في ذكرى الصرح العظيم .. تكريم بناة السد العالي

clip_image002_fa2d8.jpg

في إطار احتفالات محافظة أسوان بعيدها القومي الذي يواكب 15 يناير ذكرى انتهاء بناء السد العالي عام 1971 أقامت جمعية بناة السد العالي مساء يوم الأربعاء 13 يناير 2016 احتفالية لتكريم 200 من الذين شاركوا في بناء السد العالي .. حضر الاحتفالية د.حسين الشافعي رئيس جمعية الصداقة المصرية الروسية للثقافة والعلوم ومستشار وكالة الفضاء الروسية بالقاهرة وصبري العشماوي رئيس جمعية بناة السد العالي بالقاهرة ونخبة من ممثلي هيئة السد العالي وخزان أسوان وشركة المحطات المائية بالإضافة إلى ممثلي محافظة أسوان .

قال د.حسين الشافعي رئيس جمعية الصداقة المصرية الروسية : نحرص على تكريم بناة السد العالي في كل عام مع ذكرى إتمام بناء هذا الصرح العظيم وتحويل مجرى النيل والعيد القومي لمحافظة أسوان .

أضاف الشافعي : هذا التكريم واجب علينا تجاه نخبة من المصريين الشرفاء الذين شاركوا في عمل عظيم بوطنية وإخلاص دون انتظار مقابل  وكان دافعهم هو حب مصر.

في سياق متصل قال أحمد النوبي الأمين العام المساعد لجمعية بناة السد العالي فرع أسوان : هذه الاحتفالية لمجموعة من السواعد المصرية الوفية  شاركت في بناء السد العالي الذي يعد أكبر مشروع قومي هندسي قومي هذا بالإضافة إلى محاولة لوجود أرشيف تاريخي يوثق فترة بناء السد العالي.

التقينا مع محمد الشريف المدير العام السابق بالسد العالي وأحد الذين شاركوا في بناء السد العالي : التحقت للعمل في مشروع السد العالي العظيم في عام 1962 وكنت أشعر وقتها أنني أعمل في بيتي وهذا كان نفش شعور كل الزملاء وقد يمتد اعمل على مدار 15 ساعة متواصلة ولم نطلب أجرا إضافيا .

أما الفني أحمد النوبي فقال : عملت مع زملائي في تمهيد غلق المجرى المائي بصورة نهائية حيث وضعنا كميات كبيرة من الصخور والأتربة بسيارات النقل وتركنا فتحة عرضها 50 مترا فقط لمرور المياه وفى يوم الاحتفالية تم ردم هذه الفتحة بالكامل وتحويل مجرى النيل عقب تفجير السد الرملي أمام وخلف السد العالي وبدأ تحويل مجرى نهر النيل في الساعة الواحدة وأربعين دقيقة ظهرا، حيث تم إغلاق المجرى نهائيا وتحويل المياه إلى القناة الأمامية للسد العالي بطول 1950 مترا مرورا بستة أنفاق رئيسية بطول 282 مترا وقطر 15 مترا للنفق الواحد ليتم بذلك ترويض نهر النيل وتنتهي بذلك المرحلة الأولى من إنشاء السد العالي والتي بدأت يوم 9 من شهر يناير عام 1960 حتى 15 مايو 1964 وفي اليوم الثالث والأخير في تحويل مجرى النيل قام الزعيم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ( رحمه الله ) بالمرور على العمال وحياهم استعدادا للحظة التفجير واصطف الرئيس وبرفقته وزراء الاتحاد السوفييتي نيكيتا خروشوف والرئيس العراقي عبد السلام عارف والرئيس اليمنى عبد الله السلال ثم قام جمال عبد الناصر ومعه خروشوف بالضغط على زر تحويل مجرى نهر النيل لأول مرة في التاريخ إلى قناة التحويل وإقفال مجرى النيل القديم والبدء في تخزين المياه ببحيرة ناصر ودوى صوت الانفجار كطلقة الاحتفال بتحويل مجرى النيل وبدء العمل في السد العالي ومازالت كله هذا المشاهد أمام عيني حتى الآن .

