التشابه في المهمة والمصير بين مليشيات أنطوان لحد و مليشيات صالح مسلم
اعزائي القرّاء
لنسترجع معا التاريخ القريب والذي نمت فيه مليشيا لبنان الجنوبي او مليشيا العميل الرائد سعد حداد ولاحقا مليشيا أنطوان لحد والتي تشكلت بدعم من الكيان الإسرائيلي ومن أبناء القرى الجنوبية اللبنانية ووحدات منشقة عن الجيش اللبناني.
فيكفي التطرق للمهمات التآمرية لجيش لبنان الجنوبي حتى نتعرف على المهمات التآمرية لمليشيات صالح مسلم ، فالمهمات واحده والمصير سيكون واحداً ايضاً ،هكذا علمنا قانون التشابه الهندسي .
اعزائي القرّاء ..
تم تأسيس هذه الميليشيا عام 1976 على يد أفراد من الجيش اللبناني في مدينة مرجعيون وكان أغلب أعضائها من اللبنانيين المسيحيين حيث اوكلت لهم مهمة رئيسية هي خلق حاجز بشري مسلح بين فلسطين المحتلة والمقاومة الفلسطينية التي سيطرت على جنوب لبنان في ذلك الحين وذلك للدفاع عن الكيان الاسرائيلي ودق اسفين بين اللبنانيين والفلسطينيين .
كان أول قائد لجيش لبنان الجنوبي الرائد سعد حداد، وبعد وفاة حداد بمرض السرطان عام 1984، خلفه أنطوان لحد، وصل عدد أفراد هذه المليشيا إلى 6000 منتسب.
ظل أفراد جيش لبنان الجنوبي يتقاضون رواتبهم من الجيش اللبناني حتى عام 1990، وبمرور الوقت ازدادت العلاقات مع إسرائيل قوة بدعم الكيان الاسرائيلي لمليشيا لحد بالإمدادات العسكرية والمالية وازداد اعتماد هذه المليشيا على الكيان الإسرائيلي بعد عام 1990 عندما أوقفت الحكومة اللبنانية دفع الرواتب لأعضائها. وفي ذات الفترة كان الكيان الاسرائيلي يتعامل سراً مع بديل من نوع اخر ويقارن بصمت بين التنظيمين المسيحي والشيعي وأيهما ذو منفعة اكبر على المدى الطويل ،فكان حزب الله الذي أسس على مباديء الصمود والتصدي الزائف والذي جربت فكرته في سوريا بواسطة عميلها حافظ الاسد . فسمح لحزب الله بالقيام بعدة عمليات ضد القوات الإسرائيلية كخطوة أولى لشيطنته .
فحصلت الصدامات بين مليشيات لحد ومليشيات حزب الله
وبدات اسرائيل تراقب النتائج والفوائد عن طريق هذين الوليدين.
ثم كانت المفاجاة في ايار من عام 2000 عندما انسحبت القوات الإسرائيلية من المنطقة المحتلة في جنوب لبنان دون مقدمات او حتى مفاوضات وتم تجيير هذا الانسحاب لصالح حزب الله كانتصار مدوي فكانت أولى خطوات الشيطنة لهذا الحزب لجعله زعيما للمقاومة بلا منافس وبذلك احتكر هذا الحزب الطائفي هذا المنصب الممنوح له اسرائيليا وتم ابعاد الفلسطينيين والمسلمين السنه وباقي الحلفاء عن العمل العسكري ضد اسرائيل من جنوب لبنان.
جن جنون قيادة جيش لبنان الجنوبي فقررت الانسحاب أمام هذا التطور المفاجيء وهرب اعضاءه إلى الكيان الاسرائيلي والبعض هاجر مع أفراد عائلاتهم إلى بعض الدول الأوروبية، بينما سلم بعضهم الآخر نفسه أو أخذوا كمعتقلين على يد حزب الله .
وفي إسرائيل واستكمالاً للمسرحية فقد تم انتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك على خلفية قراره بالانسحاب الذي تم دون مشاورة حلفاءه في جيش لبنان الجنوبي مما أدى إلى انهياره المتسارع والمشوش.
العميل أنطوان لحد والذي خلف سعد حداد في قيادة جيش لبنان الجنوبي أسس مطعم سماه (بيبلوس) افتتحه في تل أبيب متخصص بالأكلات اللبنانية ثم تخلى عنه بسبب مرضٍ ألّم به، وغادر فلسطين المحتلة غاضباً بسبب عدم رد اسرائيل الجميل له .
