وارقبي أن دمانا لعنة فوق الطغاة

الشيخ حسن عبد الحميد

١/ إلى الذين صدقوا ماعاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ، ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا 

إلى الشهداء ، إلى الذين يقتفون أثرهم على بصيرة من الرجال والنساء والولدان حتى لاتكون فتنة ، ويكون الدين كله لله ، أقول : 

فارتعي يادولة الظلم وعيشي لحظات 

إن أمر الله أتيك مع الهون بيات 

وأرقبي أن دمانا لعنة فوق الطغاة 

٢/ رأيت في التلفاز منظرا له دلالة مهمة : رأيت جنودا من الجيش الحر يسجدون في الشارع ، نعم في الشوارع ! 

سجدة الشكر لله أن أزاحوا عن الأمة غمة ! طردوا من بلدنا مدينة الباب من يزعمون أنهم دولة إسلامية ! 

كشهادة الزور أمام القاضي ! 

قوم أعادوا لنا فكر الخوارج القدامى ! ظنوا الإسلام لبس ثوب قصير ، ومنع حلق اللحية !وسبايا ؟ 

هذا هو الإسلام عندهم ؟ 

الإسلام عدل كله ، عدل في القضاء ، عدل في المجتمع ، تبليغ دعوة الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة ؟ 

ومن سبقهم طغى في البلاد فأكثر فيها الفساد ؟

٣/ وجاء التنظيم لمدينتنا ليعيد لنا عهد الحجاج ! فأخذ الناس بالظن وقتل لأتفه الأسباب ؟

إن التهاون في موضوع الدماء جعل الناس يهربون من البلدة بالآلاف ؟ والحاكم لا يعرف في تعامله إلا الفطاظة والغلاظة ؟ فالإسلام دين يقوم على الخلق الرفيع والأدب الجم ! 

٤/ إن حكما لا يحقق مضمون قوله تعالى في سورة قريش ( وأطعمهم من جوع وأمنهم من خوف ) ليس إسلاميا مهما صرخ وأدعى حاملوه ؟ 

الحكم الإسلامي هو الذي جعل الخليفة العظيم عمر رضي الله عنه يستجيب لشكوى قبطي ضربه ابن فاتح مصر ، أتى عمر العظيم بابن الأكرمين ومعه أبوه فاتح فلسطين ومصر بدرة عمر يضرب القبطي ابن عمرو ، ولما شفى القبطي غليله صرخ ابن الخطاب في وجه عمرو ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم احرارا ) 

حكم الإسلام يمثله عهد سيدنا عمر بن العزيز يعين لكل أعمى قائدا ، وينثر الحب ويضع أحواض المياه على رؤوس الجبال كي لا يموت طير عطشا في ديار المسلمين .

عدل جعل أهل سمرقند يدخلون في هذا الدين لما رأروا قاضي المسلمين يحكم في جيش المسلمين بالخروج من سمرقند دون تخيير أهلها بين الإسلام أو الجزية أو الحرب  .

٥/ إن الدولة المطرودة من بلدنا كانت فقط تعترض على المرأة التي تدخل سوق النوفوتيه بدون محرم ؟ 

وهكذا حكم يطبق على من سافرت وحدها لمسافة ٨٠ كم  ! 

ويفرحون هم بالسبايا والسبي ؟ 

٦/ شاهدت شبابا يحملون جهازا للكشف عن الألغام التي زرعتها دولة تسمي نفسها إسلامية ! 

كم قُتل بهذه الألغام أبرياء دمهم سيظل في أعناق من زرعوها ، فهدم الكعبة أهون عند الله من قتل امرى مسلم ، سواء قتل بقصف غادر أو لغم فاجر ؟ 

٧/ القوم بغاة !!

