البيت الشامي في عنتاب
ولد الهدى فالكائنات ضياء
وفم الزمان تبسم وثناء
دعيت إلى مجلس الصلاة على النبي عليه السلام في البيت الشامي في عنتاب ، وكنت قد وصلت في التلاوة إلى الآية ٥٦ من سورة الاحزاب ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ياآيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )
ولأن بلاد الشام بارك الله فيها فينسب الكثيرون أنفسهم إليها منهم الداعية الكبير في إدلب واسمه نافع شامية رحمه الله
وهناك دار نشر اسمها الدار الشامية مقرها بيروت .
الجلسة تقام بإشراف الداعية المجاهد الشيخ محمد حمادة وهو المشرف على البيت الشامي
سرنا على بركات الله ويممنا وجهنا إلى عنتاب ، الطريق جميل : عريض ومنور لكن كما قال المتنبي لما زار سيف الدولة
كلما رحبت بنا الروض قلنا
حلب قصدنا وأنت السبيل
نحن هدفنا عنتاب ، وهدفنا من عنتاب مجلس الصلاة على النبي عليه السلام
أغلب الحضور شباب أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ، أرغمهم الفجار على ترك الديار ، وهو يعادل قتل النفوس
تليت في الجلسة المباركة صلوات على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومما لفت نظري احضار الرجال ابناءهم الصغار ليشعروا من صغرهم بالجو الإيماني ، تكلمت في الجلسة وطلبت من الحضور أن يجعلوا في بيوتهم مجالس للصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم فهو عليه السلام طب القلوب ودوائها وعافية الابدان وشفائها ، ونور الأبصار وضيائها ، الم يقل مولانا ( قد جاءكم من الله نور ) فهو النور عند تكاثف الظلام :
ظلام المادية ، ظلام الشهوات ، ظلمات الهوى ، ظلمات عبودية الدرهم والدنيار ، ظلمات الشهوة
البعض ممن يسمون مرابطين انصرفوا الى جمع المال ، وبعضهم لتحقيق مأرب الشهوات
إن الاكثار من مجالس الصلاة على النبي تقوية الرباط بهذا النبي العظيم عليه السلام ، لا تقل لي هذا بدعة !
أقول لك : ان عبد الله بن رواحة كان يأخذ بيد أخيه ويقول له اقعد بنا نؤمن ساعة ، الصلاة على النبي ترميم لما أصاب الإيمان من خدوش وماعلق عليه من غبار ، وقد سرني والله أن أكثر الحاضرين شباب ، وهل كان أصحاب رسول الله عليه السلام الا شبابا ، إن الذي قتل فرعون هذه الأمة هم شباب ، وكبر الحبيب محمد عليه السلام لما راى المجرم عدو الله ورسوله
وقد ذكرت في كلمة صغيرة لي في هذا المجلس المبارك أن الصحابة رضوان الله عليهم ولا بارك في مسلم يسب أصغر واحد فيهم ، قلت كانوا رضوان الله عليهم لا يفترقون إلا عن ذواق ، وكان ذواقهم التمر ، وما اكثر شجر النخيل في المدينة ومنه نوع من العجوة مجربة أنها شفاء
طاف شيخنا السباعي طواف القدوم محمولا وبعدها أكل من هذه العجوة التي اثنى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف طواف الوداع على رجليه
إنني وبالصوت العالي
ارجو من الدعاة أينما وجدوا أن يكون لهم مجلس للصلاة على النبي عليه السلام يحضره الكبار قبل الصغار .
وقد أكرمنا الشيخ الدمشقي الميداني محمد حمادة بما لذ وطاب ، وهو داعية عامل عالم حياه الله
وحانت ساعة الوداع تذكرت قول الشاعر
قفا ودعا نجدا ومن حل بالحمى ..
وقل لنجد عندنا ان تودعا
بنفسي تلك الأرض ، أرض يقام فيها مجلس الصلاة على النبي عليه السلام
بنفسي تلك الأرض ما أطيب الربى .. وما أحسن المصطاف والمتربعا
وليست عشيات الحمى برواجع .. ولكن خل عينيك تدمعا
أقول لأخي الداعية محمد حمادة حياك الله ووفقك لكل خير وأنت تصدح بكلماتك كلمات الحق في البيت الشامي :
ودع الصبر محب ودعك
ذائع من سره ما استودعك
يا أخا الحب سناء وسنى ،
رحم الله زمانا أطلعك
يقرع السن على إن لم يكن
زاد في تلك الخطى إذ شيعك
- أخيرا لرئيس الدولة السيد اردوغان الذي سمح بتجمع الشباب ولا غرابة فهو بنفسه يرفع الاذان في اسطنبول ويرتل آيات القرآن الكريم في أنقرة ، وإلى والي عنتاب كل اجلال واحترام فمجلس الصلاة على النبي عليه السلام يقوم برعايته وأنا ادعوه نيابة عن البيت الشامي أن يحضر هذا المجلس المعطر بالصلاة على سيد الأنام محمد عليه السلام .
وما أجمل النشيد الذي سمعته وختم به المجلس :
حطموا ظلم الليالي
واسبقوا ركب المعالي
وابذلوا كل الغوالي
وارفعوا دين محمد
أنتم نور الهداية
أنتم للحق راية
حطموا قيد الغواية
وانشروا دين محمد
ليس في الإسلام ذل
ليس فيه مايمل
كل مافيه يجل
إنه دين محمد
إنما الإسلام قوة
وجهاد وفتوة
ونظام وإخوة
واتباع لمحمد
صلى الله على محمد
صلى الله عليه وسلم
فرجك ياقدير
وسوم: العدد 749