البلوة الاولى...

نشوان عزيز عمانوئيل

ألف بلوة وبلوة

clip_image001_05a11.jpg

بلغني ابها القاريء السعيد ..ذو الراي الرشيد ..انه كان في قديم الزمان وسالف العصر والاوان.. كان هناك مبنى كبير العمران واسع البنيان وكان اسمه البرلمان  وكان المبنى كبير الافاق  يتوسط دولة العراق  في بغداد عاصمة الاولين والاجداد..مهمته انصاف العباد  وحماية البلاد  من شر الاعاد والطامعين ومن غدر جيوش المستعمرين..

لكن الدنيا عزيزي القاريء مقالب ومواقف  لاتقف على حال  وتذل الكراسي والرجال وهكذا كان مبنى البرلمان حيث تقلبت به الاحوال والزمان به مال  وصار مهددا بالسقطة العنيدة  التي جاءته بها الديمقراطية الجديدة

..فالبرلمان اصابه الملل  والكسل والضجر ..واحزاب البرلمان كانهم جيوش  اصحاب بطون وكروش  لايعلمون من السياسة الا الجلوس البسيط ورسم الشخابيط..

هؤلاء الجيوش واصحاب الكروش يسكنون منطقة غناء  كانها روضة عذراء  يسمونها المنطقة الخضراء  فيها خيرات كانها من السماء

كل هذا عزيزي القارئء مما يرويه احمد العربنجي لصديقه البنجرجي وهم معتصمون في خيمة الاعتصام  والناس نيام   قرب 

اسوار الخضراء والبنجرجي يسمع وقد اصابه الذهول مما يقول  وصار شبه مسطول ..مشلول  والتفت الى العربنجي الذي تنهد وهو يقول

وكان اول من حكم البرلمان هو اياد علاوي  حيث كان صاحب لسان وفتاوي  ويحب الكباب والكلاوي..له صولة معروفة  وجولة مكشوفة  يتفقد العباد والبلاد  يضرب بيد من حديد  كل جبار عنيد  الى ان اتاه يوم من الايام  في ذات ليل والناس نيام  كان يحلم ويشخر  ويبرطم ويزمجر  اذ راى في المنام ماء مسموم  يصب من القوري الفرفوري.. ثم خرج من القوري  العفريت نوري  وماهي الا لحظة او تكاد حتى انفجر القوري وطار علاوي وجلس نوري 

وكان نوري ايها القاريء السعيد مصاب بمرض خماسي فهو يحب التغليس والسلطة والمال والكرش ويعشق الكراسي

وكان اذا جلس على كرسي التصق به على الدوام   وقد لايفارقه اعوام   وقد قيل والله اعلم انه باع ثلث العراق بثمن رخيص وفاحش  حين سلم الموصل الى داعش.. كل هذا مما يرويه السيد احمد العربنجي  الى زميله البنجرجي  وكان الاخير يتعجب كل العجب  تارة يضحك واخرى ينتابه الغضب  واحيانا يتملكه الغثيان  فيقرقر ويبربر باستهزاء  ويطلق ريحا في الهواء  ثم ينظر الى العربنجي الذي يكمل كلامه فيقول

وفي يوم من ذات الايام جلس نوري لياكل الطعام  ليضيف الى كرشه نصف كيلو غرام .. وقد انتابه اشراقات سياسية  فتذكر ايام العسكرية وكيف هرب من العراق الى جزيرة الواق واق  حيث قرر ان يعمل حلاق ومهنة الحلاقة فيها محاسن وماسي  ولكن فيها كراسي  والرجل متيم بالكراسي  ومنذ ذلك اليوم وراسه تضج بالغيوم  فقد صار مريضا ومهموم واحيانا شبه مهزوم  الى ان اتته فكرة عنجاصية  فقرر الرحيل الى العباسية

والعباسية عزيزي القاريء قبل ان تنعس وتنام  فهي تقع في بلاد الشام

حيث اشتغل فيها نوري كمصلح للساعات والسبح الايرانية  وهو يجلس في وسط الساحة بكل علانية 

ولان كلمة الحق تقال  فهي سيف على اعناق الرجال  وانصافا للتاريخ وللعظماء  فان البلد في عهده كان يتقدم الى الوراء

سياسي مشاكس يجر  البلد بالاتجاه المعاكس ..وهكذا مرت الايام والاعوام والاماسي وحدث انفجار في الكراسي 

كل هذا والبنجرجي مذهول على الدوام  وهو يسمع هذا الكلام من على لسان العربنجي في خيمة الاعتصام  حيث عاد الاخير يتكلم بلسان حزين وصوته قد بح من التدخين  وهو يقول 

حين حدث الانفجار العظيم في الكراسي طار المالكي مع الكراسي واصبح بقايا من ماسي هو وهمه الخماسي

كل شيء ليس ككل شيء  فبعد الماسي والكراسي ولطم الرؤوس بالايادي جاءنا العبادي

والعبادي ياسادة ياكرام  يتقن احسن الكلام   قلبه قلب شاعر مهام   يخاطب داعش بانعم الكلام 

ولو كان الامر بيده لكتب للخليفة رسالة غرام

فهو لاينفعل في الاهوال  ولايشتعل او يساعد على الاشتعال  بارد كقطب الجليد تائه شريد. .فهو في قرارة نفسه لايعرف ماذا يريد..ولعله قدر وقضاء  حين صار رئيسا للوزراء  ففي عهده جاع العراق  بعدما كان قبلة الجياع..والعلم حدث ولاحرج  لكل من هب وخرج  فحيث كانت بغداد دار السلام  امست في عهده دار الظلام  ومقبرة الايتام  حيث تشرد الشعب وهام  وصار يصدق بالاوهام..كل هذا الكلام قرب خيمة الاعتصام والدنيا ظلام والناس نيام

ومن ثم ادركت شهرزاد  الصباح  والفجر بان ولاح   وصاح ديك الصباح  وسكتت عن الكلام المباح   وقالت لكاتب هذه السطور  ابعد عن راسك هذه الامور  ودعك من هذا الكلام   وهذه الاحلام هي مجرد اوهام   فقد حان وقت المنام  وانا قد بلغت مرادي..وغدا اروي لك ماجرى للعبادي فقد حصلت له حالة صادمة  سارويها لك في الليلة القادمة

انتهت البلوة الاولى

وسوم: العدد 678