من أجل ترميم منزل مالك بن نبي وابن باديس

clip_image001_287a8.jpg

أقل ما يفعله المجتمع تجاه رموزه، أن يقوم بترميم المنازل التي ولدوا فيها، واحتضنت الصبي المبدع الرمز.

وبدورنا ننضم للمبادرة التي أطلقت حول ترميم بيت مالك بن نبي وبين عبد الحميد بن باديس. وستكون فرصة للإهتمام بكافة الرموز الجزائرية من اشخاص وهيئات وأماكن عامة.

إحترام الرموز له أشكال متعددة، وترميم البيوت شكل من هذه الأشكال، ولعلها أقل كلفة مقارنة بما يحمله البيت الرمز من تاريخ عريق وأيام ناطقة.

وفي نفس الوقت، فإن إهانة الرموز التي بدأت بإهانتهم عبر التماثيل المشوهة، مازالت الإهانة قائمة بترك بيوتهم مهملة ومترعا للمتسكعين والرذيلة.

خلال رحلاتي هذا العام داخل الوطن، وأنا أزور المناطق التاريخية لتيبازة حث قبر الرومية، وتلمسان حيث قصر المشور والمنصورة، ومغارة ابن خلدون في تيارت، أبدى الزائر إعجابه الشديد بما تضمه الجزائر من آثار تجعل المرء يفتخر بها بين الأمم، لكن في نفس الوقت أبدى الزائر حزنه لما آلت إليه هذه الأماكن من إهمال شديد، أساء للماضي العريق والحاضر المعيش.

المسألة لا علاقة لها بترميم حجارة، بل مايحمله المكان من رمزية تحيي في النفوس مجد الأباء وعزة الأجداد.

فالاهتمام ببيت بن نبي وبيت ابن باديس – كمثال – من حيث إعادته إلى أصله الأول بواسطة الترميم، يدفع الجيل الحالي إلى خدمة مجتمعه بكل صدق وإخلاص، لأنه يدرك جيدا أن أعماله لن تذهب سدى، وأن الأجيال القادمة ستخلده وتحفظ له جهده كما حفظت جهود الأولين، عبر ترميم بيوتهم.

الاهتمام بالرموز يكون عبر عدة وسائل، كنشر كتبهم، وتبني أفكارهم فيما يخدم المجتمع، وتجسيد أفكارهم في مشاريع مجسدة عبر عدة ميادين تخدم الفرد والمجتمع، والبحث والتحقيق في تراثهم الفكري، وإحيائه عبر متخصصين، وتجسيده فيما بعد في مشاريع حية ناطقة، تخدم الجميع.

يعاتبني أحد الزملاء عبر الخاص، قائلا.. الأحياء أولى من الأموات، والبشر أولى من الحجر. وبدورنا نقول..

الدعوة إلى ترميم بيوت الرموز الجزائرية، هو وجه من وجوه إحترام الأحياء والاهتمام بهم، لأننا نحيي بفضل الترميم، رمزا طالما قدّم حياته خدمة للأحياء الذين يتمتعون بحياته التي قضاها لأجلهم. والدعوة لترميم بيوت الرموز، تقابله الدعوة لإيجاد عمل للعاطلين عن العمل، وتوفير فرص شغل للشباب، وحمايتهم والمحافظة عليهم. وكل يخدم الآخر، ويرتفع بالآخر.

 المطلوب من الجميع المساهمة بما يقدر ويستطيع، ودرجة إيمانه بالفكرة في ترميم بيوت الرموز.

وليعلم الجميع أن مثل هذه الأعمال النبيلة سيقابلها رفض أو إهمال أو تثبيط للعزائم، فلا يركن للخلف، ولا يستسلم، ولا يحزن. فإن ..

ترميم الحجر، يحتاج إلى ترميم البشر.

وسوم: العدد 666