قراءة في واقع حال العرب في مرحلة مفصلية من تاريخهم
(إذاعة كندا العربية) حديث إذاعي حول:
قراءة في واقع حال العرب في مرحلة مفصلية من تاريخهم
***
فادي الهاروني
واقع الحال العربي محور مقال لمدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن صبحي غندور نشره اليوم عدد من المواقع الإخبارية العربية.
يقول صبحي غندور في مقاله "هناك الآن حالة "قبول" لواقع حال عربي يقوم على ظواهر انقسامية خطيرة تنخر الجسم العربي وتمزّق بعض أعضائه، كما هو الحال أيضاً مع واقع التدخّل الأجنبي ومع أوضاع الفساد السياسي والاقتصادي التي وصلت في بعض البلدان إلى حدّ العفن". ويرى أن هذا يفسّر "كيف كانت حركة الشارع العربي زاهرةً ونابضةً في الخمسينات والستينات وكيف أنَّها ركدت وخبت فيما بعد بسبب تحوّل القضايا العربية المشتركة إلى "قضايا عربية متصارعة"".
ويضيف الكاتب في مقاله الذي يحمل عنوان "تسليم بالأمر الواقع أو استسلام له؟!" أن "واقع حال معظم أرجاء البلاد العربية أشبه بحقول ألغام تهدد من فيها بالتمزق إلى أشلاء، وهو واقع يدفع حتماً ببعض الناس لليأس والإحباط والسلبية والابتعاد عن أي عمل عام، كما أنه قد يكون مبرراً للبعض الآخر من أجل استخدام العنف المسلح ضد "الآخر" في الوطن الواحد. بل حتى على مستوى الحركات السياسية ذات الصبغة الدينية أو القومية، فقد انتقلت شعارات بعضها من عموميات "الأمّة" إلى خصوصيات "المذاهب" و"المناطق"، كما انتقل بعض "التيار الديني" في أساليبه من الدعوة الفكرية إلى العنف المسلح".
ويضيف صبحي غندور "صحيح أنّ للأطراف الخارجية، الدولية والإقليمية، أدواراً مؤثّرة في تأجيج الانقسامات، لكن ماذا عن مسؤولية الذات العربية نفسِها عمّا حدث ويحدث من شرخٍ كبير داخل المجتمعات العربية؟ ماذا عن مسؤولية المواطن نفسِه في أيّ بلد عربي، وعن تلك القوى التي تتحدّث باسم "الجماهير العربية"، وعن المفكّرين والعلماء والإعلامين الذين يُوجّهون عقول "الشارع العربي؟!".
ويرى مدير "مركز الحوار العربي" أن جيل الشباب العربي "أضحى أسير أحد خيارين، أحلاهُما مُرٌّ له ولأوطانه: السلبية القائمة على مفاهيم فردية نفعية، أو الاندفاع نحو حركات فئوية تفرّق ولا توحّد، وبعضها يخدم كيد الأعداء، حتّى وهو يصارعهم!"، وهذا في وقت "لا مشكلة عربياً في الإمكانات والثروات، ولا في العقول والخبرات وحجم الطاقة البشرية".
ويختم مدير "مركز الحوار العربي" بأن "الأمّة العربية تحتاج إلى مؤسّسات وحركات شعبية ترفض الواقع، لكن ترفض أيضاً تغييره بواسطة العنف والإكراه والأفكار الظلامية والفئوية".
حاورتُ الأستاذ صبحي غندور حول مقاله.
وسوم: العدد 709