اما بقية (اللحديين) في الكيان الصهيوني فعانوا الآمرين من سياسة المخابرات الإسرائيليّة التي تخلّت عنهم لا بل أكثر من ذلك، فإنّ الضابط الإسرائيليّ، الذي كان مسؤولاً في شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) في جيش الاحتلال في الجنوب اللبنانيّ، ما زال يدعو حتى اليوم السلطات الإسرائيليّة إلى طرد جميع العملاء الذين هربوا إلى إسرائيل في أيار (مايو) من العام 2000 بعد تسليم المهمة لحزب الله حيث يقول إنّ هؤلاء العملاء لا يؤتمن جانبهم ويؤكّد على أنّ هؤلاء العملاء، الذين خانوا شعبهم ووطنهم لن يتورّعوا عن خيانة إسرائيل، لذلك، بحسبهم يجب طردهم جميعًا من إسرائيل.
في السياق ذاته، نشرت صحيفة (معاريف) الإسرائيليّة قصة عميل لبنانيّ عمل لصالح مخابرات الاحتلال الإسرائيليّ لسنوات في مهنة ورثها عن أبيه وجده، ليصل به المطاف إلى الشارع يتسول لقمة عيشه وعائلته بعدما تخلّى عنه جيش الاحتلال.
وتحت عنوان (عميل ورث الخيانة أبًا عن جد ثمّ قذفوه للقمامة)، قالت الصحيفة إنّ العميل ويُدعى فواز نجم يعيش الآن متشردًا هو وزوجته المصابة بمرض السرطان في حظيرة أبقار مهجورة في (كريات شمونة)، الواقعة في شمال الدولة العبريّة واسمها الفلسطينيّ الخالصة، ولا يلتفت إليه أحد، على حسب تعبيره. وينتمي فواز نجم (55 عاماً) وفق الصحيفة لجيش أنطوان لحد المنحّل الذي كان يعمل بالتنسيق مع جيش الاحتلال الإسرائيليّ في جنوب لبنان، وهرب من لبنان عام 2000 بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان حيث وجد نفسه مضطرًا لمغادرة منزله الفخم في قرية قليعة جنوب لبنان. وعلى الرغم من أنّ فواز هرب من لبنان إلى الداخل الفلسطينيّ قبل 14 عاماً فإنه حتى الآن لم يحصل على مخصصاته المالية التي وعدته بها وزارة الأمن الإسرائيليّة ولفت نجم إلى أنّ قصته مع العمالة بدأت قبل أن يُولد، ففي الأربعينيات من القرن الماضي كان والده وعمه عضوين في الهاغانا، وشاركا بتهريب اليهود من لبنان وسوريّة إلى فلسطين.
ورغم عمالته المتميزة الا انها لم تشفع له بعيشة كريمة في الكيان الاسرائيلي .
اعزائي القرّاء
بعد هذا الاستعراض لمليشيا ماسمي بجيش لبنان الجنوبي ، فاني ارى انه لا داعي بالإسهاب عن تاريخ مليشيا الاتحاد الديموقراطي الكردستاني فستلحظون تشابهاً مكرراً بينه وبين مليشيا لحد فالاختلاف يكمن فقط في الأسماء والموقع الجغرافي فهدف هذه المليشيات هو تقسيم المنطقة العربية وحماية مصالح الغرب والكيان الاسرائيلي، فمنذ الثمانيات وحزب الديموقراطي الكردستاني قديماً وحديثاً هو عميل للمجرمين الأب والابن. فقد استطاعت هذه المليشيا السيطرة على أجزاء من الجزيرة السورية بالقوة، وبدعم واضح ومعلن من النظام في دمشق والولايات المتحدة ، بينما شكل هجوم داعش على أهلنا في عين العرب والفظائع التي ارتكبتها هناك حافزاً لاعتماد التحالف الغربي على هذه المليشيات وفق خطة مخابراتية مدروسة لطرد داعش منها وهزيمتها وتسليمها لمليشيات صالح مسلم بالاستعانة بتغطية جوية غربية .
اليوم يخرج علينا صالح مسلم بمشروعه التقسيمي، المتمثل في إعلان المناطق التي تسيطر عليها مليشياته في الشمال السوري، فيدرالية من أربعة كانتونات بقيادته بشكل مشابه للمخطط الذي أفرزه حزب الله في لبنان .
وكلمة اخيرة اوجهها للعرب ، وانا اعرف من سيرد علي ويقول اي عرب ياهشام ( ليش في عرب ) ؟ وردهم صحيح واتفق معهم .
ولكن لابد من كلمة ختامية اقول فيها :
ايها العرب توقفوا عن لامبالاتكم تجاه ما يجري في سورية والعراق ولبنان ، لأن عمليات التفتيت قد لا تتوقف داخل حدود هذه البلدان ، وقد يكون لإسرائيل، هدفاً في دول إقليمية اخرى وهذا موءكد رغبة في تفتيت جميع دول المنطقة على أسس طائفية وعرقية.
فحزب الشيطان الطائفي
وحزب الشيطاني الكردستاني
هما وجهان لعملة واحده .
ولكن بتصميم الشعب السوري سينقرضان كما انقرض جيش لبنان الجنوبي ولكن هذه المرة على يد ابطال سوريا الاشاوس ان شاء الله .
وسوم: العدد 682