في الساق نفسه قال جابر عبد الحفيظ محمود عضو جمعية بناة السد العالي بأسوان : أشعر بالفخر لمشاركتي في مشروع السد العالي العظيم الذي أكد الإرادة المصرية وحب الوطن.

أضاف حنا نجيب البالغ من العمر سيعين عاما وال رئيس لمجموعة عمالية في مشروع السد العالي : شارك في بناء هذا المشروع 35 ألف من المهندسين والفنيين والعمال المصريين والخبراء الروس وتحويل مجرى نهر النيل بدأ على مدار 3 أيام هى 13 و14 و15 مايو عام 1964 وكان محمد صدقي سليمان وزير السد العالي يقيم بجوار السد العالي بصفة دائمة لمتابعة أعمال بناء السد.

يذكر أن مصر لجأت إلى أمريكا وانجلترا والبنك الدولي الذي أقر تمويل مشروع بناء السد في عام 1955 وتقدمت إنجلترا وأمريكا في خريف عام 1955 بعروض جزئية للمشاركة في تمويل قروض مشروع بناء السد العالي بمبلغ 130 مليون دولار وأشترط لهذه المعونة موافقة البنك الدولي على تقديم قرضه لمصر البالغ 200 مليون دولار وفي  شهر نوفمبر عام 1955 سافر د.عبد المنعم القيسوني وزير المالية إلى واشنطن ليبدأ المفاوضات مع بوجين بلاك رئيس البنك الدولي وممثلي الحكومة الأمريكية والبريطانية للمساهمة في تمويل السد وفي يوم 17 ديسمبر عام 1955 أعلن البنك الدولي أنه سيقوم بتمويل مشروع بناء السد العلى مشتركا مع إنجلترا وأمريكا وسيقوم بدفع نصف العملات الصعبة بينما تقوم حكومتا لندن وواشنطن بدفع النصف الآخر.

وضعت أمريكا وانجلترا هذه الشروط لأجل تمويل بناء السد وهى : أن تتعهد مصر بعدم إبرام أي اتفاقات مالية أو الحصول على أي قروض دون موافقة البنك الدولي وأحقية البنك الدولي في مراجعة ميزانية مصر ومراجعة ميزانية مصر حتى لا يحدث تضخم وأن تتعهد مصر بتركيز تنميتها على مشروع السد العالي فقط وتخصيص ثلث دخلها لمدة عشر سنوات لهذا الغرض واستبعاد الكتلة الشرقية كلية من المشروع وان تجرى عقود الإنشاء على أساس المنافسة وكان الهدف من ذلك إبعاد الروس عن المنطقة وخاصة بعدما لوحظ أن جمال عبد الناصر كان يحاول الحصول على السلاح الذي يحتاجه من الروس أو الكتلة الشرقية لكي يتمكن جيش مصر وقواتها المسلحة من الدفاع عن مصر وتطوير القوات المسلحة المصرية وفى نفس الوقت الحصول على التمويل اللازم لبناء السد العالي من الغرب وأمريكا ولكن مصر رفض شروط التمويل لمساسها بسيادتها.

أدى رفض مصر إلى وصول يوجين بلاك مدير البنك الدولي إلى القاهرة يوم 19 يونيو عام 1956 وأجرى محادثات مع المسئولين وتم التوصل إلى اتفاق مبدئي مع البنك الدولي يوم 12 يوليو وتقدمت مصر بمقترحاتها إلى واشنطن ولم تتوقف محاولات اكتساب جمال عبد الناصر والضغط عليه للتخلي عن مشاريعه واتجاهاته القومية ولكن الرئيس جمال عبد الناصر رفض الاستجابة لها ولذا تعمد جون فوستر دالاس وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية استدعاء أحمد حسين السفير المصري في واشنطن إلى مكتبه وابلغه بأن حكومة أمريكا وصلت إلى قرار بأن اقتصاد مصر لا يستطيع أن يتحمل أعباء بناء السد العالي ومن ثم قررت سحب عرضها بتقديم المعونة المالية وسلمه كتابا تعلن فيه الحكومة الأمريكية سحب عرضها وقدره 56 مليون دولار للمشاركة في تمويل قروض مشروع بناء السد وفى نفس الوقت وزع دلاس على الصحافة نص خطاب الرفض قبل أن يصل رسميا إلى الحكومة المصرية وفى اليوم التالي استدعى هارولد كاشيا الوكيل الدائم لوزارة الخارجية البريطانية السفير المصري في بريطانيا وأبلغه أن بريطانيا قررت سحب العرض الذي كانت ستقدمه لمصر وقدره حوالي 14 مليون دولار للمشاركة في لتكملة تمويل قروض مشروع بناء السد العالي وكان رد الزعيم جمال عبد الناصر الحاسم على سحب أمريكا وانجلترا تمويل بناء السد هو تأميم قناة السويس كشركة مساهمة مصرية .

