إهمال وعمالة أنظمة الضرار تقتل المسلمين ليل نهار!!

لقى 21 شخصا على الأقل بينهم نساء وأطفال مصرعهم مساء الأربعاء بعد ما اصطدم مركب رحلات كانوا يستقلونه بصندل نهري في النيل بشمال القاهرة.

وكانت وزارة الداخلية المصرية أعلنت في بيان في وقت متاخر من مساء الاربعاء أن 15 شخصا قتلوا في الحادث الذي وقع اثر "إصطدام أحد الصنادل النيلية بمركب يستقله عدد من المواطنين بمجرى نهر النيل بمنطقة الوراق". وحي الوراق منطقة شعبية فقيرة تقيم فيها الطبقة العاملة في شمال القاهرة.

ومعظم مراكب الرحلات النيلية في مصر قديمة ومتهالكة ولا تتوفر بها معايير السلامة أو وسائل الإنقاذ اللازمة في مثل هذه الحوادث.

وتكثر حوادث غرق المعديات في مصر ومعظمها ناجم عن مشاكل في الصيانة والإهمال. وفي الثالث من شباط/فبراير 2006، لقي أكثر من ألف شخص مصرعهم في حادث العبارة (السلام 98) التي كانت تعمل على خط البحر الأحمر بين ميناء ضبا في السعودية وميناء سفاجا المصري.

ويعتبر ذلك الحادث أسوأ كارثة بحرية في تاريخ مصر الحديث. وكان معظم الركاب الـ1400 في العبارة من المصريين العاملين في الخارج.

وفي 15 كانون الاول/ديسمبر 1991، أدى غرق العبارة "سالم اكسبرس" التي كانت تربط بين جدة (السعودية) والسويس (مصر) إلى مصرع 476 راكبا.

تتعدد صور إهمال الرعية في ظل الأنظمة العميلة للغرب التي لا شغل لها إلا حماية مصالح الغرب في بلاد المسلمين وإن كان ذلك على حساب دماء الأمة وأعراضها وثرواتها، فالتبعية العمياء والعبودية المطلقة للغرب جعلت من الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين لا ترى ضنك العيش الذي تكابده الرعية ليل نهار، مع أن الأصل في وجود الحكومات والأنظمة أنها لرعاية الأمة لا لجلدها وقمعها وأكل أموالها وثرواتها!!

فالنظام المصري العميل وغيره من أنظمة الضرار في بلادنا مشغولة بتنفيذ خطط المستعمرين في بلادنا، ولا وقت لديها لرعاية شؤون الرعية! فمن منح تلك القوارب المتهالكة التراخيص للعمل ومن سمح لقوارب وعبارات غير صالحة للعمل وحمل المسلمين على ظهرها؟!...أليس النظام المصري الذي لا يعبأ بأرواح المسلمين ولا يقيم لدمائهم وزنا؟!

لكن الصورة كانت مختلفة في زمن دولة الخلافة التي ترعى شؤون الأمة؛ فقد كان معاويةُ يُلِحُّ على عمر بنِ الخطابِ في غَزوِ قُبرصَ، ورُكوبِ البَحرِ لها، فكتبَ عُمَرُ إلى عمرو بن العاص أنْ صِفْ ليَ البحرَ وراكبَهُ، فكتبَ إليه: إني رأيتُ خَلقاً كَبيراً يَركَبُهُ خَلقٌ صغير، إنْ رَكدَ حَرقَ القلوبَ، وإنْ تَحرّكَ أراعَ العقولَ، تَزدادُ فيه العقولُ قِلَّةً والسيئاتُ كَثرةً، وهُم فيهِ كَدُودٍ على عودٍ، إنْ مَالَ أغرق، وإنْ نجا فَرَّق.  فلمّا قرأ عُمر الكتابَ، كَتَبَ إلى معاوية: والله لا أحمِلُ فيهِ مُسلما أبدا.

فالإشفاق على المسلمين، دفع عمر بن الخطاب إلى مَنعِهِم مِن الغزو فيه، ولكنَّه لَمْ يمنع السفر والتجارة عَبر البحر .  فقد كان عمر رضي الله عنه يكره أن يجازف بالمسلمين في البحر فلما كان زمن عثمان رضي الله عنه كتب إليه معاوية يستأذنه في غزو البحر وألح عليه في ذلك، وأخيرا أجابه عثمان . ولكنه احتاط فلم يجعل التجنيد إجباريا بل جعله اختياريا حيث قال: لا تنتخب الناس ولا تقرع بينهم، خيّرهم فمن اختار الغزو طائعا فاحمله وأعنه.

هذا هو الفرق بين دولة الخلافة وبين دول الضرار...دولة الخلافة دولة رعاية للأمة ولكل رعاياها بغض النظر عن لونهم أو دينهم، تصون دماءهم وأعراضهم وبلادهم...بل دولة رحمة لكل البشرية، أما دول الضرار فهي دول جباية وخراب على المسلمين وخدم للدول الرأسمالية المتوحشة التي بدورها عذبت البشرية وأهلكتها في أتون الصراعات الدموية على المصالح المادية والموارد الطبيعية، فأصبح النفط أغلى من الدم في عهد تسلطها ورواج فكرها العلماني الرأسمالي!!

لقد آن للأمة الاسلامية أن تتخلص من أنظمة الضرار وآن للبشرية أن تنعتق من العبودية للرأسمالية المتوحشة وتعيش في ظل أحكام الوحي، فعلى الأمة أن تستمر في حراكها إلى أن تقيم خلافة على منهاج النبوة، وإلى أن يكون ذلك، الثورة يجب أن تستمر.

24/07/2015

وسوم: العدد 626