ومن الجزائر تحية للشيخ القرضاوي
ومن الجزائر تحية للشيخ القرضاوي
الشيخ العلامة يوسف القرضاوي
عبد العزيز كحيل
إنها أكثر من تحية لمرجع رفيع أحبه الجزائريون ربما أكثر من غيرهم...إنها عبارات المساندة والتأييد في زمن تكالب الشيعة من جهة وسكوت أو نكوص كثير من رموز السنة من جهة أخرى...إننا نتألم من الهجمة البشعة غير المبررة لمن شوهوا الانتساب لآل البيت على رمز لمحبي آل البيت كما نتألم من فتور الساحة السنية في هذا الظرف العصيب،ولنا أن نتساءل:
-هل قويت شوكة الشيعة إلى هذه الدرجة التي نقلتهم من وضع الأقلية إلى وضع الهجوم الشرس على رموز الإسلام؟
-إذا حدث هذا مع الشيخ القرضاوي الذي طالما دافع عن الشيعة ومازال يعتبرهم ''مسلمين مبتدعين'' فكيف بباقي المسلمين الذين يجهرون بنصوص الشيعة ومواقفهم في تكفيرهم جميعا من أبي بكر وعمر وعائشة إلى آخر الزمان؟
-هل وصل النفوذ الشيعي درجة تسكت ''أحباب'' الشيخ الفاضل عن أي رد؟ فأين الإخوان المسلمون مما حدث لواحد من أكبر رموزهم؟أين حركة حماس؟أين الأحزاب والهيآت الإسلامية؟ ما هذا الصمت المريب؟ أهي الرهبة من إيران أم الطمع فيها؟
-هل انتبه المسلمون إلى خطر التشيع الذي رفضه الشيخ الفاضل والذي وصل منذ مدة حتى إلى فلسطين فكادت حركة الجهاد الإسلامي أن تتشيع كلها بدءا بأمينها العام؟
-هل بقي معنى للكلام عن وحدة الأمة والشيعة يدوسون رموز الأمة؟يتحدثون عن الوحدة ويحدثون الفرقة،ويتكلمون عن الأمة الواحدة ويلغون الأغلبية الساحقة من هذه الأمة...أم أنهم عززوا صفوفهم بعد اختراق الصف السني فاستقووا بأمثال الأستاذ فهمي هويدي والدكتور سليم العوا -الذي لم أجد في رد فعله تأييدا للشيخ القرضاوي بأي شكل والدكتور معروف بحسن ظنه بالشيعة إن لم نقل أكثر- ؟
-ماذا أفاد الشيخ حفظه الله واهل السنة موقفهم المؤيد لحزب الله ولإيران؟ ألم يحن زمن استخلاص الدروس والتفريق الواضح المنهجي بين دوائر العقيدة والسياسة في التعامل مع الشيعة؟
-أليس الهجوم على رمز المسلمين الشرعي مقدمة لانتقال المشهد العراقي إلى مواطن أخرى يعلو فيها صوت الطائفية؟ وهل سيصمت الصامتون آنذاك كما يفعلون اليوم وينتظر كل واحد منهم دوره؟
لا بد أن أذكر أن علماء الجزائر كانوا من أول – وربما أول- من انتفض بعد الهجوم على الشيخ القرضاوي وأعربوا عن تأييدهم له وشجبوا التطاول الشيعي عليه،وقد تفاعلت جماهير الشعب مع القضية،وكنا ننتظر مثل هذا الموقف من جميع علماء المسلمين ومفكريهم ودعاتهم لكن...فتحية للعلامة القرضاوي على صراحته وتحية للرجال الفحول الذين ساندوه...ورب ضارة نافعة فها قد تجلت حقيقة كل الأطراف ولا شك أن للقضية ذيولا نرجو أن تكون في صالح الإسلام والمسلمين.