في مذكرا والدي وجدت مايلي : بدأ التفكير في تنفيذ المشروع بواسطة المهندس اليوناني المصري دانينيوس في نهاية عام 1952 وبدأ التنفيذ الفعلي للمشروع في 9 يناير 1960 حيث تم وضع حجر الأساس وانتهت المرحلة الأولى في منتصف مايو 1964 بتحويل مياه النهر إلى قناة التحويل وفي منتصف أكتوبر 1967 ارتفع جسم السد إلى 172 مترا وانطلقت الشرارة الأولى من محطة كهرباء السد العالي في 9 يناير 1969 بتشغيل 3 توربينات وفي يوليو 1970 اكتمل المشروع بتشغيل 12 توربين وبلغت تكلفة بناء السد العالي حوالي 400 مليون جنيه ولو أردنا بناؤه اليوم سيتكلف 18 مليار جنيه.

السد بناء من رخام الجرانيت والرمال والطمي تتوسطه طبقة صماء من الطين الأسواني والسد يغلق مجرى النهر في مسيرة حوالي 7 كيلومتر إلى الجنوب من سد أسوان القديم ويحول المياه إلى مجرى جديد عبارة عن قناة مكشوفة تتوسطها 6 أنفاق متصلة في نهايتها بمحطة كهرباء مزودة بـ 12 وحدة وسعة بحيرة ناصر 164 مليار متر مكعب منها 30 مليار متر مكعب لاستيعاب الطمي بعد استمراره في الترسب لعدة قرون و 37 مليار متر مكعب لمواجهة الفيضانات العالية و97 مليار متر مكعب تمثل السعة التخزينية الحية للخزان التي تضمن تصرف سنوي ثابت مقداره 84 مليار متر مكعب يخص مصر منها 55,5 مليار ويخص السودان 18,5 مليار والباقي 10 مليار مقدر أنه يفقد من حوض الخزان بالبخر والتسرب.

عرض مجرى النهر عند موقع السد 520 متر وطول السد عند القمة 3820 متر وأقصى ارتفاع للسد 111 متر وعرض قاعدة السد 980 متر وعرض الطريق فوق السد 40 متر وطول البحيرة 500 كيلو متر ومتوسط عرض البحيرة 11,8 كم ومساحة سطح البحيرة 5900 كم مربع وأقصى سعة للتخزين في البحيرة 164 مليار متر مكعب والطول الكلي لمجرى التحويل 1950 متر وطول القناة الأمامية المكشوفة 1150 متر وطول الأنفاق شاملا محطة الكهرباء 315 متر وطول القناة الخلفية المكشوفة 485 متر والنفق 282 متر وعدد الأنفاق 6 وأقصى تصرف يمكن تمريره بمجرى التحويل 11000 متر مكعب في الثانية والقطر الداخلي للنفق 15 متر ومجموع القوة المركبة 2,1 مليون كيلو وات وعدد الوحدات الكهربية 12 وقوة كل وحدة 175000 كيلووات والضاغط التصميمي 57,5 متر.

بدأ العمل في بناء السد العالي في 9 يناير عام 1960 وأعطى الرئيس جمال عبد الناصر إشارة البدء وتم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى في 16 من شهر مايو عام 1964 وتم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الثانية في 15 يناير عام 1971م .

وسوم: العدد 651