الحظر الجوي على سوريا .. وهروب أوباما من الحل الانساني
على خلفية اجتياح الحكومة العراقية السابقة ( حكومة حزب البعث ) المناطق الكردية بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية ، منعت ( الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا ) بدون تفويض من مجلس الامن - الحكومة العراقية ، من تحليق الطيران فوق المناطق الكردية شمال خط العرض 36 والشيعية جنوب خط العرض 32
وأعلنت الحكومات ( الثلاث ) في حزيران / يونيو / 1991 منطقة حظر جوي ( No Fly Zone ) تشمل الاراضي الواقعة شمال خط العرض 36 والتي تشمل اقليم كردستان العراق اليوم . وتم ذلك بعد تدخلها العسكري في شمال العراق وبتاريخ 27 آب / اغسطس 1992 فرضت منطقة حظر الطيران جنوب العراق في جنوب خط العرض 32 وبررت الحكومات التي فرضت الحظر الجوي هذا التصرف الانفرادي بانه يدخل ضمن اطار تنفيذ قرار مجلس الامن 688/1991 .
ولكن الناطق الرسمي للامم المتحدة ( جو سيلز ) أكد بتاريخ 7 كانون الثاني / يناير 1993 أن فرض منطقة حظر الطيران في جنوب العراق لا يستند الى أي قرار من مجلس الامن ) ( )
فلم يصدر مجلس الامن أي قرار بهذا الشأن ، ولم يمنح اي تخويل لأية حكومة للقيام بأي إجراء عسكري من هذا القبيل
إن خط العرض 32 جنوب العراق مع خط العرض 36 شمالا كان بتخطيط مسبق له أبعاد سياسية ، وذلك لتقسيم العراق ، وكان يوحي بان المنطقة الشمالية كردية ، والوسطى سنية ، والجنوب منطقة شيعية ، وهذا التقسيم لم يصدر من مجلس الامن ، وانما فرض من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا .
( إن المنطقة المشمولة بحظر الطيران تشكل تقريبا نسبة 60 % من الاراضي العراقية ، ما شكل ضغطا واسعا على ممارسة العراق حقوقه السيادية على اجوائه) ( )
لقد سمح ضعف الامم المتحدة ، ان تتجاوزها الدول الكبرى وتتصرف بشكل انفرادي دون العودة اليها ، ما شكل خرقا واسعا لميثاق الامم المتحدة وقواعد القانون الدولي ، وتهديدا لمستقبل المنظمة الدولية .
وقد اعترض العراق على هذا التصرف الانفرادي كونه تدخلا في الشؤون الداخلية للعراق وتقسيمه على أساس عرقي وطائفي ، وأرسل مذكرة الى مجلس الامن حول ذلك ) ( )
في ظل هذه الاجواء من الحماية ، استفادت القيادات الكردية من هذا الوضع الجديد الذي منحها السلطة في إدارة المناطق التي تسيطر عليها ، فقامت بتشكيل حكومة محلية وبرلمان عرف باسم ( المجلس الوطني لإقليم كردستان العراق ) مهدت لتقسيم العراق باسم الفدرالية .
ونعجب اليوم كيف ان أوباما يرفض اعطاء حق الحماية للشعب السوري الذي يتلقى يوميا عشرات البراميل المتفجرة تقريبا منذ خمس سنوات ، والتي خلفت هجرة ونزوح لاثني عشر مليونا من الشعب السوري ، ومقتل نحو مليون غالبيتهم العظمى من المدنيين
في العراق ، نعم ممكن ان يقيموا مناطق آمنة ، وممكن ان يتدخلوا بالشأن الداخلي ، لان المنطقة الآمنة تحقق لهم تقسيم العراق ، وهذا هدفهم الاستعماري الاستراتيجي الذي اعلنوا عنه في ( مشروع الشرق الاوسط الجديد ) لانهاء الدُول الوطنية ، واحياء الهويات الفرعيية ، في دويلات بالغة الصغر دينية وعرقية واثنية !
أما انقاذ الشعب السوري في قضية عادلة لها ابعاد انسانية ، لشعب مستهدف بالقتل والسحق والحصار والاختطاف والتجويع ، شعب يريد الحرية والديمقراطية ، اوباما يصرح بانه لايستطيع ان يتصور قيام منطقة آمنة !!!
يالكم من مجرمين ، ضحكتم على العالم بشعارات الديمقراطية والعدالة وحقوق الانسان ، ولكنكم تركضون خلف مصالحكم الاستعمارية فقط ، تلهثون خلف مشاريع التقسيم والتفتيت ، ولو كانت المنطقة الآمن في سوريا تخدم مشاريعكم التقسيمية لوافقتم عليها من أول يوم ، لكننا ندرك أيضا ان التقسيم سينقلب عليكم ، ستتفتت المملكة المتحدة وستنهار امريكا قريبا باذن الله تعالى !!!
وسوم: العدد 672