ســـــفنٌ بلا شــــــراع

(هــــــوَ المـــــرارةُ الا أنَّـــهُ وطـــنُ)

وكـم تطيبُ لنا في قــربهِ المحــــنُ

ما بينَ قربِكَ والبعـدِ الذي فـرضُــوا

روحٌ تعيشُ وأخــــــرى لفَّهـا الكفــنُ

كنَّا صغـــاراً وكـانُ الحـــبُّ يجــمعنا

حتى كَبــــرنا وهـــاجتْ بيننا الفتـنُ

وكـــــمْ شَــرينا ســلاحاً فيــه مقتلُنا

وكمُ عققناكَ حتى هـــدَّكَ  الــوهـــنُ

للهِ درُّكَ يـــا خــــيرَ البــلادِ وهــــــلْ

يبيـــعُ مـوطنَـــهُ إلا مـــنِ امتُهِـنـــوا

إنا اشـــترينا ولـو باعَ الجميعُ فهـــلْ

أرواحُ مـــنْ قُتلـوا تكفيكَ يا وطـــنُ

أمْ أنَّ آخــــــرَنا مــــــا مثـــلُ أولنـــا

ولنْ يجيءَ بمثلِ الذاهــبِ الـــزمـــنُ

قــــدْ كنتَ قبلتـنا الأولى إذ انتظمتْ

فيها الصفوفُ وأنتَ الفرضُ والسـننُ

حتى انقلبنا ولا شــــــيءٌ يُجَــــمِّعُنا

غيرَ الضــــلالِ ويحـدو التائهَ الـوثنُ

وما ارعــــوينَا وبحــرُ الـدمِّ يغرقُـــنا

ومــــــا اســتفقنا وأعـــداءٌ لنا أمِنُوا

ربــــاهُ أينَ ريـــــاحُ التيهِ تأخــــــذُنَا

والبحرُ هاجَ وكــــمْ ضلَّتْ لنا ســـفنُ

نحوَ النهايةِ نمشيْ لا خـــــيارَ لنـــــا

وهــلْ يصير إلى الشطآن مــرتَهــــنُ

وسوم: العدد 782