يا عيد يا فرحًا يُرجى لأمّتنا = ما زلتَ في أعيُنِ الأحرارِ فيضَ سنا
يُمزّقُ اللّيلَ من آلائهِ قبسٌ = فيصبحُ اللّيلُ نورًا في مرابعنا
آتٍ، وأحلفُ ألفًا ما حنثتُ بها = وكيفَ لا وبكَ الرّحمن بشّرنا!
كم ابتُلينا بما أبلى العدوُّ بنا = وكم نهضنا فلَمْ نأبَه لعثرتنا!
وما يئسنا –وإن طالَ البلاءُ بنا- = فكم أعيدَت بدين اللهِ وحدَتنا!
إن غابَ عيدٌ فأعيادٌ تعودُ بما = قد ميّزَ اللهُ عبرَ الدَّهرِ أمّتنا
اللهُ أكبرُ كم كانت تُجدِّدنا = وسوفَ تبقى على الوثقى تُجدِّدُنا
إمّا علَتْ، وعليها أُمَّتي اتّحدَتْ = ترى عجائبَ ما تُحيي عقيدَتُنا
لولا تسلُّطُ من في ظُلمنا اجتهدوا = بما أضلُّوا لَما شاهدْتَ فرقتنا
كلُّ الذي منهُ قد كانت مصائبُنا = هُمْ من شروهُ، وشاؤوا فيهِ ذِلَّتنا
والناعقونَ بما يملي تشيطُنُهم = هم شرُّ من شرِّ من زادوا البلاءَ بنا
وحسبُنا أنّهم أفتوا كما أُمِروا = وما استحُوا ساعةً من سُخرِ صيْبَتنا
راجَ الفسادُ، وأثرى كلُّ ذي سَفَهٍ = وبالملذّاتِ ضاعت كُلُّ ثروتنا
فلا يُسرَّ بما قد هدَّ أمَّتنا = من التشرذمِ فالتوحيدُ يجمعنا
كم ذا ألمَّت بنا البأساءُ وارتحَلتْ = وكم أعادت لنا البأساءُ صحوَتنا!
ونحنُ في ألفِ بأساءٍ سنصهرُها = سرَّاءَ مثلَ ضياءِ الشّمسِ تغمرُنا
أما أعادَ "صلاحُ الدِّينِ" عزَّتنا = غداةَ جدَّد بالتوحيدِ سيرتَنا!
ألفُ ألفِ صلاحٍ سوفَ يجمعُنا = على الجهادِ فنحيا فيهِ عزَّتنا
مهما عثرنا، ومهما الظُّلمُ ساومنا = لم نرضَ ذُلًّا، ولا لانتْ عزيمتُنا
فيا بقيّةَ من يحيا الجهادُ بِهِمْ = بكُم، ومنكُم يُرجى بعثُ همّتنا
غدًا ستصدحُ بالتكبير مئذنةٌ = والكونُ يهتِفُ مرتاحًا لعودتنا
ويعلنُ العيدُ ها قد عُدتُ يا وطني = إلى العيونِ التي فيهنَّ عشتُ سنا
هذي الأماني يقينًا سوفَ أبصرُها = أما بها اللهُ ربُّ العرشِ بصّرنا!
فنعمُرُ الكونَ بالتوحيدِ مأذنةً = ونرجعُ العدلَ للدُّنيا شريعتُنا
إن غابَ عيدٌ فآلافًا يعودُ لنا = وباءَ بالخزيِ من شاؤوا إبادتنا