عودة الهجاء بين العرب
هذا زمان قبائل الأعراب مدمنة الهجاء
عادت تحقِر بعضها ، وترى لها صفو النقاء
فهي الأصيلة نِسبةً ، وهي الشُجاعة في اللقاء
وهي الكثيرة كالحصا ، وهي الفريدة في السخاء
وهي الحكيمة رؤيةً ، وهي الحفيظة في الوفاء
وهي القصائد جودةً ، وهي الفصاحة في جلاء
ولخصمها كل النواقص والمذمة والرَداء
***
الكون يعدو للأمام ، وعدوها صوب الوراء
الكون يهتف للفطانة ، وهي تهتف للغباء
الكون يسعى للتواصل ، وهي تسعى للجفاء
الكون يعمل للسعادة ، وهي تعمل للشقاء
الكون يدعو للعدالة والتساوي والإخاء
وهي المحبة للمظالم والتفاوت والعداء
قرآنها جلَى لها كل المسالك من ضياء
لله حسن ضيائه ! أوليس من رب السماء ؟!
نبذته خلف ظهورها ، وسرت تلجلج في العماء
ماذا جنت من ضوئه إن لم تزل خدن الهجاء ؟!
خدن السفاهة والجهالة والضآلة والخواء
خدن التقاتل والتصارع والتآمر والدماء
ما هذه دول ، ولكنْ هذه عنف الوباء
هذي قبائل لم تزل في التيه ، في طور البِداء
وسوم: العدد 835