أبناء الصحابة يموتون من التخمة

وأبناء النجاشي يموتون من الجوع

د. محمد رحال /السويد

[email protected]

لست حزينا على هذه الأمة كحزني هذه الأيام , وأنا أشاهد واقرأ الاصفار المرعبة , 30% من ابناء الجزيرة العربية مصابون بالسكري , و60% في بعض المناطق مطلقات , والمصيبة الكبرى ان هذا يحدث في مجتمع بدوي ابغض مافيه الطلاق , وفي مجتمع بدوي يعتز بالبطن الضامر , ولن انس ابدا المشاهد التي رايتها لدى اداء فريضة الحج , لتلك الاشباح التي تمشي محاكية مشية البطريق  بعد ان كانت هذه الاشباح مثلا يحتذى في الرشاقة , والغريب ان هذا التحول حصل في فترة قصيرة جدا , ويضاف لها التبله والعته الثقافي امام عادات دخلت الاسرة , ونخرت عظامها , مع قدوم الملايين من عمال الخدمة الى داخل البيت المسلم , ولينسف هذا البيت العربي المسلم من جذوره , من خلال سيطرة عادات الخدمة في البيوت والتي خلقت اجيالا من المواطنين الكسالى , وربات البيوت الخاملات , لتتحول هذه الاسر الى كتل من الامراض المستعصية , واكثر المي ان هذه البيوت المريضة والتي يعز علينا ان نراها تسقط في الوقت الذي ينتفخ فيه كروش الحاكمين , وتتكدس معهم اموال الامة المنهوبة والتي يصرف منها الزهيد على شكل هبات ومنح هنا وهناك وتحت انوار العدسات الاعلامية , واسوأ مافي الامر هو تجزاة الامة الى دول وامارات واقاليم , ليصبح هم وهاجس الجوع يؤرق صاحبه فقط , ولهذا فقد غدا خبر مجاعة قاتلة لاربعة ملايين صومالي  واثيوبي من ابناء النجاشي يمر مرور الايتام على مآدب اللئام , والذين ينتظرون رحمة الغرب المشفوعة بقوافل التنصير , ولم يعد هاجس ابناء الصحابة الاطهار الاهتمام بارث الاباء , وانما القلوب معلقة على الاسهم التي اخترعتها الة الحرب الامريكية لتصرف العقول والقلوب الرحيمة عما يجري في بقاع اراضينا التي يقضمها الاعداء يوما بعد يوم , ولن انس ابدا لعبة الاسهم الخليجية والتي اضاع فيها ابناء الجزيرة اموالهم في اسهم وشركات وهمية , دون رقابة من الدول , لينصرف الناس عن اخبار احتلال بغداد وقتل اهل العراق بطائرات امريكية تزود بالبترول العربي المسلم , فتحيتي الى اسواق البورصة العربية , والى برامج الطبخ المحترمة , والى العمال الهنود المهرة , والى البرامج الفضائية التي لم تبق ولم تذر وتحيتي الى العلماء الافاضل الذين منحوا هذه الحكومات بركاتهم واختاروا كروش الحكام بدلا من نعيم الاخرة .