إلى الأدباء والشعراء الذين تخلَّوْا عن
رسالتهم الحضارية ، وجعلوا الأدب والشعر مطيَّة للأطماع والأهواء ، والقلمَ وسيلة للتَّضليل والإغواء
اشارة الى قوله تعالى ولا تَلبسوا الحقَّ بالباطل وتكتموا الحقَّ وانتم تعلمون (البقرة42
وقوله ايضا :يا اهلَ الكتابِ لِمَ تَلبسون الحقَّ بالباطل وتكتمون الحقَّ وانتم تعلمون
آل عمران 71
والخطاب في الآيتين يدخل فيه المسلمون ايضا لانهم اهل اهم واصح كتاب وهو القرآن الكريم
أيّ سمٍّ حواه نظمُ قصيدهْ = ايّ اثم مُركَّزٍ في نشيدهْ
ما دهاهُ لكي يُهين بيانَهْ ؟ = أهُوَ الغيُّ كامنٌ في وريدهْ ؟
عجِبَ النَّظمُ من دعيِّ قريضٍ = دنَّسَ الشِّعرَ قاصدا بصديدهْ
عجبَ النَّقدُ من مقاولْ هدْمٍ = يحسنُ الهدَّ كي يُطيح بصيْدهْ
غاظه أنَّ في الرُّبوع يراعا = صادقا كافرا بطوق قيودهْ
غاظه أنَّ في الشباب شبابا = نزَّهَ الشّعرَ عن فساد مُريدِهْ
أهُوَ الشعر أبحرٌ وقوافي ؟=طافحُ الغيِّ قابعٌ في سدودِه ْ؟
أوَ هان القريضُ في الدَّهر حتى = صار فُحشا وجثَّة في جمودهْ ؟
صار وصفا لعاشقٍ يترجَّى = وعشيقٍ مبالِغ في صدودهْ
صار لغوا مسوَّدا بالمخازي = قد تمادى بفحشه وجحودهْ
أوَ إن أمطرتْ ثِقالُ القوافي = من يراعٍ يريد بعث وروده ْ
هبَّ طبلٌ مُجوَّفٌ ذو طنينٍ = قد تعرَّى لكبره وكُنودهْ ؟
هبَّ يرمي البريء من كلِّ صوب = ربما أطفأ الشهاب بكيدهْ
ربَّ ساعٍ إلى الأذى مات غيظا = وبريءٍ حماه كيدُ حسودهْ
أحمقُ القوم جالبٌ لخصومٍ= فبليدٌ مُلوِّحٌ ببليدهْ
* * *=* * *
أوَ إن صاح شاعرٌ أن أنيبوا = واذكروا الله حاكما في وجودهْ
واتَّقوا اللهَ إنَّه ذو انتقامٍ = صادقُ الوعدِ فاعلٌ لوعيده ْ؟
واتركوا اللَّهو والهوى والمخازي = انَّ ابليس كاذبٌ في وُعودهْ
زعم الملهَمون أن قد تنبأْ = وسعوا يحجبون فجر صعوده ْ؟
اوَ إنْ صاح شاعر أن تروَّوْا = ما فناء النَّعيم مثل خلوده ْ
جزمَ العالمون أن قد تصوَّفْ = زاعما لانعدام نبع تليدِهْ
حاسدا للمُنعَّمين ولولا = مانع الفقر غاص فيه لجيدهْ ؟
أوَ إنْ تأوَّهَ المحبُّ بشِعرٍ = طاهرٍ نابضٍ بنبض وريدهْ
زعموا أنَّه يحاكي ابنَ حجْرٍ = يتغنَّى بكأسه وبغيدهْ ؟
أوَ إن ضجَّ مشفقٌ من شبابٍ = ضيَّع العزَّ وانتفى عن جدودهْ
قد تحلَّى مثل النِّسا بحُلِيٍّ = وبأصباغ زينةٍ في خدودهْ
أدمن اللَّهو والغنا والتَّصابي = مبطلٌ يزدهي بخونِ عهودهْ
