ماذا لو تصالح الغرب مع أسامة بن لادن
د. محمد رحال /السويد
وزيرة خارجية سويسرة تصرح وامام اكثر من مائة سفير , انها مستعدة للحوار مع اسامة بن لادن , والاكثر غرابة هو تصريح وزير الخارجية النرويجي استعداد بلاده للحوار مع بن لادن , والغرابة في الامر هو ان كلا التصريحين جاءا متتابعين ومن وزيرين ترتبط علاقاتهم الاقتصادية ارتباطا عضويا بالاقتصاد الامريكي , بل وان السياسة النرويجية تقودها الولايات المتحدة الامريكية , والتي لها في النرويج اضخم شبكة تنصت في العالم , ولهذا السبب فان التصريح ياتي في وقت انهكت الحرب الافغانية كاهل الناتو مجتمعا , وكلما اعلنت قيادة الناتو انها تسيطر على الامور في افغانستان , تاتي عقب التصريحات مباشرة ضربات قوية وقاتلة لعديد هذه القوات والتي باتت لاتسيطر الا على مقراتها , وبدت هذه القوات انها دخلت نفقا طويلا ومسدودا في حربها ضد طالبان , والتي كلما مضى يوم اشتد عودها , وضعفت قوات التحالف , وانكشفت هالة الكذب الكبيرة والتي دخلت قوات التحالف بسببها افغانستان, والتي تحولت من قوات لزرع الديمقراطية الى مجرد قوات تحمي زارعي المخدرات لبلد استطاعت فيه طالبان ان تقضي فيه على زراعة الافيون والحشيش , والى مجرد قوات تحمي الفساد المتفشي في اوصال الدولة المفتتة , وقوة طالبان تعكس معها ايضا قوة تنظيم القاعدة والذي راهن الغرب على القضاء عليه , والذي قضى على اغلب خصومه بما فيهم رئيس التحالف نفسه جورج بوش والذي يجهز نفسه لينال الضربة القاضية على ايدي طالبان افغانستان والمقاومة العراقية , والتي ساهمت في فضح نذالة المتعاملين مع قوات التخالف ضدها , ومن السهل للغرب ان يبدأ حوارا دعا له ابن لادن نفسه ومنذ زمن طويل , ومن السهل جدا على الغرب ان يبدل كل حلفائه , ولكن ماذا عن اؤلئك المساكين الذين انجرفوا وبسرعة وراء الدعاية الامريكية ودون افق , وتحولوا الى سكاكين ومخارز تطعن انصار القاعدة ولم تترك غمزا او لمزا الا والصقوه في القاعدة , بل وسارعت الكثير من البلدان الاسلامية الى اهداء حملة فكر القاعدة هدية التكفير مجانا وذلك من اجل ارضاء سيد التحالف في البيت الابيض , والذي يعد العدة للتفاوض مع بن لادن ولكن باسماء وعناوين ملونة وشتى , والاغرب من كل هذا ان بعض الدول سارعت بالقاء القبض على المعارضين وتحت سمع وبصر سيد البيت الابيض , وتحت زعم الانتماء الى تنظيم القاعدة , بل وتحولت بعض القنوات اللعينة الى مجرد اداة للتشهير بالقاعدة وذلك لارضاء شياطين البيت الاسود في واشنطن , ومع اني لست من تنظيم القاعدة على اي حال ولكني ومنذ البداية كنت مع الحوار , مع الحوار مع الحوار, ويبدوا ان هذا الحوار سيكون بشروط قاعدية بعد ان كان بشروط امريكية ,
وسأتسائل بعد ذلك فيما لو حصل الحوار (حتودوا وشكوا فين من القاعدة) ياأنظمة بلا قاعدة.