ونبض الشعر من أعماق حسي
طريف يحيى الشيخ عثمان
رشفتُ الحزنَ ممزوجاً بيأسِ
وصُغتُ الودَّ منْ خَلَجاتِ نفسي
مِدادُ النَّثْرِ منْبَعُهُ فؤادي
ونبضُ الشِّعرِ منْ أعماقِ حسّي
جمالُ بلادِنا سحرٌ تراءى
كروضٍ شعَّ في إشراقِ شمسِ
وقلبي بالوفاءِ وقدْ تفانى
سقاني الوُدَّ مُترعةً بكأسي
رماني الدَّهرُ أرزاءً توالتْ
ترومُ تعاستي رهناً ببؤسي
وهوَّنْتُ الخطوبَ علَيَّ حتّى
أَلِفْتُ وِدادَها دَفعاً بتُرسي
فأوْطاني تسيرُ إلى فناءٍ
وأحبابٌ إلى ظلْماتِ رَمسِ
رماها الدَّهرُ أرزاءً توالتْ
أحالَ سرورَها تعساً بنحسِ
وكمْ أمٍّ تنوحُ على فتاها
إلى الجَنَّاتِ زفَّتهُ بعرسِ
سحابُ الشَّوقِ تمطرني دموعاً
تجلّى بَوحُها سحّاً بطِرْسي
فيا شوقي إلى حمصَ الشآمِ
ويا حزني ويا تعسي ونكسي
ويالهفي إلى الذكرى توارَتْ
معَ الخِلّانِ في أيامِ درسي
وأوقاتٌ لنا مرَّتْ سِراعاً
مع اﻷصحابِ في أيامِ أنسي
تعيشُ بخاطري في كلِّ آنٍ
بها أحيا بها أغدو وأمسي
(فياليتَ الزَّمانَ يعود يوما)
ويمسي يومُنا سعداً كأمسِ
دعوتُ اللهَ منْ قلب منيبً
يزيلُ الهَمَّ وللأحزانِ يُنسي