمن يتحمّل مسؤولية إزهاق أرواح هؤلاء ، الذين لم يجدوا مُعتصماً ادّعى طوال الفترة الماضية بأنّه القائد والحامي وو.. ، ولا بقية فئات شعبنا في نهاية المطاف الذين وجدوا بأن لا غطاءً يحميهم ويقيهم من شرّ الأعداء ، بل الأنكى من ذلك أنّ هذا الغطاء غالباً ما هو ضدهم وعليهم ويقمعهم حتّى وإن ضجّوا بالشكوى لما آل إليه حالهم وقتل أحبتهم جهاراً ونهاراً ودون أن يُسمح لهم بالإحتجاج ، ومع ذلك فهم ممنوعين من التعبير بما يختلجهم من أحاسيس الخيبة ،بل ومفروض عليهم مدح النظام والإشادة ببطولاته التي سيقوم بها في المستقبل كما في كل مرّة يعدهم ، وهذا ما فعله البعض رغماً عنه أمام شاشات التلفاز ، فماذا لو قُدّر لهؤلاء المغلوب على أمرهم ليُعبروا عن رأيهم وإحباطهم من النظام ، فهل يكونوا مُتآمرين ، وهل بإمكان الوزير أن يُعطينا تعريفاً دقيقاً للتآمر ويشرحه لنا لنعرف من هو المتآمر عمّن سواه
على كل حال وإلى وقت كتابة هذه المقالة راجعت العشرات من البيانات لجماعة الإخوان المسلمين وكُتبهم المُتخصصة في هذه الأمور، ومشروعهم السياسي الكبير لسورية المستقبل ، وكذلك استرجعت بعض أحاديث قياداتهم التي دارت في المؤتمر القومي العربي الذي انعقد في صنعاء ، وهم يشدّون على أيدي من عرضوا بأنفسهم للوساطة وحلحلة الأمور من الأسماء الكبيرة لا أود ذكرها هنا حفاظاً على أمانة المجالس كما يقولون ، حيثُ كانت جُلّ طلباتهم تدعوا لتمهيد طريق المصالحة والتقارب ، وأولى الخطوات إلى ذلك إنسانية بحتة لا مطلبية ، ومنها على سبيل المثال للتهدئة السياسية .. إخراج مُعتقلي إعلان دمشق ، والبحث فيمن تبقّى من المُعتقلين وعودة المنفيين إلى بلادهم بسلام دون مرورهم عبر البوابات الأمنية المشؤومة كخطوة أولى تدريجية لحلحلة الأمور وإلغاء قانون الشؤم وتقنين الجريمة 49 لعام 1980 ، تمهيداً لإلغاء قانون الطوارئ السيئ الصيت ، ، ثُمّ البحث في السُبل لإيجاد المخارج لتخفيف الاحتقان تمهيداً لإعادة الأمور طبيعية ، ومُحاولة تقريب وجهات النظر بعيداً عن التشنج والمُكابرة ، هذا فضلاً عن جميع بياناتهم السياسية وأخرها الإدانة بأشد اللغات للاعتداء الأمريكي الآثم على منطقة السكّرية في البوكمال ومهما تكن الأسباب ، وكذلك بياناتهم السابقة الشديدة والمستنكرة للاعتداءات الإسرائيلية ، واستغرابهم من عدم الرد على الهجوم ، ورغبتهم في إيجاد مُقاومة حتى استرجاع الأرض المغتصبة من أيدي إسرائيل ، أهؤلاء يُقال عنهم مُتآمرين يا سعادة الوزير
وليسوا هم وحدهم في هذا التوجه ، بل هي طلبات مُعظم المُعارضة الوطنية الشريفة التي جميعها ترفض الإستقواء بالأجنبي وتبحث في المخارج الوطنية وبذل الجهد والصبر ، وتدعوا إلى الحوار دون شروط للملمة الجراح ، فهل هؤلاء متآمرين أيضا يا أيها الوزير
وأخيراً أوجه كلامي إلى جميع الأحزاب الإسلامية والعروبية إن كانوا يقبلوا مثل هذا الكلام من مسئول سوري بهذا المستوى ، وهم يتعاملون مع هذا الفصيل ، أي أنهم صاروا جميعاً في خانة المتآمرين ، وماذا عساهم أن يردّوا على هذا الوزير الذي يتعاون نظامه مع حماس وجماعات الإخوان المسلمين في الأقطار العربية ، وهل فعلاً أنهم متآمرون ، ومن هو من وجهة نظرهم بعد هذا العرض مُتآمر نرجو أن نسمع الجواب