لكَ الرِّئاسةُ قد جاءت بها الشورى = لمَّا اتخذتَ إليها العدلَ دستورا
وما بذلتَ سوى حبِّ الجميعِ لها = حتى غدا بكَ من عاداكَ مسرورا!
فنورُ وجهكَ وضَّاءٌ بفطرتهِ = وزادكَ الله بالإيمانِ تنويرا
أيقظتَ بالعدلِ والإقدامِ أزمنةً = فيها جدودكَ زادوا الدّينَ تنويرا
فأنتَ فرعُ جذورٍ طابَ تنشئةً = قدْ زدتَ منهم، وزادوا منكَ توقيرا
شِئتَ العدالةَ والإنماءَ مدرسةً = وجوهُ روّادها قد أصبحت نورا
وما قصدتُ بما قد قلتُهُ رجلًا = لكن رجالًا أزالوا الظّلمَ، والزُّورا
فكلُّهم "رجبٌ" في كلِّ مُعتركٍ = بما استقاموا وزادوا الأرضَ تعميرا
إنّ العدالة أن ترسي دعائمها = في كلِّ قلبٍ فتلقى الصَّعبَ ميسورا
بها تنالُ الأعادي حقّها عرضًا = لمّا يعيشونها عدلًا، وتحضيرا
وما الحضارةُ إلّا فيءُ تنميةٍ = إن لمْ تكنْ من جناها عُدَّها بورا
وسنة الله في الأكوانِ ماضيةٌ = من يلزمِ العدلَ يبقَ الدَّهرَ منصورا
الشّرقُ والغربُ، والأعرابُ قد ذعروا = لمّا جعلتَ فسادَ الحُكمِ مدحورا
والشرق والغربُ، والأعرابُ كم عمِلوا = لكي يزيدوا عليكَ الماءَ تعكيرا!
وأنتَ تزدادُ سعيًا في تبصّرهم = وهم يزيدونَ تهويدًا وتنصيرا!
ونصرُ ربِّكَ مرجوٌّ بمن عدَلوا = وأحسنوا في أمورِ النّاسِ تدبيرا
ونصركَ اليومَ دينُ اللهِ عُزَّ بهِ = وزادهُ بكَ ربُّ النّصرِ تظهيرا
نصرٌ لهُ كلُّ قلبٍ مؤمنٍ سكَنٌ = وكانَ باليأسِ ممّن ضلَّ معمورا
وأنتَ أنتَ، وهُم آمالُ أمّتنا = في دحرِ من شاءَ للإسلامِ تدميرا
قرَّت جنودكَ لمّا أن بُعثتَ بهم = روحَ الخلافةِ فارقبها غدًا شورى
وبارقُ اليومِ قطرٌ غيثهُ عَمِمٌ = ينمو بهِ كلُّ روضٍ كانَ مهجورا
فيصبحُ الكونُ كلُّ الكونِ مئذنةً = والكلُّ يرفعُ للرّحمنِ تكبيرا