ماذا تريد روسيا من سوريا ؟

 بين دمشق وموسكو علاقات عسكرية تعود الى زمن الاتحاد السوفييتي ، وهي نمت وتعزّزت بشكل كبير وبلغت  آفاقاً غير مسبوقة في عهد الرئيس الروسي " فلاديمير بوتين " الذي أعاد تفعيل القاعدة البحريّة الروسيّة في ميناء طرطوس، ومدّ نظام  بشّار بالأسلحة والعتاد منذ إندلاع الحرب السورية في آذار/ مارس 2011 حتى يومنا هذا. وخلال الأيّام القليلة الماضية، جرى تسليط الضوء على الجسر الجوّي للأسلحة والذخائر الروسية إلى سوريا، في ظلّ تقارير عن إتخاذ موسكو قراراً بالمُشاركة الميدانية في الحرب السورية ، حيث تم إرسال عربات جنود مصفحة وسفنا تحمل دبابات وكتيبة صغيرة من الجنود. وتتركز نشاطات روسيا في مطار "باسل الأسد الدولي" جنوب مدينة اللاذقية، وفي القاعدة البحرية الروسية في طرطوس. ويذكر أن مصادر إعلامية  تقول  أن  طائرة شحن عسكرية من طراز انطونوف  وصلت إلى المطار، ما يرفع العدد الإجمالي لرحلات طائرات الشحن إلى أربعة خلال الأيام الأخيرة.

إضافة إلى ذلك وصلت سفينتان حاملتان للدبابات إلى ميناء طرطوس، كما وصلت أكثر من عشر حاملات جنود روسية مدرعة إلى مطار" باسل الأسد." وأكد أحد المسؤولين العسكريين أن عشرات من البحرية الروسية وصلوا إلى سوريا، إلا إن دورهم هو على الأرجح حماية المعدات العسكرية الواردة إلى سوريا وليس القيام بأي انتشار ميداني.  بيد أن وكالة رويترز ذهبت إلى أبعد من ذلك، إذ ذكرت أن ثلاثة مصادر لبنانية مطلعة على التطورات السياسية والعسكرية في سوريا، قالت أن قوات روسية شاركت في بعض العمليات العسكرية في سوريا.

 وحسب "رويترز" فإن أحد المصادر قال إن المشاركة الروسية حتى الآن هي بأعداد صغيرة.  ولم تعط المصادر، التي طلبت عدم الإفصاح عن هويتها بسبب حساسية القضية، مزيدا من التفاصيل بشأن الطبيعة القتالية لدور الروس الداعم للجيش السوري. في غضون ذلك قال البيت الأبيض إنه يشعر بقلق بالغ إزاء تقارير بأن روسيا ربما نشرت أفرادا وطائرات عسكرية في سوريا وأنه يراقب الوضع عن كثب. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض ايريك شولتز للصحفيين "موقفنا هو أننا سنرحب بالمساهمات الروسية البناءة في التصدي لمحاولات الدولة الداعشية ، لكننا كنا واضحين في أنه سيكون عملا غير معقول من جانب أي طرف بمن فيهم الروس تقديم أي دعم لنظام بشار. أما الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) يانس شتولتنبرغ قال: إن التقارير عن تزايد النشاط العسكري الروسي في سوريا مصدر قلق. و إن تزايد الوجود العسكري الروسي في سوريا، لن يسهم في حل الصراع بل على العكس قد يزيد الوضع أكثر تعقيدا خاصة و أن نظام بشارفي أي لحظة معرض للانهيار و قربت نهايته.

ثم إن روسيا لا تريد أن تقتصر وسائل تفاوضها حول سوريا على دورها في مجلس الأمن الدولي، وعلى تسليحها للجيش السوري، ونفوذ خبرائها ومستشاريها ورجال استخباراتها فحسب، بل تريد أن تكون موجودةفي الملعب بصفتها طرفاً عسكرياً فاعلاً على الأرض وليس بصفتها دولة عظمى حامية لنظام بشار.

فماذا تريد روسيا من سوريا يا ترى ؟

وسوم: العدد 633