كلام في السياسة ...

الشيخ حسن عبد الحميد

سوريا وشعبها : الأكراد والأرمن والشيشان والجركس والتركمان بحاجة إلى حكام ؟؟

- لما قامت الوحدة قال الرئيس شكري القوتلي لما التقى بمن بايعه القادة العسكريون : 

أسلمك شعبا فيه عشر جنسيات ، وعشر أحزاب ، وعشر أديان ، أسلمك شعبا ثلثاه زعماء ، والباقي يعتقدون أنهم أنبياء ؟؟؟

وفعلا سوريا بهذا تحتاج إلى قائد حكيم ، وعبقري مخلص ؟؟

وقد قاد سفينتها إلى بر الأمان قادة عظام أمثال هاشم الأتاسي وناظم القدسي وفارس الخوري وخالد العظم وصبري العسلي وجميل مردم .

- في سوريا أحزاب متباينة فكرا : 

من شيوعي إلى قومي سوري ، إلى إسلامي ، إلى إشتراكي

مع وجود قادة عسكريون تتطلع عيونهم إلى الحكم ولم يخلقوا له ؟؟

ومتى نسي العسكر مهمتهم وانشغلوا بالسياسة فبشر الأمة بالخراب ؟؟ 

الجيش مهمته حماية الحدود ، فإذا ترك مهمته وانخرط بالسياسة فبشر هذه الأمة بالخراب !!!

بالاضافة إلى خراب تنازع رجال الحكم فيما بينهم ، كل يريد أن ترسوا السفينة في مرفأه ؟؟

سوريا المسلمون فيها الاكثرية !!!

فعلى كل الاسلاميين أن يتقدموا ويؤدوا واجبهم في إطفاء الحرائق وترميم الجراح ، ولا وقت للعتاب والنواح .

وفيها نصارى تعددت مشاربهم : فهذا كاثوليك ، وهذا بروستانت ، وهذا أرثوذكس ، وجاء الأرمن المهاجرين من تركيا ، فزادوا في الطنبور نغمة ؟؟ 

وهم فرق متعددة طاشناق وغيرهم وغيرهم ،وهم كما قال القائل : 

وكل يدّعي وصلا بليلى    

               وليلى لاتقر لهم بذاكا

- الأحزاب العلمانية تريد حكما علمانيا صرفا ؟؟

أول بند فيه فصل الدين عن الدولة ، فالمشايخ مقرهم المسجد ويجب ألا يتعدوا عتبته ؟؟ 

والاخوان وهم يمثلون أكثرية الشعب يريدون دولة إسلامية شعارها مصحف وسيفان .

والأكراد طال حنينهم إلى الكراسي ، كراسي الحكم !!!

والحكم وجاهة وسيادة ؟؟

وفي بلادنا أكراد إستيقظوا ويريدون قطعة من الكعكة ويجب أن تكون كبيرة ؟؟

- إن مقتل العقيد عدنان المالكي يجب أن يعطينا درسا بليغا ؟؟؟ 

وان سقوط الجولان وبيعها يجب أن يكون للعبر وأخذ الدروس ؟؟؟

- الأكراد فعلا يستحقون أن يسمع صوتهم ، وأن يعطوا حقهم ، ولكن بعضهم وضعوا يدهم في يد رجل أحمر تسيره روسيا ، ومصدر وحيه يأتي من موسكو والكرملين ؟؟؟ 

الأكراد لهم فضل على هذه الأمة منهم المنقذ صلاح الدين الذي وقف أمام جيوش الصليبية وردها في معركة حطين ،

الأكراد قوم مظلمومون ، وهم يملأون السهل والجبل ، جاورناهم في بلدنا الباب فكانوا نعم الجيران أدبا وخلقا ، حرموا في القامشلي من الجنسية لمدة أربعين عاما ، لكننا في مدينة الباب أنصفناهم فكان منهم النائب أحمد الحجي . 

