السيد الرئيس باراك أوباما

منذ  خلق الإنسان على سطح الكرة الأرضية احتاجت المجتمعات البشرية مرجعا يحتكم إليه وينضوي تحت سلطانه وحكمته وحسن ادارته أمور تنظيم الحياة الاجتماعية كي يطبق العدل ويحد الظلم ويعيش البشر في حرية ومساواة لا ظالم فيها ولا مظلوم خاصة عندما استغل البعض قوتهم العضلية ضد ضعاف العضلات ليتسلطوا عليهم ويستعبدوهم ، وما الاتفاقات بين دول الجوار لبناء تحالفات دفاعية إلا لرد المعتدين عن المعتدى عليهم

ناضل الشعب الأمريكي كثيرا حتى استطاع أن يبني قوة عظيمة تحفظه من أطماع المعتدين ، انه تاريخ طويل من الجهد والتكاليف حتى أصبحت القوة الأولى تحمي الشعوب الضعيفة وتمنع أصحاب الأطماع من الاستفراد بجيرانهم الضعفاء وانتهاك حرياتهم وكرامتهم ، لهذا تعلقت شعوب العالم بالإلتجاء إلى رمز القوة وميزان العدالة القائمة في الولايات المتحدة الأمريكية عندما وجدت انها تحق الحق بين الدول وتقصم الباطل عند اختلال الموازين الأخلاقية وما الحروب التي خاضتها أمريكا للدفاع عن حياة البشر وتكاليفها البشرية والمادية إلا نبراسا أوصلها لمركز الصدارة بين الأمم إذا تحدثت سمع الآخرون وإذا أمرت رضخ المعتدون وإذا كابر الطغاة واجهوا عقوبات تحرمهم التمتع بأطماعهم وتشل رغباتهم المريضة

في عالمنا اليوم لا يزال هناك طواغيت تفتحت قرائحهم على إذلال شعوبهم وتدمير أوطانهم وتصرفوا كثور هائج في مخزن التحف الخزفية تحطيما للتراث وقتلا للأبرياء وحرقا للضعفاء وتدميرا للحياة بلا مبرر إلا نرجسية طاغية وشعور بالعظمة الكاذبة

إن الشعب السوري الذي ملآت معاناته بين المشرقين ، فقد قتل رئيسه المغرور أكثر من ربع مليون

 في أربع سنوات معظمهم من الأطفال والنساء اللوات ما قتلن إلا بعد تناوب الأوغاد على اغتصابهن وشرد نصف السكان خارج وطنهم سائحون تحت الأشجار في قيظ الصيف وصقيع الشتاء وقد أصبح معظمهم شحاذا بين شعوب العالم لسد رمقهم وعيالهم

  إننا نستغرب سكوت البلد العظيم ورائدة الديمقراطية وحقوق الإنسان عما يجري في سوريا ونعلم أن الرئيس الأمريكي أول من حمل مشعل المساواة بين البشر أبيضهم وأصفرهم وأسودهم فان الذي خلق الكائنات لا يرضى أبدا إذلال مخلوق من مخلوق مثله

عندما تسد الآفاق في عيون المظلوميين نتطلع إليكم سيادة الرئيس بما عهد عنك في كفاحك المستمر حتى وصلت بجهدك لموقع رئيس أعظم دولة في العالم وسيرتك قبل الرئاسة وخلالها بإنجازاتك الرائعة التي ستخلفها لمن يتسلم الدفة بعدك، لذا الشعب السوري الصديق يتأمل منك موقفا يخلصه من مأساته التي قاربت السنوات الخمس وكلفت الكثير من الأرواح والأموال يرجوك أن تحقق له ما يلي

كف يد الرئيس السوري عن المزيد من القتل بالكيماويات الممنوعة والبراميل المتفجرة وصواريخ النابالم وكافة الممنوعات الحربية

الضغط عليه لترك منصب الرئيس الذي ورثه ارثا عن ابيه في دولة كانت سباقة في تبني الديمقراطية في المنطقة  

تزويد الثوار بما يحتاجونه من أسلحة تمكنهم من الدفاع عن انفسهم وعوائلهم ليتساوي ميزان الحرب بين مغتصب للسلطة وشعب يطالب بالديمقراطية كفرض منطقة حظر للطيران ومناطق آمنة يلتجأ اليها النساء والأطفال والشيوخ والمرضى فهل الديمقراطية التي يتمتع بها الشعب الأمريكي والشعوب الديمقراطية الغربية  ممنوعة عن الشعب الذي خرج من اليوم الأول في مظاهراته السلمية يطالب بالحرية والكرامة والديمقراطية

أملنا أن نكسب بجهدك سيادة الرئيس حب شعب سوري يكن لأمريكا ورئيسها  أطيب الأمنيات

وسوم: العدد 630