السيد ساركوزي قف واستمع
إلى حديث الضمير ومناداة
المنظمات الإنسانية المحلية والعالمية
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
فكم من أُُمّهات بكين ، وكم عيون دمعت ، وكم من أفئدة وأكباد انفطرت ، وبكل تأكيد قد لا يخلوا بيت ياسيد ساركوزي في سورية إلاّ وله ألف حكاية وحكاية مأساوية مع هذا النظام ، فليس المعتقل أو المخطوف أو المقتول أو المُلاحق أو المنفي هو المتضرر الوحيد ، بل كل من حوله ومن يدور في فلكه هم من المتضررين ، أوّلهم النطاق المُحيط به كأمٍّ وأب وأبناء ثُمّ الأخوال والأعمام والأجداد ، لتتسع الدائرة وتشمل أصحابه وجيرانه وأهل حارته وتلامذته وأساتذته وكل المُحيطين به ، وبهذه الحسبة البسيطة نستطيع أن نقول بأنّ جميع أبناء الوطن متضررون إلى النُخاع من هذا النظام، لأنه وبحسب الإحصاءات الرسمية بأنّ عدد من سقطوا شهداء برصاص قوّات السلطة الغاشمة تُقدّر بعشرات الآلاف من الأبرياء ومثلهم ممن اختفوا في المُعتقلات والزنازين ، هذا عدا عن مئات الآلاف من المنفيين قسراً عن بلدانهم ، لا يستطيعون أن يستنشقوا رائحة الوطن وعبيق عطرها الفوّاح حتّى صارت بلادنا مرتعاً خصباً لكل منافق ومُطبل ومُدجّن وهجين ، ولكل مأجور ومن يُستخدم كأداة رخيصة لإيقاع الأذى بالآخرين ، بينما أحرار البلد وقادتها هم موزعون مابين المنافي والسجون
فشعبنا السوري هو مابين مقموع وانتهازيٍ مُستفيد ، ومابين سرّاق نهبوا البلاد والعباد ومُخلصين بذلوا أرواحهم لإسعاد الآخرين ، وهو تحت نظام لا يرحم قائم على الظلم والإضرار وعلى العنصرية والتمييز واستغلال الفرص للبقاء بما يُعرف بنظام الصفقات ، ولذا.. فشعبنا السوري عانى الكثير ولا يزال يُعاني من مثل هكذا نظام أبى إلا أن يكون في مواجهة الأهل والأبناء بل ومواجهة الوطن بأجمعه ، وقد استمدّ ذلك من خلال الألاعيب وأكاذيب ابتدعها ليسحق بها الأحرار ، بعدما حاول زراعة الفتنة بين أبناء البلد الواحد ، من خلال نغمة العلوي والسُنّي والكردي والعربي والمسيحي التي لم نسمعها إلاّ في ظلّ سيطرته منذ أربعة عقود ، ليبقى ويستمر على الكرسي من خلال لعبة فرق ليسود ، التي لربما انطلت على البعض حيناً من الزمن ، لكنها الآن أضحت لعبةٌ مكشوفة ، لذلك نشهد الكثير من الإنحارات والاغتيالات والتصفيات حتى في المراكز المُتقدمة لأعمدة النظام ، في نفس الوقت نشهد صحوة في الصفوف المُتقدمة من أركان الحكم ، وتخوفاً كبيراً من تصفيات قد تطال رؤوساً كبيرة ، كما حصل للزعبي وكنعان وأخيراً لمحمد سليمان ، وكما يحصل في المستوى الأدنى من التصفيات وفي ظروف غامضة
ولذلك حديثنا اليوم إلى الرئيس ساركوزي حديث الوسيط والعقل والضمير والحوار والانفتاح إن كان لازال مُصممٌ المجيء الى سورية ، وخاصةً بعدما وجهت إليه 26 منظمة معنية بحرية التعبير وحقوق الإنسان حول العالم ؛ رسائل تطلب منه بإثارة قضية المعتقلين السياسيين في سورية خلال لقائه بالرئيس السوري في دمشق ، وهي تُعبّر له عن قلقها البالغ "إزاء الانتهاكات الجسيمة للحق في حرية التعبير وحرية الصحافة في سورية"والاستمرار في اعتقال، ومحاكمة وحبس ومضايقة الصحفيين والمنشقين اللاجئين الى شبكة الانترنت ونشطاء حقوق الإنسان وكل من يتحدى سياسات الرئيس بشار الأسد ويطالب بالإصلاح الديمقراطي أو الحث على إحداث تغيير في العلاقات السورية اللبنانية". ونحن أيضاً في المعارضة السورية نضمُّ صوتنا إلى صوتهم بالطلب إلى الى الرئيس ساركوزي بوصفه رئيس الجمهورية الفرنسية والرئيس الحالي للمجلس الأوروبي (..) بطرح كُل هذه القضايا المتعلقة بالانتهاكات عند مقابلة بشار الأسد، وحثّه على إنهاء الملفات الإنسانية على الأقل بإطلاق سراح المُعتقلين والمسجونين فورا ممن لم يقترفوا أي ذنب سوى ممارسة حقهم في التعبير عن الرأي والتجمع". ولفتح صفحة جديدة في العلاقات مابين الدول والدول ، ومابين الدول والأفراد ، أساسها الإنسان وحرية اختياره وكرامته و، ومادون ذلك هو اعتداء وتجنّي واستخفاف من أي طرف يبني علاقاته على دماء وألام ومُعاناة الشعوب.
وأخيراً وجب التنويه الى أسماء المُنظمات الموقعة على مُناشدة الرئيس الفرنسي بطرح قضية المعتقلين السياسيين في سورية مع الرئيس السوري كما وردت في أخبار الشرق العربي وهي :
هيومان رايتس ووتش، دولي
الجمعية العالمية للصحف، فرنسا
المعهد الدولي للصحف، النمسا
اللجنة العالمية لحرية الصحافة، الولايات المتحدة الأمريكية
مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان
الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، مصر
المادة 19، المملكة المتحدة
معهد الأرشيف العربي، الأردن
مركز البحرين لحقوق الإنسان البحرين
صحفيون كنديون لحرية التعبير، كندا
شبكة حقوق رسامي الكاريكاتير الدولية
مركز حرية الإعلام والمسؤولية، الفلبين
مركز دراسات العلام وبناء السلام، ليبيريا
المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، مصر
حركة حرية الاعلام، سريلانكا
المرصد اليوناني الهلينيسكي، اليونان
مركز الصحافة المستقلة، ملدوفا
معهد حرية وسلامة المراسلين، ازبيجان
معهد دراسات حرية تدفق المعلومات، أندونيسيا
مؤسسة مهارات، لبنان
تحالف الإعلام الترفيهي والفن، استراليا
أجندة حقوق الإعلام، نيجيريا
مراقبة العلام، بنجلادش
أخبار ميزيما، الهند بورما
مرصد حرية الصحافة والنشر والإبداع، تونس
اتحاد الصحفيين في باراجواي، باراجواي
إضافة إلى المُنظمات السورية والأحزاب التي ناشدت بذلك