لكنها سياسة للتعامل مع القذّافي
فكّر فيها على مرارتها
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
[email protected]
العقيد القذّافي الذي حُكم بالإعدام في
لبنان بضغط من حزب الله وأمل وتأثير من النظام السوري والإيراني حُلفائه القدماء
الذين استنفذوه لعشرات السنين ثُمّ خانوه على قضيةٍ عُمرها عشرات السنين، في نفس
الوقت الذي فُتح فيه نظام القذّافي على العالم ، مع إجرائه لبعض الإصلاحات الغير
كافية ، وبغضّ النظر عن كل هذا وذاك ، علينا أن نُفكر كمعارضة سورية عن إمكانية
الاستفادة من هذا الوضع الجديد من باب عدو عدّوي صديقي ، كما لاحظت ذلك التغير على
بعض السياسات العربية في تعاملها مع هذا النظام كأمر واقع إثر هذا التغير الجديد ،
والمُتتبع للأحداث سيرى ما رأيت من هذا التغير، وكل هذا مُهم ، ولكن الأهم ما يجب
علينا القيام به للاستفادة من الوضع الجديد ، الذي أُشبهه مايكون بأيام النظام
العراقي السابق ، الذي لم تكن المُعارضة السورية على اتفاق معه ، ولكنها مع ذلك
استفادت أو حاولت الاستفادة منه بحسب الإمكانيات التي أُتيحت لها للتأثير في الوضع
العام المحلّي والعربي
في نفس الوقت الذي يجب ألا يخفى على
أحد بالنسبة لمعظم الأحزاب العربية ، ولا سيّما منها اللبنانية كحزب الله وأمل
وإتباع النظام السوري في لبنان ، الذين لا يجدون حرجاً في الاستعانة على مشاريعهم
وأُمورهم حتّى بالشيطان ، والذين يستفيدون من الديمقراطية الموجودة في هذا لبنان
وهم في نفس الوقت يؤيدون ويدعمون أعتى نظامين استبداديين إرهابيين في العالم ، بل
كان لهما الفضل في تثبيت النظام الدكتاتوري في سورية وبقائه واستمراره ، بينما نحن
تفكيرنا يجب ألا يتوجه بأكثر من الاستفادة من الوضع الحالي ، دون التدخل في الشأن
الليبي الداخلي مع تعاطفنا مع كل القضايا الإنسانية في العالم
وربّ من سائل يستفسر عن هذا التحوّل
المُفاجئ والعلانية في التفكير بهذا الشأن ؟ فأقول : في السياسة لا يوجد شيء مخبئ
نتحرك معها مثل أحجار الشطرنج واللاعب فيها يستفيد من كُلّ الظروف ولو أدّى ذلك
للتضحية ببعض الأشياء، كما تفعل مُعظم الأحزاب العربية القومية واليسارية
والعلمانية والإسلامية من نظام القمع في دمشق ، لا بل تلك الأحزاب ذهبت بعيداً مع
هذا النظام حتّى انسلخت من جلدها ولباسها وأفكارها ومبادئها ، ليبيع كل قسم منها
مؤيديهم في هذا القطر السوري أو غيره ، وتقبض مُقابل ذلك بكل أسف أثمان دماء
مُُناصريها ومُعاناتهم بالأموال والأثمان البخسة ، لا بل والكثير منها قد انضم إلى
جوقة المُطبلين والمُصفقين لهذا النظام او ذاك ، ثُمّ ارتضت أن تكون في الجهة التي
تسير في اتجاه ضد مصالح الأمّة وشعوب تلك المنطقة ، ولا أُريد أن أضرب الأمثلة على
ذلك ، واللبيب من الإشارة يفهم من هم وماذا فعلوا !!
على كل حال هي مُجرد فكرة للتفكير بها
، وفي حال قبولها لابد من الإسراع في اتخاذ القرار المُناسب على غرار ما كان عليه
الوضع أيّام النظام العراقي السابق ، دون مدح لأحد أو ذمّ ، ودون التدخل في الشؤون
الداخلية ، وليس في ذلك سابقة بل العديد من الدول العربية اتخذت هذه الخطوة بسرّية
، وعلينا التفكير بمثلها ، فلنفكّر فيها.