نتائج إستطلاع الرأي العام الامريكي حول الإتفاق النووي

د عبد الستار الراوي

 

كشفت إستطلاعات الرأي في الولايات المتحدة أن غالبية الامريكيين ممن شملتهم الدراسة الميدانية  إنخفاض معدل الثقة بالحكومة الإيرانية أو معدومة ، وفقا للطبيعة المراوغة التي يتسسم بها النظام السياسي القائم ، فثمة شكوك ماتزال قائمة حيال نوايا طهران، ومدى إلتزامها بالإتفاق النووي الجديد، في حين ما يقارب نصف عينة الاستطلاع  يعارضون بشكل عام الإتفاق المثير للجدل، وفقا للدراسة الإستطلاعية التي أجراها مركز (بيو Pew) الامريكي لأبحاث الشعب والصحافة(*)  بين عينة تضم  2002 مواطنا أمريكيا مع هامش خطأ نسبته حوالي 3%. ، وقد صدرت يوم الثلاثاء 21/7/2015 ،  حيث أشارت الدراسة الميدانية إلى المعطيات التالية :

أولا ـــ ضعف الثقة المتبادلة :

1ــ  أن من بين الأمريكيين المطلعين على الاتفاق النووي في فيينا. 38% منهم قالوا أنهم لا يثقون به، وقال 35% أنهم لا يملكون سوى ثقة قليلة جدا بإلتزام إيران بجانبها من الإتفاق لكبح برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية.

2ــ وقال ما مجموعه 54% أن لديهم ثقة قليلة (%33) حتى معدومة (%21) بأن الولايات المتحدة والوكالات الدولية ستنجح برصد إمتثال إيران للإتفاق.

ثانيا ـ المعارضون والموافقون

من بين 79% من المستطلعين قالوا أنهم لم يسمعوا عن الإتفاق، بينما عارضه 48%، في حين قال 38% أنهم يوافقوه؛ 14% لم يعربوا عن رأيهم.

ثالثا ـ ظاهرة الإنقسامات في صفوف الحزبين الجمهوري والديمقراطي :

وجدت الدراسة انقسام حزبي واسع من حيث نسبة الموافقة.

1ـ قال ثلاثة أرباع من الجمهوريين الذين شملهم الإستطلاع (%75) أنهم يعارضون الصفقة، في حين أن 59% من أولئك الذين قالوا أنهم صوتوا للحزب الديمقراطي دعموها.

2ــ كان هناك أيضا انقسام حزبي كبير على ما إذا كان الغرب قادر على التحقق من إمتثال ايران للصفقة. بين الديمقراطيين، 69% قالوا أن لديهم قدر كبير أو قدر لا بأس به من الثقة بأن الولايات المتحدة والوكالات الدولية ستتمكن من رصد ما إذا كانت إيران ملتزمة بالصفقة. فقط 22% من الجمهوريين يشعرون بالشيء ذاته.

رابعا ــ جدوى الصفقة :

 وفقا للمسح الميداني ، رأى عدد أكبر من الأمريكيين أن الصفقة لن تسفر عن أية نتائج ملموسة من حيث تغيير أو تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران. من بين الذين شملهم الإستطلاع، 42% قالوا أن للإتفاق لن يكون أي تأثير أو تاثير قليل فقط على العلاقات الأميركية الإيرانية، في حين قال 25% أنهم شعروا أن الصفقة قد تحسنها. 28% قالوا أن العلاقة قد تزداد سوءا.

خامسا :

ثمة دراسات إستطلاعية أخرى يجري الاعداد لها إستنادا إلى الإنقسامات الحاصلة في الكونغرس بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي،  وانعكاساتها على الشارع الامريكي ، لاسيما بعد تظاهرة الاحتجاجات التي إجتاحت (تايمز سكوير الأمريكية)  في (21/7/2015) ضد الاتفاق النووي الإيراني،  وفي كل الاحوال ، فإن من المبكر ، إطلاق حكم نهائي أو وضع نتائج مسبقة بشأن موافقة أو رفض الكونغرس للإتفاق النووي الذي سيجري التصويت عليه في سبتمبر المقبل ، لكن هذا لايمنع من الاشارة إلى قيام جبهتي الحزبين الجمهوري والديمقراطي بتجهيز حملات متبادلة بين الرفض والقبول ـ

وسوم: العدد 627