بصراحة.. سنابك خيل المجوس تستبيح عاصمة الأمويين
دمشق الفيحاء عاصمة الأمويين التي انطلقت منها جيوش الفتح لتدق أبراج سور الصين العظيم شرقاً وأبواب باريس غرباً تستبيحها اليوم سنابك خيل المجوس، إيذاناً ببسط سيطرتهم على الشام التي بقيت عصية عليهم لقرون رغم محاولاتهم المتكررة في احتلالها لمرات عديدة، وهي اليوم تجرب حظها بعد أن أوجدت مثيلاً لابن العلقمي يعمل بما تمليه عليه، وينفذ بإشارة من الولي الفقيه في طهران كل الأوامر التي تأتيه.
وآخر هذه الأوامر السعي لتغيير ديمغرافية دمشق وإفراغها من أهلها من المسلمين السنة تحديداً، وفق خطة شيطانية يعجز إبليس على حبكها، فقد وجه النظام السوري إلى أهالي حي المزة الدمشقي مذكرات إخلاء لمنازلهم، تحت ذريعة إعادة الإعمار في محاولة لتغيير التركيبة الديمغرافية للمنطقة انتقاما من سكانها الذين شقوا عصا الطاعة ضد نظام بشار الأسد، ويأتي قرار الإخلاء تطبيقا للمرسوم 66 لعام 2012 الخاص بتنظيم المزة وجنوب المتحلق الجنوبي. ومخطط الإخلاء هذا ينذر بوقوع كارثة ستحل بآلاف العائلات التي ستواجه مصيرا مجهولا، في حين أن المشروع يهدف في حقيقة الأمر إلى تغيير التركيبة الديمغرافية للمنطقة، وأنه امتداد لما يجري أيضا في الحسكة وتل أبيض وحمص ومناطق أخرى.
وأشارت المذكرة بأن الحكومة ستعوض السكان بدفع مبلغ 300000 ألف ليرة/ما يعادل 1000 دولار مقابل كل منزل أو شقة، وأن الحكومة سوف تقدم لكل مالك أخلى منزله شقة جديدة في الأبراج السكنية التي ستقيمها مستقبلاً، في حين يؤكد الخبراء أن فكرة المشروع بنزع ملكية المنطقة من أصحابها الأصليين هي انتزاع لحقوق الناس، وأن ما يتم دفعه كمقابل لا يمثل سوى 1% من قيمة العقارات، كون قيمة المتر المربع من الأرض في حي المزة هو من أعلى الأسعار في دمشق.
ولم تكن تلك هي المحاولة الأولى من النظام لتغيير ديمغرافية أحياء دمشق، فقد سعى إلى التغيير في حي التضامن وحي اليرموك، ولكنه أخفق في كسر إرادة سكان هذين الحيين اللذان استبسلا في الدفاع عنهما، وبالتالي عجز النظام عن دخولهما رغم ما ارتكب من مجازر بحق المواطنين العزل فيهما.
النظام يهدف من وراء لعبته القذرة هذه إلى تغيير ديمغرافية العاصمة دمشق وتطويقها بلون طائفي واحد يتمثل بالإيرانيين الشيعة وبأعضاء من حزب اللات اللبناني وبعض المقاتلين الشيعة المرتزقة الذين استقدمهم من العراق ومن باكستان ومن أفغانستان، والذين منحهم الجنسية السورية.
وفي ذات السياق كشف تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سورية نشر يوم الأحد 23 آب 2015، أكد على أن ما يحدث في سورية هو أكبر كارثة تهجير في العالم، حيث ترك أكثر من 11.6 مليون شخص منازلهم، منهم 7.6 مليون نازح، وأكثر من 4 مليون لاجئ.
وهذا يعني أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات المجتمع الدولي وحقوق الإنسان على علم بكل ما يرتكبه بشار الأسد من فظائع بحق الشعب السوري، وما يقوم بتدميره من مدن وبلدات وقرى أصبحت بعضها أثراً بعد عين وهو ساكت على كل ما يحدث، وبالتالي يمكن توجيه تهمة التواطؤ إلى هذا المجتمع وهذه المنظمات التي وقفت موقفاً سلبياً مما يحدث في سورية على مدار خمس سنوات، تمكن الأسد خلالها من قتل نصف مليون سوري وجرح الضعف، وتهجير نحو خمسة ملايين إلى خارج القطر، وفرض النزوح على أكثر من سبعة ملايين داخل البلاد.
فهل سنشهد في لحظة قابلة تحرك الضمير العالمي في وجه هذا الطاغية السادي ويكف يده عن الإيغال بدماء السوريين ومنعه من تدمير ما تبقى من مدن وبلدات وقرى لا زال بعضها ينبض ببقايا حياة؟!
وسوم: العدد 630