عن جميلة والإعلام اليمني
قد يكون ما نشرته الإعلامية جميلة جميل شكل صدمة للعديد من متابعي صفحات التواصل الإجتماعي بعد ان نشرت خبر انضمامها لقناة عدن التابعة لجماعة الحوثيين في صنعاء بعد ان كانت ابرز الاصوات المواجهه لهم في قناة عدن التابعه لسلطة الرئيس هادي
بصراحة لم استغرب الخبر ولم اكذبه فانا متابع لجميلة منذ ان كانت تقف في الاستديوهات اثناء فترة الحرب هي و الإعلامي احمد هاشم الذي تحدى اصوات الرصاص والحرب وكان يعمل رغم التهديدات التي تعرض لها والتي وصلت إلى اقتحام منزله وتدمير ممتلكاته
إلا ان كل هذا لم يشفع له اثر قيامه بانتقادات لسوء التخطيط والادارة عبر برنامج يقدمه مباشر وعلى الهواء ادى إلى ايقافة عن العمل في البرنامج وتحول إلى انتاج لقائات ومقابلات مصورة لقناة صنعاء التابعه لهادي
بعد ان عاودت القناة عملها مجدداً من الرياض وجدنا ان القناة تركز فقط على مجموعه من الإعلاميين وتقريباً لا يوجد على القناة سوى 3 او 4 مقدمين وغالبيتهم لم يكونوا متواجدين في فترة الحرب في استديوهات عدن وما تبقى من البث فكان من نصيب الإعلامي جميل عز الدين عبر شاشة قناة اليمن وبالاضافة غلى بعض الإعلاميين
لن اتعمق في وصف المشكله ولا الخلل فالمشاكل اكبر من ان نذكرها في مقال واحد ولكن مسببها واحد " سوء التخطيط والإدارة والمحسوبية "
وان عدنا للحساب حول حوادث مشابهه لم تكن حادثة انشقاق جميلة جميل الأولى على الصعيد الإعلامي في قطاع التلفزيون اليمني
فقد سبقتها بذالك الإعلامي ليلى ربيع التي تركت العمل في قناة اليمن الفضائية واتجهت للعمل في قناة عدن لايف التابعه للرئيس علي سالم البيض والتي تبث في بيروت
ولم تكن الوحيدة فقد سبقتها الإعلامية أمنية بدر الدين وبعض العاملين السابقين في قناة عدن
في واقع الآمر لم يشهد الإعلام اليمني مرحلة اصعب مما يعيشها حالياً فمع الإنتهاكات التي تطال الغعلاميين والمراسلين يلعب سوء الإدارة والتخطيط بالاضافة إلى التبعية والمناطقية الدور الأبرز في فشل المنظومة الإعلامية اليمني على الصعيد العام والخاص
ولعل ابرز جوانب الفشل هو الإستغلال المادي وسرقة مستحقات الموظفين
كنت شاهداً على تجربة فشل قناة
”YMC”
والتي عملت فيها منذ تاسيسها وتركتها ايضاً بسبب انتهاك حقوق العمال والتي عرفت من خلال تعاملي مع شخصيات " فاسدة " امثال انور الاشول وعبدالعزيز جباري سبب انهيار المنظومة الإعلامية في اليمن
وهي ليست النموذج الوحيد كذالك نجد تعرض الإعلامي خالد المنيفي الذي يشتكي من عدم تلقيه مستحقاته المالية عبر قناة سهيل وزملاء اخرون تعرضوا لاستغلال عبر قناة السعيدة
الأمثلة كثيرة وتطول حتى تصل قطاع المراسلين التلفزيونيين وانتهاكاتهم لحقوق العاملين امثال الإعلامي عبدالرحمان العابد في فترة إدارته لقناة العالم
كذالك ما حدث لطاقم عمل قناة الساحات الإعلامي ريدان المقدم وحرمة الإعلامية أماني علوان وفريق عمل القناة
كذالك الإعلامي أحمد الزرقة وطاقم عمله الذي يعمل الان مع قناة بلقيس
والذي تم تسريحهم من عملهم وعدم دفع مستحقاتهم المادية من قبل النائب سلطان السامعي والنائب أحمد سيف حاشد
وكذالك ما حدث للزميل محمد الشرفي والذي عمل مراسل مع قناة الميادين في حضرموت والتي غادرها بعد استهدافه بشكل مباشر من القاعدة ولم يجد من يوفر له الحماية
القائمة تطول والإنتهاكات اكبر من أن يغطيها مقال او حتى ملف او حتى استطلاع صحفي
الحل كان ومازال اقالة رموز الفساد في قطاع التلفزيون اليمني وقطاع الإعلام الخاص فهم السبب لفشل الإعلام
وتوفير الحماية للإعلاميين والاكثرمن هذا لا نقول امنحوا الإعلاميين مكافائت وبلادت مخاطر بل للاسف نقول اعطوا للإعلاميين حقوقهم ورواتبهم ولا تقحموا الإعلاميين في صراعاتكم وتحولوهم لكباش فداء.
وسوم: العدد 645