سلمى… نصر لقوات الأسد أم سقوط لأقنعة الأصدقاء؟!!

سلمى المدينة الساحلية التي قاومت نظام الأسد على مدار أربع سنوات، قدمت خيرة شبابها في التصدي لقوات الأسد، ولم تبخل يوماً على الثورة بل كانت قلب الثورة في ريف اللاذقية، وكانت الموقع الاستراتيجي لهم، وإن سقطت اليوم بيد قوات الأسد فلم تسقط من قلوبهم وعقولهم بل من عاش على ثراها لن ينسى هواها ابداً.

سلمى التي بحث عنها النظام منذ زمن، ولم يفلح في الوصول إليها إلا بعد أن دمر الطيران الروسي كل شيء فيها، ولم يبق منها إلاّ ركام الأبنية، والشوارع المدمرة، والبساتين المحروقة.

سيطر نظام الأسد على سلمى بعد التدخل العسكري الروسي، فبعد 104 أيام من المعارك الطاحنة في ريف اللاذقية بين قوات الأسد المدعومة بالميليشيات الإيرانية والعراية واللبنانية، إضافة الى روسيا التي لم تكتف بالتغطية الجوية، بل أدارت المعركة بضباط روس ، في حين أن كتائب الثوار يستخدمون سلاحاً بسيطاً مع بعض الدبابات التي لا يتجاوز عددها أصابع اليد!!.

عن أي نصر يتحدث نظام الأسد وروسيا بعد أيام طويلة خسروا فيها عدداً من ضباطهم، ودمرت وحرقت دباباتهم وعرباتهم، وانتشرت جثث عناصرهم هنا وهناك، وبعدها يسمون ذلك نصرا؟!!

يبدو أن نظام الأسد لم يستفيق بعد ليدرك حجم خسائره، والاستنزاف البشري بين قواته، وإذا نظرنا إلى الأعمار التي سحبها للخدمة الاحتياطية، أو التطوع في ميليشيا الدفاع المدني، سندرك تماماً أنه آيل للسقوط، ولن يستطيع أن يكمل مسيرته في ظل فاتورة بشرية كبيرة.

فمن الواضح أن الخزان البشري للنظام في تناقص مستمر، وسيصل إلى مرحلة لن يجد عناصر تلتحق بصفوفه، وإن وجد فإنها ستكون بلا خبرة أو قدرة على القتال، وبالتالي ستكون عبئاً ووبالاً عليه.

سقطت سلمى… وسقطت معها أقنة داعمي الثورة السورية، وأصدقاها، ماذا قدموا لمنع سقوطها؟ وهل يرقى دعمهم لمواجهة النظام المدعوم بدعم سخي من إيران وروسيا؟!، لا أعتقد تصح المقارنة هنا، فما حصل عليه الثوار جرعة منشطة لا ترقى لمعركة كبيرة ضد دول، فلا يمكن أن تواجه الطائرة ببندقية.

ولا أدري إن كان “قلق” أصدقاء سوريا عما يجري في الساحل السوري يعتبر سلاحاً، يواجه ويجابه سلاح الأسد وروسيا؟!، أم أن المتابعة ومراقبة الأحداث عن كثب، وتتبع تراجع الثوار دون أي تحرك سلاح يواجه الأسد وروسيا؟!

هل تهجير أهالي القرى من جبلي الاكراد والتركمان كان له صدى في أروقة مجلس الأمن وغرف الأصدقاء؟!! هل مجازر نظام الأسد وروسيا التي أزهقت حياة المدنيين كان لها صدى عند الأصدقاء؟!

لو أن أصدقاء الشعب السوري أو من يطلقون على أنفسهم أصدقاء، ينظرون إلى أصدقاء الأسد وكيف يدعمونه  بكل شيء، لعرفوا أن علاقتهم بالثورة السورية بعيدة كل البعد عن “الصداقة” فالصديق لا يترك صديقه وقت المحن.

وسيم شامدين     

مركز أمية الإعلامي

وسوم: العدد 651