نادى المؤذنُ صلُّوا في رِحالِكمُ = فاستوحشَ الأُفْقُ من حُزنِ النداءاتِ
وأُغلقَ البابُ والمصباحُ منطفئٌ = فهل كرهتَ.. أيا رباهُ طاعاتي؟
قلبي على بابكَ الموصودِ مُنكسرٌ = والروحُ تهفو إلى محرابِ آياتي
يومٌ بلا مسجدٍ كالتِّيهِ في لُجَجٍ = فأين أرمي إذا ما تهُتُ مَرسَاتي
كانت سَواريهِ في الضَّراءِ تَسنِدُني=إذا تَعبتُ وأَعيتني ضغوطاتي
هوَ الملاذُ لقلبي حين يُؤلِمُهُ = زَيفُ الأباطيلِ في دُنيا التفاهاتِ
وكنتُ أَغبِطُ جاري حين يَسبِقُني = خلفَ الإمامِ إلى أعلى المقاماتِ
أَغدو إلى الصفِّ والباكونَ يأخذهم = صوتُ الإمام إلى صفوِ السماواتِ
وكنتُ في ظُلمةِ الأسحارِ تَغْمُرُني = نسائمُ الفجرِ في خَطْوِ الصباحاتِ
تَرِفُّ روحي وتسري في مَعَارِجِها =من بُقعة الطهرِ في أفياءِ جَنَّاتي
بُشراكَ يا أيها المَشَّاءُ في ظُلَمٍ =أَجرُ النوايا ثقيلٌ في السِّجلِّاتِ
غدًا نَعودُ زُرافاتٍ تُظلِّلُنا =مَلَائِكُ النورِ تَهْمِي بالبشاراتِ