رسالة مفتوحة لمؤتمر وزراء خارجية
06أيلول2008
الأحواز
مجلس التعاون الخليجي في جدة
إلى أشقائنا وزراء خارجية الدول العربية الخليجية الست في مؤتمرهم الموقر المائة وثمانية، المنعقد يوم 2.9.2008 في جدة، في المملكة العربية السعودية
لا شك ان الشعب العربي برمته وأبناء الدول الخليجية خصوصا، يتطلعون لهذه القمة ان تكون مختلفة عن غيرها، نظرا لـلأحداث الجارية على الساحة الخليجية خصوصا والعربية عموما ونظرا للتجاوزات الإيرانية المتكررة على الحق العربي واستهداف استقرار و رفاه أبناء الخليج وطمأنينة مواطنين الدول الخليجية، خاصة وان هذا المؤتمر خصص للتركيز على موضوع كيفية إعادة الحق الإماراتي في الجزر الثلاث المحتلة، وهذا ما نتطلع له نحن الأحوازيين أيضا، ونحن أصبحنا بالتأكيد وفي الظروف الراهنة للأوضاع الإقليمية عموما وما وصلت إليه العلاقات الإيرانية-العربية خصوصا أصبحنا جزءا مهما في أي معادلة جديدة تخص العلاقة الإيرانية – العربية نظرا لأهمية الأحواز في أي علاقة مستقبلية تضمن لهذه الدول سلامة أراضيها وضمان حقوقها من التجاوزات الإيرانية المستقبلية، أهمية الأحواز من المفترض ان تحسب كجزء مهما في بناء المستقبل للأجيال العربية في المنطقة.
أشقائنا الخليجيين، السياسة الإيرانية، منذ عقود كانت وما زالت تسير في البعد العدائي للمصلحة العربية وهي تتطلع للهيمنة على المنطقة العربية وان تقضي على كل شيء عربي فيها: من الخليج العربي، والثقافة العربية، إلى المنطقة العربية و.....، وهذه السياسة تصبح اكثر خطورة إذا تأكدنا انها تتطابق في أهدافها مع أهداف بعض الدول الكبرى التي لا تضمر الحب لقوة المنطقة العربية بشعوبها ودولها وهي تحاول تهميش دور العرب دائما ومازالت تتعامل مع إيران على أساس شريك إقليمي إلى جانب إسرائيل دون ان تتعامل مع أي دولة عربية حليفة على هذا الأساس، مما يعني ان على العرب ان يحجموا الخطر الإيراني قبل ان يستفحل و يتحالف مع دول كبرى ويتقاسم الهيمنة منطقتنا العربية معها، وخطر إيران سيكون جغرافيا وبشريا ومذهبيا قبل ان يكون اقتصاديا مثل ما تعمل الدول الكبرى وهذا اخطر بكثير من أي خطر آخر على الدول العربية عموما وعلى الدول العربية في الخليج العربي خصوصا.
يا صاحبي السعادة وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، يا مشاركي مؤتمر جدة الكرام، أن سياسة التنديد والمناشدة والمطالبة، لم تعد تخدم المصلحة الخليجية ولن تؤمن لها مصالحها من الخطر الإيراني، حيث ان التهديد الإيراني لم يعد يقتصر على احتلال الجزر الإماراتية الثلاث، بل انه تجاوزها لضرب المصالح الخليجية وضرب استقرار دولها وحتى احتلال بعض منها! ان السياسة الإيرانية التي قبلت ان تجرأ كأس السم عام 1988 بعد ملايين الضحايا بين قتيل وعاجز ومئات المليارات، تجاوزت مرحلتها تلك ولا يصدها الآن بعد كل ما بنت من قوة، غير القوة التي تضطرها ان تتجرأ كأس سم آخر يقعدها وإلى الأبد في المكان الذي يضمن للدول الخليجية وللمنطقة عموما استقرارها ومصالحها وحماية أوطانها، وهذا لا يأتي بالتنديد والمناشدات بل بالالتفات إلى قوة رادعة تؤمنها القوميات في إيران وعلى رأسهم أشقائكم الأحوازيين، الذين يتطلعون لعون أشقائهم لهم، خاصة في هذه المرحلة التي تجاوز الخطر الإيراني احتلاله للأحواز والجزر الإماراتية وأصبح يهددكم جميعا ويهدد أبنائكم ومستقبل استقراركم وثروتكم و حتى مستقبل سيادتكم على أوطانكم.
أشقائنا وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي، شعبنا العربي الأحوازي يتطلع لمؤتمركم هذا ان يخرج بشيء، لا يسمح للسلطات في إيران بالاستمرار بتهديداتها وتجاوزاتها وتمددها على حساب حقوقنا العربية في المنطقة، خاصة وان إيران اليوم أصبحت تواجه جميع الدول الإقليمية والمجتمع الدولي بأسره وهذه فرصتكم للتعاون مع المجتمع الدولي لتحجيم الدور الإيراني وإبعاد الخطر الإيراني إلى الأبد عن استهداف دولكم ومصالحكم واستقراركم وهذه الفرصة يمكن ان تفوتكم ولن تعود مستقبلا بسبب ما تذخر إيران من سلاح فتاك ,وما تقوم بها من تحالفات ومساومات سيكون بالتأكيد معظمها على حساب المصلحة العربية وعلى حساب مصالح دولكم وشعوبكم، وها هي إيران اليوم تقف مع روسيا وبعض الدول الإقليمية في حلف واضح، ويمكن ان تقوم بتوافقات مستقبلية مع دول كبرى أخرى تضمن لها مصالحها الإقليمية في التمدد والتوسع على حساب الدول العربية وفي تلك الحالة، ستكون الدول العربية مقيدة بقوة العدو والمصلحة الداخلية وستفقد كل أوراقها في أي لعبة تطبخها إيران بمساهمة من اذرعها المتعددة والمتنوعة في داخل إيران وخارجها والدول الكبرى معا!
و وفق الله خطاكم أشقائنا في مؤتمركم ودعائنا لكم في هذه الأيام الرمضانية المباركة بالتوفيق في ما فيه مصلحة دولكم وشعوبكم الشقيقة.
الجبهة الديمقراطية الشعبية للشعب العربي في الأحواز
31/08/2008