إذا خاصم فجر وإذا حدث كذب!!
إذا خاصم فجر وإذا حدث كذب!!
محمد فاروق الإمام
لقد عودنا أفاك الضاحية الجنوبية السيد حسن نصر الله أن يدس أنفه على الطالع والنازل، وكان آخر إفكه يوم الجمعة الماضية عندما وجه للمملكة العربية السعودية، التي تقود عاصفة الحزم رداً على بغي عصابات الحوثيين في اليمن، وجه لها انتقادات لاذعة واتهامات باطلة ما أنزل الله بها من سلطان، فهو يقول من جملة ما يقول؛ عبر كلمة له على تلفزيون المنار التابع لمليشيا حزب الله: "تهيمنون (السعودية) على اليمن منذ عشرات السنين، ودفعتم أموالا لتحويل ديانات طوائف، أين الشعب اليمني اليوم؟ السعودية فشلت في السيطرة على اليمن بعد أن أصبحت بأيدي شعبها، وهذا هو السبب الحقيقي وراء ما يسمونه عاصفة الحزم، التي يريد أمراء آل سعود استعادة نفوذهم من خلال إراقة الدماء.. ومن حق الشعب اليمني الدفاع وسينتصر هذا مؤكد وهذه سنة الله".
نصر الله يختزل الشعب اليمني 26 مليون بعصابات الحوثي التي لا تشكل في أحسن الأحوال 10% من الشعب اليمني، ويدعي أن هذه الفئة هي الشعب اليمني، وما تقوم به هذه العصابات من اجتياحات واحتلالات وقتل واعتقالات ونفي وإقامات جبرية لقادة اليمن واختطاف سياسييه وناشطي الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والإعلاميين، والتصدي للحراك الجماهيري السلمي الرافض لانقلابها على الشرعية، والاستيلاء على مقدرات البلاد ومؤسساته الرسمية والاقتصادية، ونهب أسلحة الجيش واحتلال الثكنات والمواقع العسكرية؛ أمر مشروع لأنها هي فقط الشعب اليمني.
لقد صدق في هذا الأفاك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ".... إذا خاصم فجر وإذا حدث كذب".. فهذا الشيخ صبحي الطفيلي مؤسس "حزب الله" اللبناني وأمينه العام الأسبق يرد على ذلك الأفاك مستغرباً انتقاد "نصر الله" للتدخل باليمن في الوقت الذي تشارك قواته في الحرب السورية. مشيراً في مقابلة أجراها مع وكالة "الأناضول" إلى أن "نصر الله" ينتقد "عاصفة الحزم" وهو الذي يمارس ما ينتقده في سورية، وقال متوجهاً له: "أنت حزمت قبل أن يحزموا، وأنت عصفت قبل أن يعصفوا، والكلام الذي وجهته نحوهم سهامه تصيبك".
وفي حديثه عن سياسة "حزب الله" في تعبئة قواته، أوضح الطفيلي أن الحزب بات يتخذ مما يسمى تنظيم "الدولة الإسلامية" ذريعة للاستمرار في حشد قاعدته الشعبية. ورأى أن من أسس "تنظيم الدولة" هو نظام الأسد، موجهاً أصابع الاتهام إلى إيران التي "تلعب دوراً في تغذية الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة"، ورأى أن إيران "من المبادرين لهذه السياسة الملعونة، المجرمة، التي اشترك فيها الإيرانيون والكثير من الدول الأخرى".
هذا الرد الذي جاء على لسان من أسس الحزب الذي امتطاه حسن نصر الله خدمة لأسياده في قم، هو الدليل على أن بضاعة نصر الله لم تعد نافقة، فقد وقف على أكاذيبه كل الناس صغيرها وكبيرها، ولم تعد تنطلي هذه الأكاذيب على أحد، فقد كشف كل أوراقه وفضح نفسه وعصابته وأسياده عندما وقف إلى جانب نمرود الشام، وشارك بقتل السوريين وتخريب مدنهم وبلداتهم وقراهم، وعمل على تهجير الآلاف وتغيير التجانس الاجتماعي السوري، وتفتيت التعايش الحضاري الراقي الذي جمع كل النسيج السوري المتنوع لقرون عديدة، ليزرع الأحقاد الدفينة التي ظننا أننا تجاوزناها بعد تسليم ابن العلقمي بغداد للتتار عام 656ه.
وينكر حسن الله تدخل إيران في سورية والعراق واليمن، وهذا العالم الشيعي إياد جمال الديني يرد عليه في تغريدة له على تويتر: كنت حاضراً في "مدرسة مطهري" أو "كتاب خانه مجلس" في 9/4/1980 أو 9/4/1981 وكان الخطيب خامنئي.. والمناسبة مجلس فاتحة للمرحوم الشهيد الصدر، يومها قال خامنئي: سنفتح العراق، وسنشكل "طوقاً" يمتد من طهران فبغداد فدمشق فبيروت لحصار إسرائيل، ...(لأنَّ إسرائيل تنافس الفرس على السيطرة على الشرق الأوسط — من النيل للفرات كما في عَلَمِ إسرائيل، وليس محبة ًفي الإسلام وآل البيت (ع)، وإلا لماذا عَمَلتْ إيران صفقة سلاح مع إسرائيل أيام حربها مع العراق والتي ثبتت بسقوط طائرة السلاح، ولماذا قطعتْ إيران مساعداتها لحماس، وساندتْ الأسد والحوثيين والبحرين... يا فلسطين... يا شيعة... كل هذا لإعادة الإمبراطورية الفارسية).
ويتابع إياد جمال الدين في تغريدته قائلا: "ومنذ ذلك الوقت إلى اليوم، لم تكل إيران ولم تمل.. شغالين ليل نهار على إكمال إمبراطوريتهم.. بمختلف الوسائل وشتى الذرائع. أما العرب.. فنائمون "نوم العافية وإذا ما صحوا، صحوا مذعورين مدهوشين كمن يخرج من بطن أمه لا يعرف إلا الصراخ".
من جهته شن السفير السعودي لدى لبنان هجوماً معاكساً على الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، بشأن الخطاب الذي وجهه الأخير على خلفية عمليات "عاصفة الحزم"، ضد جماعة "الحوثيين"، المدعومة من إيران، في اليمن.
واعتبر السفير السعودي، علي بن عواض عسيري، أن خطاب نصر الله، مساء الجمعة، "يعبر عن ارتباك لدى الجهات التي يمثلها، وتضمن الكثير من الافتراء والتجني في حق المملكة العربية السعودية، إضافة إلى الكثير من المغالطات، التي تهدف إلى تحريف الحقائق وتضليل الرأي." وقال السفير عسيري، في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية الأحد:
إن "ما قامت به حكومة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.. طوال المرحلة السابقة، بمواكبة من الأمم المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، خير شاهد على رغبتها الصادقة في المساعدة على التوصل إلى حل يمني يحفظ وحدة اليمن وسلامة شعبه".
وتابع بقوله: "إلا أن الجهات ذاتها، التي تدعم نصر الله وتحرك الحوثيين، لا تريد الخير لليمن، وكانت وراء تعطيل الاتفاقات كافة، ودفع الوضع الأمني في البلاد نحو التصعيد والتدهور".
وما أدلى به السفير السعودي هو حقيقة لا ينكرها إلا جاحد وأفاك ومخاتل، يريد أن يزيف الحقائق ويصور الحق باطل والباطل حق كحال السيد حسن نصر الله الذي صدق في وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... إذا خاصم فجر وإذا حدث كذب".