يوم التمشيط
لا أعاده الله على مدينة الباب ؟؟
المدينة الوادعة الهادئة ، التي لا يعرف أهلها إلا الشهامة والكرم ، ونصرة المظلوم
الباب أول بلد في سوريا أنزل العلم الفرنسي ومسح به الأرض ،
وأول بلد أسر جنود المليس وقادهم عبد القادر الرحمو أذلاء إلى السراي ، لقد كنت بجانبهم ودماء الأسرى تنزف أمام الريجي ومعي رياض وهو صديق العمر رحم الله الوالد والولد
في هذا اليوم كنت لا تسمع إلا رصاصا يلعلع ، وسلاح إستعراض يختال به ، ويستعمل في غير مكانه ، ومكانه في الأرض السليبة في حيفا ويافا المحتلة ، أو في حمامات الحمة السليبة ؟؟؟
دخل أبطال الوحدات الخاصة وسرايا الدفاع على الشعب الأسير ، دخلوا على دار من آل الدوش قالت الأم وهي تقسم ابني لايعرف إلا البيت والجامع ، قالوا هذا المطلوب هاتيه ؟؟ وأخرجوه من غرفته ، وبدأوا يدوسونه بالأقدام ؟؟
كنت رئيسا لشعبة التموين في المدينة ، وسيارة الدولة على الباب ، وأنا معين من مسؤول كبير صار وزيرا للتموين ، دخل علي ملازم اول قال : ويلك تعال ، جئت ، ونزل الدرج ، ومشيت كما يمشي الحمل وراء الذئب ؟؟
حتى وصلنا إلى سيارة شاحنة عند المنشية ، ولا أستطيع الصود إليها إلا بمساعدة ، ومر بنا ضابط كبير من بزاعة من آل يوسفان ، وشكوت له قال لاحول ولا قوة إلا بالله
جاء رقيب إلى السيارة وبطح حافظ القرآن إبراهيم حمدو الصالح وداسه بقوة ؟؟
وأخذت إلى مدرسة عمر المختار حيث يتجمع الأسرى وكانت على أعيننا عصابة ، ضربني مجرم احتفظ باسمه بوكسا أطار الشرر من عيوني ، مر بي مجند بدوي قال شيخي لا تخف الله كبير ،
أجل ، أجل ، الله كبير وكبير جدا
واقتيد الأسرى وأنا منهم حيث يجلس القيادة أصحاب الكروش بحضور، وكانوا يقعدون على كراسي قرب مقطع الزاغ ، قال كبيرهم شفيق فياض خذوهم إلى ثكنة هنانو ؟؟؟
انطلقت السيارة ، ومعها أسرى الوطن في أرض الوطن ؟؟؟
دخلنا السجن في ثكنة هنانو ، غرفة ٣ في ٣ حشر فيها ٣٠ نفرا أو أكثر ، كان بينهم بائع حشيش ومخدرات ، كل نصف ساعة يصرخ أنتم إخوان ، فما علاقتي أنا وأنا بائع حشيش ؟؟؟
وطلب مني أن أخطب الجمعة وكنا في يوم جمعة ، قلت لأخي عبد القادر حسن الشهابي رحمه الله أذن وبصوت خافت ، وخطبت وأنا في عتبة الغرفة عن الصبر والابتلاء
كان يزورنا بين الحين والحين رقيب أول يسبنا بأقذع الألفاظ ، ثم يأتي بعد نصف ساعة معتذرا يقول رئيسي العلوي يسمعني فلاتؤاخذوني ، ويتكرر الأمر ؟؟
ترحيب ثم سب وشتم ، وأخذنا للحمام والاغتسال مع العري ، ورفضت ذلك فألهبت ظهري السياط ؟؟
لأني لم أتعر ؟؟
ايام وجاء الفرج
خلاف بين الوحدات والأمن العسكري ، تجمعنا في باحة السجن مئات ومئات ، منهم شاعر الدعوة الإسلامية محمد منلا غزيل ، وصاحب العمامة الشماء ابن الشيخ مصطفى أبو زلام مفتي منبح رحمهم المولى
وركبنا باصا لاعادتنا لبلدنا ، ونزلنا أمام المنشية ، وعلا صوت الله أكبر ولله الحمد ، وكان أقوى الأصوات أصوات عوام البلد وقد انتفخت أوداجهم ب : الله أكبر ولله الحمد ، وهم يعلمون أنها شعار الإخوان ، لكنهم صاروا يهتفون بها وبقوة ويرددونها أكثر من عشر مرات
وهكذا عدنا إلى بيوتنا بعد منتصف الليل وأصداء الله أكبر ولله الحمد تملأ قلوبنا وأسماعنا ، واستقبلنا من الأهل والأقارب والجيران بالعناق والزغاريد ،
ولله الحمد أولا وآخرا ، وسبحان من أعطى المسلمين قوة في ثبات في وجوه الطغاة
هل تعلم أن اخا لنا من تادف بلد الشهيد البطل إبراهيم اليوسف أسكنه المولى فسيح الجنات ، ظل في سجن تدمر ربع قرن واسمه محمد عوض ، وزملاء واخوة له مكثوا أكثر من عشرون سنة أمثال مصطفى المعمو
ونعمان الفارس 15سنة
وعدنان الواكي توفي رحمه الله
ومن آل التمرو وآل العثمان والكثير الكثير من المعتقلين والشهداء
وأن عبد الكريم حمدو الصالح قتل في زنزانة ، والدكتور حسان كمال حكم عليه بالاعدام ، والدكتور مصطفى عبود قضى تحت التعذيب تقبلهم الله
قولوا الله أكبر فوق كيد المعتدي ،
والله للمظلوم خير مؤيد
هذا كان هتافنا في حرب رمضان تآييدا لجيشنا الخائن الذي استباح البلاد ودمر الحجر والبشر ، هتفنا من وراء مكبر الصوت الله أكبر يابلادي كبري ، وخذي بناصية المغير ودمري
فجازانا حماة الديار بالدوس على رقابنا وصدورنا وظهورنا ، ونتف لحانا ؟؟؟
كنا صغارا نهتف :
بلادي بلادي فداك دمي.
وهبت حياتي فدى فاسلمي
وكبارا نهتف اللهم أهلك الروس والمجوس وأحفاد القرامطة ، فإنهم لايعجزونك
وفي سبيل الله ماأحلا المنون
والله أكبر والعزة أولا وآخرا للإسلام
والله أكبر ولله الحمد
وسوم: العدد 661