حلب في عين العاصفة ... بيان من القابضين على جمر الثورة ...
شهران مرّا على الهدنة المزعومة الرثة في وطننا سورية ، شهران مرّا وقوى الشر متكاثرة الرؤوس والأذرع تفتك في المستضعفين من (الرجال والنساء والولدان ) على كل الأرض السورية ، بكل ما تملكته تكنولوجيا الحرب الحديثة من أساليب وأدوات .
من غوطة دمشق إلى حمص ومن إدلب إلى دير الزور إلى مدن الساحل وبلداته تتكامل حلقة الأشرار وتتضح مخططاتهم ، واحدهم يقيد الأيدي ، وثانيهم يقصف فيدمر ، وثالثهم يقتل ويذبح فيهجر ويشرد ، ورابعهم وخامسهم وسادسهم ، دون أن ينسى بعض فريق الشر هذا أن يجد دائما فرصة ليقلق أو يأسف أو يستنكر أو يندد ..!!
شهران مرا على الهدنة ( المؤامرة ) ، والقتلة المجرمون بكل تلاوينهم وتلافيفهم يكشفون أوراقهم ، في تحويل حلب المحافظة والمدينة إلى مكسر عصا ، ليحاصروا الثورة السورية بين قوسي :( تستسلمون أو ندمر حلب ونبيد إنسانها وخضرائها ) . وما بين القوسين ليس تحليلا ، ولا استنتاجا من وقائع المشهد الناطقة ، وإنما هو بعض رسالة صريحة واضحة أرسلها الأمريكي وأكدها الروسي ، وقررها الإيراني وتصرف على أساسها ديمستورا ، سمسار تطويع السوريين ...
المخطط الدولي ، لتدمير حلب وإبادة إنسانها وخضرائها ، بدأ تنفيذه قبل أن تنسحب المعارضة العتيدة من جنيف ، حتى لا يتأول المتأولون ، ولا يتفذلك المتفذلكون ..
والمخطط الدولي لتدمير محافظة حلب وإبادة إنسانها وخضرائها ، تشترك فيه اليوم كل قوى الشر المتحالفة ، فوق الطاولة وتحتها ، (داعش) ، و(كادش) من ( قوات حماية الشعب الكردية ) و(حالش) من زعانف (حزب الله) وعصابات ( الولي الفقيه ) ، ينضاف إلى كل هؤلاء الأسدي ، والروسي والأمريكي بمخططيه ومدربيه ، الذين قرر أوباما أن يزيدهم منذ أيام بضعة مئين.
إن ما جرى ويجري في محافظة حلب خلال شهر نيسان / 2016 ، ووثقته وتوثقه كل عدسات المراسلين ، هو جريمة حرب ، وهولكست إنساني بأبشع صوره ومعانيه . إن قصف المساجد والمدارس والمستشفيات وأشلاء الأطفال والنساء والرجال ستكون لعنة التاريخ ليس على مرتكبي الجريمة والضالعين فيها فقط ، وإنما على جميع الصامتين والمتشاغلين عنه مهما تكن اصطفافات المصطفين .
وإنه لمما يريبنا أنه في الوقت الذي تدور فيه المعركة الشرسة ضد حلب المحافظة والمدينة والإنسان والعمران ؛ يدير من يسمون أنفسهم قادة معارضين ظهورهم للمشهد ، ويبدون عجزهم ليس عن إعلان ( نفير ) فحلب لا تستحق منهم نفيرا ، وليس عن ( إطعام جائع ) أو ( استقبال لاجئ ) ؛ بل يبدون عجزهم حتى عن التواصل ( بكلمة تأييد و تثبيت ) ، أو (موقف استنكار وتنديد ) ...فهل بعد هذا العجز من عجز ، وهل بعد هذا الخذلان من خذلان ...؟!
إننا باسم القابضين على جمر الثورة على كل الأرض السورية ، نحن الذين نتابع المشهد في كل المناطق التي يحمى فيها الوطيس يوما بيوم وساعة بساعة ..
نعلن :
استنكارنا وشجبنا للمؤامرة الدولية المفضوحة على الثورة السورية ، والشعب السوري ، ونعلن أن ما يجري في حلب بشكل خاص هو هولكست حقيقي تشترك فيه كل قوى الشر العالمي ، دون أن نعفي المتواطئين على الجريمة بالصمت أينما كانوا ، وتحت أي راية اصطفوا من مسئولية شرعية وإنسانية وتاريخية...
ونطالب :
إعلان إسقاط الهدنة الخادعة الكاذبة ، وإدانتها ، وإدانة كل الخافقين في ركابها مهما كانت ذرائعهم ومسوغاتهم ..
تحريك كافة الجبهات على الأرض السورية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ، لتخفيف العبء عن محاور الجهد التي يقررها العدو ، لنؤكد له أن سورية كلها جسد واحد ، وانه لا يمكنه أن ينفرد بمدنها مدينة بعد مدينة ، وجبهة بعد جبهة ، فيشتتها ويبعثرها ، مستغلا غفلة الغافلين ، وعجز العاجزين .
وضع خطط عملية وجادة وذات مصداقية لتحريك المدن ، والبلدات النائمة لتتحمل ما ينتظر منها من عبء هذه الثورة ، التي هي ثورة لكل السوريين . ثورة كل محافظة ومدينة وبلدة وقرية وحي ..
التواصل الإيجابي مع المواطنين السوريين ، الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها قوى الشر التابعة لبشار ، واقتراح الأساليب العملية عليهم ، للاشتراك في الثورة ، وتحمل أعبائها وتبعاتها .
إعادة رسم أولويات الاهتمام الثوري التعبوي والإنساني حسب أولويات الحراك اليومي للثورة وللمعركة ، ومخرجاته واستحقاقاته ، بما يجعل ، للاهتمام بالساحة مغزاه ومعناه ...
أيها السوريون الأحرار ..
لن يكون بعيدا اليوم ، الذي تعيدون فيه استعادة قراركم ، وتنظيم صفوفكم ، لتكونوا الكرار الحقيقيين ، تستأنفون طريق حريتكم وكرامتكم بعيدا عن الغلاة والمفرطين ..
أيها السوريون الأحرار
باسم القابضين على الجمر من أبناء الثورة السورية على كل الأرض السورية من حوران وحتى الجزيرة العليا من ديار ( ربيعة وبكر ) نعلن لكم أن ثورتكم ماضية في طريقها ، حتى يتحقق حلمنا جميعا في دولة للعدل والحرية والمساواة ..
أيها السوريون الأحرار
وباسم القابضين على جمر الثورة من إخوانكم وأبنائكم ؛ نقول لجميع المراهنين على كسر إرادة السوريين ، حبا للشهباء أو إشفاقا على الشهباء : ليتكم استفدت من قراءة بعض التاريخ لتعلموا كم صدت الشهباء من غاز ، وكم انتصرت على شيطان مريد ..
علميهم يا شام ، يا كل مدن وبلدات وقرى الشام كيف يكون تكون البطولة وكيف يكون الصمود ..
شعبنا الحر الأبي : ( لا تحزن إن الله معنا )...
( القابضون على جمر الثورة على كل الأرض السورية )
وسوم: العدد 665