درسّت في شبابي في عفرين ، بل درسّت في رمضان بالجامع الكبير فيها واستعنت بمترجم يتقن العربية والكردية ، نشرت في طلابي في عفرين الوعي الإسلامي ، والفخر ببطولات الأكراد من صلاح الدين إلى نور الدين إلى عماد الدين فوجدت أذنا صاغية وقلوبا واعية .

ولما قام الانفصال هرب دعاة القومية العربية ، وبقيت في عفرين موضع الحفاوة ، واستمع الجميع إلى محاضرة لي في المركز الثقافي . 

إن الأكراد يجب أن يخاطبوا بلغة الإسلام لا غيره ، أنا أعلم أنهم غير راضين عن تصرفات هذا الذي إجتاح تل رفعت وقتل ودمر ومثل في جثث أهلها قبحه الله .

- سوريا فيها جركس وفيها شيشان

وهم مواطنون يجب أن يعطوا حقوقهم ، تبنى لهم مدارس يسمح فيها بالتكلم بلغتهم  وتقدم لهم الخدمات الصحية والثقافية ، كانت الوفود تأتي لنبينا عليه السلام فيجيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كل قبيلة بلهجتها .

يجب ألا يشعر الشيشاني والكردي أنه مضطهد في موطنه ، فعندما يقول كلمة حق ويريدون بها ( الدين لله والوطن للجميع ) فيجب ألا يبقى هذا الكلام حبرا على ورق ، يجب أن تبنى المدارس باسم صلاح الدين ، وأن نسمح للأكراد بالكلام في لغتهم في بعض الميادين ، يجب أن نكثر المدارس في ديار الجركس والشيشان في منبج  ونسمي المدارس باسم القادة العظام من الشيشان ( جوهر دوداييف ، شامل باساييف ) ولو لم ترضى روسيا فقادة الشيشان يحاربون كبرى الدول ولايسمع بجهادهم ؟؟

يجب أن نكرم الدروز ومشايخ العقل وأن نثني بصدق على وليد جنبلاط الدرزي وفيصل القاسم الاعلامي ، يجب أن نبني المساجد في ديار الاسماعيلية ونرسل الدعاة البلغاء الى أراضيهم ، نبني الجامعات في السلمية والبدروسية ، فكم سررت لبناء جامع في كسب مع ان سكانها أرمن ؟؟

يجب أن نرفض الاسلوب الذي اتبعه سليم حاطوم بقصفه قصر أمين الحافظ ودخوله بدبابته الى ساحة جامع بني أمية ؟؟؟  اسلوب همجي لا يبني أمة ولايخدم شعبا ؟؟؟

- سوريا اليوم بحاجة الى قائد حكيم يضع مصلحة الوطن فوق مصلحة الطائفة ، نضع الرجل المناسب في المكان المناسب ومستشاروه ممن خبروا الحياة ، ومن كل الاتجاهات ، ويحملون شهادات عليا ، أفقهم واسع ، ونظرتهم للأمور حليمة ، نحتاج الى مثل ناظم قدسي والاتاسي يطفئون الحرائق ، ويصرخون كما صرخ الصديق رضي الله عنه

( الضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه ، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله ) 

فالحكم في بلادنا ليس كرة يتقاذفها الأطفال ؟؟

الحكم في بلادنا يحتاج إلى وطني حكيم .

إن البلاد تحترق وتدمر لأن المجانيين يقودون السفينة ؟؟

وكيف يستقيم الظل والعود أعوج ؟؟ 

نحن بحاجة إلى مثل عمر الفاروق رضي الله عنه في عام الرمادة يركض في شوارع المدينة ، يشمر ثيابه ويركض ، يواسي هذا ، ويصبر ذاك وهو رضي الله عنه جائع ؟؟؟ 

رضي الله عن الفاروق عمر ، وعن الصحابة أجمعين

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين 

وفرجك ياقدير .

وسوم: العدد 672