اللحمة الوطنية المشوية
كان الإعلام السوري يركز على مدى عقود على ما يسميه بـ «اللُحمة الوطنية» بضم اللام، على اعتبار أن السوريين أخوة، وأن الوحدة الوطنية في سوريا عال العال، وأن السوريين كالبنيان المرصوص، أو كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.. لكن الأيام أثبتت أن كل المتاجرين بالوحدة الوطنية كانوا يضحكون على الشعوب. وبما أن النظام في سوريا كان لعقود مجرد ذيل من ذيول الاتحاد السوفياتي سابقاً، فقد كانت تركيبة سوريا الاجتماعية شبيهة بتركيبة الدول الشيوعية التي عاشت على القهر والإخضاع لعشرات السنين. وعلى الرغم من أن سوريا وشبيهاتها الشيوعية كانت تتغنى دائماً بالوحدة الوطنية والتعايش الاجتماعي والشعبي ليل نهار، إلا أن تكرار شعارات الوحدة الوطنية التي كانت تملأ وسائل الإعلام السورية وجدران الأبنية في طول سوريا وعرضها لم يكن أبداً دليلاً على وجود الوحدة الوطنية، بل كانت محاولة مفضوحة لفرض الوحدة الوطنية الكاذبة على السوريين بالحديد والنار والإرهاب الإعلامي اليومي.؟!
وسوم: العدد 688