شرق أوسط جديد بعد ظهور تنظيم داعش..؟!
أن ثمة تغيرات كبيرة سوف تحدث على خارطة المنطقة وخاصة بعد ظهور تنظيم
دولة العراق والشام التي عرفت باسم " داعش " في بعض دول الشرق الأوسط كـ
(سوريا والعراق ولبنان ) وكما انه تواجد هذا التنظيم في أطراف بعض الدول
الإفريقية كـ ( ليبيا ومصر) وان الظرف الذي تواجد فيه هذا التنظيم يحثنا
على التوقف بصورة جدية عند مجريات الأحداث والولوج في تغيراتها التي من
الممكن أن تحدث قريباً في سبيل إدراكها إدراكا فكرياً وسياسياً عميقاً,
ولذلك علينا نحن كشعوب المنطقة وخاصة شعوب الشرق الأوسط أن نستوعب مجريات
هذا التغير وان ندخل في صلب هذه العمليات التغيرية القادمة , التي سوف
تجري على خارطة الطريق في المنطقة ونسلم بمفهوم أن العالم كله قد يتغير
بعد ظهور تنظيم داعش .
فان تحليل بنية هذه الدول وأنظمتها البوليسية التي تراكمت سلبياتها طيلة
سنوات حكمها, يتطلب منا أن ننظر إليها بنظرة جدية وبمفاهيم عصرية, وقد
اتضح للدارس في تفاعلات الشرق الأوسط من خلال التداعيات السياسية القمعية
التي تمارس بحق شعوب المنطقة من خلال أنظمتها الدكتاتورية بأن المنطقة
بطولها وعرضها ستدفع ضريبة باهظة من القتل, والدم, والدمار, لان
المؤامرات تحاك ضدها من قبل ادارة هذه الانظمة, لأنهم الوحيدون الذين من
سيتأذى مصالحهم الاقتصادية والسياسية, ولن يكون الغالب الأوحد في هذه
التغيرات سوى الشعوب المقهورة, التي شاهدت بأم عينها بشاعة القهر والذل
الذي مورس عليها قرونا من الاضطهاد, وبأشكاله الكثيرة, وإبقائه تحت
مهانة إرادتها, والمنافية لأبسط الحقوق الإنسانية والاجتماعية .
إن هذه الأنظمة الشمولية لم تعد تستوعب شعوبها وهي تكتنز في إيديولوجيتها
إرثاً تسلطياً دموياً سواء أن كانت قومية أو دينية متطرفة, فبهذا الإرث
الدموي لا يمكن لها أن تأت بحلول عصرية وحضارية وإنسانية لشعوب المنطقة
بكافة اثنياتها لذلك بدأت تنتج تنظيمات ذات توجهات إرهابية باسم الإسلام
بغية إرباك شعوب المنطقة والتي طالبت بالحرية والاستقلال من نير استبداها
فكانت داعش صنيعة إستخباراتية بإمتياز وبيد مهنسوا هذه الأنظمة شفرة سقوط
داعش وانحلالها .وبالتالي إسقاط تلك الأنظمة تؤدي بلا شك إلى إسقاط
الإرهاب .وعلى ضوء هذه الأحداث ما علينا سوى إدراك أن المنطقة مقبلة على
خارطة جديدة وإن التغيرات الديمقراطية آتية بسرعة ولاشك فيه أن الذي لم
يفهم مجريات هذه التغيرات ادراكاً دقيقا ًسيسقط من ورقة التاريخ سقطة
أزلية ,وهنا إذ لا بد لمؤسسات المجتمع المدني, وهيئات حقوق الإنسان,
والأحزاب التي تعمل على أرثاء مفاهيم الديمقراطية في هذه المنطقة التي
تغلي على نار حامية أن تتحرك بسرعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من يد الإرهاب
الذي لا يرحم .
وسوم: العدد 658