وصموه بأنَّه ذو فتونٍ = وبليدٌ مُحجَّرٌ في ركودهْ ؟
أوَ إن صاح شاعرٌ في طريحٍ = ذاهلِ العقلِ سادرٍ في شرودهْ
مثل أعمى أصمَّ فاقدِ حسٍّ = أوْ كَمَيْتٍ موسَّدٍ في لحودهْ
يعبدُ البطنَ والعِدا من هوانٍ= يقصد الغربَ خاشعا في سجودهْ
زعموا أنَّه مُفجِّرُ حربٍ = غرَّه الزَّهوُ والأنا برصيدهْ ؟
أوَ إن صاح شاعرٌ بعدوٍّ = قد غزتنا طلائعٌ من جنوده ْ
غمزَ الخائرون نصْحاً ونادوا = بعداءٍ مبالغٍ في ردودهْ ؟
صرخوا أنَّهم دعاة سلامٍ = واتاهم مرهِّبا بحديدهْ
فعجبنا لكافرٍ يُتَولَى = وغيورٍ مُظلَّمٍ لصمودهْ
لبِّسوا الحقَّ بالهوى كي تنالوا= لعنةَ الله في الورى ليهوده ْ *
* * *=* * *
أيها القوم اتقوا الله فينا = لسنا نبغي الزِّحام فوق صعيدهْ
لكم الشأنُ والثَّراءُ فسودوا = ما قَرِمْناَ لمدحه وثريدهْ
لكم الجاهُ في الدنا فاحجزوه = ما سعينا الى اقتناص سُعودهْ
إنّكم فافرحوا فطاحل فكرٍ = قد وصلتم قريبَه ببعيدهْ
انّكم فافخروا بلابلُ شعرٍ = قد برعتم في رمله ومديدهْ
وأجدتم طويله وبسيطهْ = وزريتم بزيده ولبيدهْ
فاشكروا نعمة البيان وخوضوا = في صوابٍ في غير ظلم عبيدهْ
واذكروا انَّ كامن القصد يُبلى = لشقيٍّ به يُرى وسعيدهْ
إن اتاكم جوامعَ القول فاهدوا = تائها غافلا الى توحيدهْ
إن اتاكم بدائعَ النَّظم فارموا = بنبالٍ من الهدى في ضديدهْ
إن اتاكم لطائفَ الفهم فاحيوا = جذوة الحقِّ قد غفت في خمودهْ
إن اتاكم من البديعِ فهبُّوا = نحو دحر الفساد او تحييدهْ
إن اتاكم دقائقَ العلم فاسعوا = لاجتثاث الضَّلال أو تفنيدهْ
إن اتاكم سلاسة ًفي يراع ٍ= نزِّهوها عن مطعنٍ في شهودهْ
إن اتاكم منابرا فاجعلوها = ضدَّ كفرٍ منافقٍ او عنيدهْ
إن اتاكم سبائك الشٍّعر بثُّوا = قيم الخير والإخا في عمودهْ
ما جنيتم عثاكلَ الشِّعر قطْعا = ان طعنتم بشوكه وجريدهْ
لا يهمُّ الشعور ان كان حيًّا= من عتيدٍ رحيقُه او جديدهْ
لا يهمُّ القريضُ ان رام حقاًّ = أطليقٌ مُحرَّرٌ ام بقيدهْ
ما فعولنْ وفاعلاتنْ وفعلنْ = غير ظرف لنَتنِه او سديدهْ
فاتَّقوا الله واعبدوه بصدقٍ = مأتمُ العبد في الورى غير عيدهْ
واسالوه من فضله دون دغلٍ = غمرَ الأرض والسَّماء بجودهْ
واذكروا أنَّ فوزكم بيقينٍ= وسديدٍ من السُّلوك حميدهْ
وسلاما لمن لغَى وتعدَّى = وسلاما من غِلِّه ورعودهْ