نزلت بموتك في النُّفوسِ فواجعُ= دَمعت عليك وفي الفراق مواجعُ
صُرمتْ بُعيدك كلّ أسباب الوفا= ما عاد بعدك للعدالة مرجعُ
ما عاد مثلُك للمكارم حاملٌ= يُؤتي النقيرَ وللعطايا موسعُ
يا ديمةً ليس السّحابُ كمِثلها= إن أقبلت تُحيي المَواتَ وتنفعُ
من ثَوبكُم جاء البشيرُ بوعدِه= فتحًا تقَرُّ به العيون وتهجعُ
زَهِدت عيونك في الحياة متاعِها= فأتت إليك كنوزُ كِسرى تُجمعُ
وهِرقلُ كلٌّ في الأنامِ تَجبَّروا= دانت إليك عُروشهم بل تَركعُ
يا راقدًا في رَمسِه لو تعلمُ= ما حلَّ بالقرآنِ كيف يُقاطعُ
أبتِ القلوبُ بنوره أن تَهتدي= فتقطعت شِيَعًا فكان المَصرعُ
ضاقت بلادُ المسلمينَ بأهلِها= نادت وأنَّى للرّعاةِ المَسمعُ
يا ابنَ العدالةِ ما لنا من ناصِفٍ = يَحمي الدّيارَ عنِ المَظالمِ يُدافعُ
ما ظلَّ فينا للبوارقِ صاحِبٌ= والخيلُ صارت في المَرابع راتِعُ
ما عادتِ البيداءُ أرضًا للرّما = ةِ ولا السّيوفُ لدى الخميسِ قوارِعُ
فمتى يُنالُ المجدُ بعد أُفولِهِ = وحصائدُ الطّغيانِ فينا تُزرعُ
ليتَ الحوالكَ تنجلي آلامها= وتعود شمسُ عُميرَنا لو تَطلعُ
لله درّكَ من أميرٍ ملهمٍ = فيه الفراسةُ والحجا متضرّعُ
ما أبغضَ الفاروقَ إلّا غاشمٌ = أشِرٌ ذَميمٌ للكرامِ مُصانعُ
إن الوُشاةَ وإن هجاك لِسانُهم= لكنّ مَكرَ اللهِ فيهِم واقِعُ