وطردهم من أي بلد احتلوه بالقوة عمل صالح يشكر عليه من قام به ، 

فهم حكموا على من خالفهم بالردة ووصفوهم بالصحوات ! ورموهم بالخيانة والعمالة للكفار ! وحكموا على بلد المسلمين أنها بلاد كفر وردة ! واستحلوا دماء من خالفهم ورفض الخضوع لدولتهم الموهومة !  فاعملوا في المسلمين خطفا وغدرا وسجنا وقتلا وتعذيبا ؟ 

وارسلوا المفخخات لقتل الدعاة والمجاهدين ، وصدق فيهم حديث المصطفى عليه السلام ( يقتلون أهل الاسلام ويدعون أهل الأوثان ) متفق عليه .

 واستحلوا أخذ أموال المسلمين بحجة قتال الجماعات المنحرفة ! وصودرت أملاكهم ، فهم كما قال عنهم المصطفى عليه السلام ( حدثاء الأسنان ، سفهاء الأحلام ) 

وأصدروا القوائم لاغتيال العلماء والدعاة ؟ 

بل ناصروا النظام المعتدي ضد المجاهدين في القتال والحصار ؟

٨/ وأقول لمن طردهم عن بلدنا : 

لا يغرنكم النصر على البغاة ! 

عاملوا الناس بالحسنى ، وقدموا لهم الخدمات ، وتذكروا قول نبيكم عليه السلام ( إنما تنصرون بضعفائكم ) الترمذي عن ابي الدرداء . 

اطعموا الفقير ، علموا الجاهل ، أووا المشرد ، وفي رواية ( هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم ) البخاري عن مصعب بن سعد .

أكرموا الكبير ، ارحموا الفقير  ، أكرموا أباء الشهداء وأمهاتهم ، كونوا لجان خدمات ، كونوا قدوة حسنة ، اجعلوا طلاب العلم هم مستشاروكم ، اعيدوا فتح المدارس ، تعلموا من الأخطاء . 

٩/ وإلى إخوتنا الترك نقول : 

نحن هنا في بلدكم نتعلم التركية فتعلموا أنتم العربية فهي لغة القرآن .. إن الدنيا تقول عن تركيا دولة مسلمة سنية ، وقد شاهدتم رئيسها حفظه الله يؤدي العمرة ويطوف بالبيت العتيق ويسعى بين الصفا والمروة ويزور النبي عليه الصلاة والسلام في طيبة الطيبة ويسلم عليه وعلى صاحبيه ومعه قادة الجيش التركي وزوجته حياها الله تلبس الحجاب .

 نقول لهم بوركت عمرتكم ، وتقبل الله سعيكم وزيارة نبيكم عليه الصلاة  والسلام ، واقتباسكم من أنوار المصطفى عليه السلام ، والشكر للسعودية أن أمنت لضيوفها الكرام من قادة أهل السنة والجماعة أداء مناسكهم  .

١٠/ أيها الاخوة أعطوا الأمان لكل عائد إلى بلده الباب ، رحبوا بهم وساعدوهم ، ليعيشوا بكرامة في وطنهم ، وإياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ،

 وأقول نيابة عن كل رجل مهاجر وكل امرأة مهاجرة ارتفع صوتها بزغاريد النصر وتنتظر العودة إلى بيتها نقول :

 شكرا لكل من قاتل ، ولمن خطط ومن عمل ، شكرا ياحماة الديار حقا ، وتحية إلى أحفاد محمد الفاتح وبايازيد وعبد الحميد وعبد المجيد رحمهم الله . 

أخيرا : وآخر ماقامت به العصابة زرع الألغام في البيوت والمزارع والطرقات فلم ترتوي من الدماء بعد ! 

ثم تفجير أرعن ذهب ضحيته أكثر من ١٠٠ إنسان صاروا أشلاء ، ومثلهم جرجى !! 

وهذا عمل لا يفعله إلا وحوش لا ينتمون للإنسانية وليس للإسلام ؟ 

وبعدا للقوم الظالمين وساء صنيع المجرمين .

رحم الله الشهداء ..

والشفاء للجرحى .. 

وحسبنا الله ونعم الوكيل 

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 710