القناة المغربية الثانية تشجع المطربين وتستخف بالأدباء
علم من عدد من المشاركين في مسابقة الإبداع الأدبي لهذه السنة، أن القناة الثانية قامت بتصوير بورتريهات قصيرة جدا، لعدة أيام، مع المشاركين في مسابقة الأدب لهذه السنة، في القصة القصيرة والشعر و الرواية باللغات العربية والفرنسية والأمازيغية. وبعد ماراطونات من التصوير مع مشاركين من مختلف المناطق المغربية، من طنجة إلى الصحراء، للثلاثة المختارين من كل جنس أدبي، بعدما اختيروا من بين مآت المشاركين، أبلغوا بأن المنظمين سيختارون فائزا واحدا من كل جنس أدبي، بعدما تأهلوا من بين عدد ضخم من المشاركين، وبعد أيام من التصوير والسفر.
ومعروف أن المسابقات الأدبية غالبا ما تشجع الأديب أو الكاتب، وبخاصة التي تخص الكتاب الشباب، لذلك نجد في جوائز العالم بأكمله، أنها تتوج ثلاثة أو أكثر في فرع من مسابقاتها، تشجيعا وتنويها لهم في بداياتهم الأولى، وهذا ما تفعله القناة الثانية أيضا في مسابقات الغناء التي تتوج فيها ثلاثة من فروع متعددة بملايين السنتيمات، كما تصرف عليهم الملايين من السنتيمات طيلة أشواط البرايمات الطيولة، في حين أن مسابقة الأدب أو مسابقة التجويد اللتان تنظماها القناة الثانية، فإنها تعمل بكل ما أوتيت من قوة بالاستهتار و الاستخفاف بالمجودين والأدباء الشباب، التي تصور فيها بورتريهات مع المترشحين الأوائل بعد انتقاءهم من بين المأت، طيلة أيام لتذيعها حتى تكون في مستوى المستشهرين، أما الكتاب المساكين أو المجودين، فتتوج واحدا من بين المآت المترشحين ومن دون أي تشجيع من الذين وصلوا إلى النهاية، بل ويحصل في جائزة الإبداع الأدبي التي تنظمها، أن الوقاحة تصل بالقناة، دون حتى استدعاء المترشحين الذين وصلوا إلى النهاية وتكتفي بالبورتريهات التي صورتها معهم في البداية في ثوان معدودة، ليملئوا لها مدة البرنامج الذي تحصل فيه على ملايير السنتيمات من المستشهرين.
لقد أصبح استخفاف القناة المغربية الثانية واضحا بالإبداع والمبدعين، ليس فقط في المسابقات الإبداعية التي تنظمها وتستخف من خلالها بالمشاركين، بل في مسابقاتها الإشهارية اليومية التي تنظمها والتي تكون أسئلتها مستخفة بدرجة لا تتصور لذكاء المشاهد المغربي. ثمة أسئلة عديدة تجابه المتلقي المغربي ، أسئلة محيّرة ، يلفّها جو من التشاؤم والانكسار في الاستخفاف والاستحمار ، التي اجتاحته في قناة عمومية تشجع الغناء والرقص و الرذيلة و تستخف بالمبدعين والمواطنين البسطاء..
وسوم: العدد 660