قــدْ هُزِمَ الجبانُ لا الأحرارُ
قــدْ هُزِمَ الجبانُ لا الأحرارُ
هيهــاتَ يومٌ تُهزمُ الأفــكارُ
محبوبتي لا تشتكي من خائنٍ
لا يُرتـجى أنْ تثــــأرَ الأحـــجارُ
خانوك يا حبيبتي لم يعلموا
أنّ الذي قــدْ ضامَنــا إعصـارُ
لم يسعفوك في مخاضٍ مُرعبٍ
خافوا بـذا أنْ تولــدَ الأخــطارُ
يخشون من كرامةٍ لو أُنْجِبتْ
فــالقـومُ زادتْ عنْـــدهمْ أوزارُ
فاجتمع الطاغونَ والباغون كي
نُبـــــادَ ، ثُـــمَّ تُقْـــلعَ الأشجـــارُ
والعربُ قــدْ تبـــرؤوا مــا همَّـهمْ
فنحـــن في ميـــزانهمْ أصفــــارُ
ما أقبحَ الأعرابَ في طولِ اللحى
تـأسـلـــــموا لكنَّـــــهم أحْبـــــــارُ
ما ثارَ إلا قلةٌ والأكثرون
قد خَوَوْا وقُدِّمَتْ أعذارُ
يا شام يا حبيبتي قد أشرعوا
الأبــواب فاستبــاحك الـــزوّارُ
وأضرموا في كل ركنٍ نارَهمْ
فاستوطنوا وأُحْرِقتْ أزهـارُ
ومزقوا ثوبَ العفافِ المزدهي
واستوحشوا وقُطّعـــتْ أزرارُ
من حقدهمْ صاغوا لنا أشلاءنا
أثــوابَ قــهرٍ ، والدِّمـــا زنّــــــارُ
واستلَّ جزارٌ بَغَىٰ سيفَ الردى
غــايــاتهمْ أن تُطْـــفأ الأقمــــارُ
نورُ الرَّحِيْمِ خالدٌ لا ينطفي
حتى وَإِنْ تكـــاثرَ الأشــرارُ
أو زادَ في صفوفنا مستسلمٌ
مُنــــافِقٌ أو مُرجِـــفٌ غـــــدّارُ
فصائلٌ .. كتائبٌ .. لم نحصها
فيالقٌ .. وجيشُنا جرّارُ
لكنّهمْ تفرقوا واستأثروا
وألّهوا قاداتِهم واحتاروا
كم قائدٍ باعَ الحمى كم خائنٍ
أجرى دماً ، وبعضُهمْ فُجّارُ
يا شام لا تستسلمي هيّا انهضي
فالحربُ جولاتٌ بها أطوارُ
أجسامنا تفنى ، وأرواح الفدا
تسمو ، وأفكارُ المنى أمطارُ
غداً ستُسقىٰ الأرضُ من أخبارها
في موسمٍ يزهو بها آذارُ
يا عاشقا للموت هيّا اقتفي
آثارهمْ حيثُ الحمى أوكارُ
في كلّ شبرٍ صرخة أو زفرةٌ
أو نقطةٌ زكّى بها الثوّارُ
ستنبتُ الآهاتُ عطراً صارخاً
تغارُ من أحداثها ذي قارُ
لا تيأسي يا جنتي مهما جرى
مازال في ميداننا أخيارُ
لا تعتبي على قطيعٍ نائم
إن لم يفيقوا، إنهمْ كفــــارُ
دانوا بدينٍ قرمطيٍّ حاقدٍ
على الهدى ، وربُّهمْ بشارُ
بوطينُ سيفُ حقدهمْ أفنى القرى
كما انتشى في حرقها مزمارُ
فهمْ عبيدٌ ، رَبُّهمْ بشارُهمْ
ورَبُّ قومي الواحدُ الجبارُ
يفنى العبيد والفتى معبودُهم
ومَنْ يدومُ الخافضُ القهّارُ
فَمِنْ ظلام الليلِ يأتي فجرنا
وذرا العدا تدكها الأقدارُ
فإِنْ هدمٍتم يا طغاةً موطني
فإنّ فرسانَ الهدى إعمارُ
وسوم: العدد 781