عـزَّ أن تلقى الطريقَ الأرحبا=مؤثرًا فيه بنيه النُّجَبَـا
أغمضَ المجدُ عليه عينَه=وتوارى نورُه محتجبا
راضيًا بالصَّمتِ في صمتِ الدُّجى=قاليًا للفجرِ أغفى عتبا !!
سائلاً عن أُمَّـةٍ مختارةٍ=لم يجدْ وجهَ علاها عَذٌبا
ألكم يامسلمون انتصبتْ=رايةَ الإذلالِ رفَّتْ غضبا ؟!
أعليكم حُرِّمَ العـزُّ الذي=لم يزلْ للصِّيدِ أُمًّـا وأبـا ؟!
أين منكم للعلى شرعتُكم=تملأُ الأكوانَ فخرًا وإبـا ؟!
أين سيفُ اللهِ من تاريخِكم=أتراهُ غابَ !! أم قد غُيِّبا ؟!
إنَّ سيلَ الألم الدَّامي طمى=فطوى قِمَّتكم والغيهبا
هذه نارُ المآسي التهبتْ=وبنوكم لم يزالوا الحطبا
ألفُ أُخدودٍ لكم قد حُفِرتْ=فانظروا ـ مليارَكم ـ منتحبا
فعلامَ الخوفُ من أعدائِكم ؟=ولمَ النُّورُ تلاشى و خبا ؟!
أعلنوها اليومَ إسلاميَّةً=وانبذوا الخوفَ و دوسوا الرِّيبا
واسلكوا الدَّربَ جهادًا وهدى=كي تروا بين يديه الغلبا
قد صبا المجدُ إلى أُمَّتِكم=صارمًا بالهاجعين الكذبا
لم يقمْ بالمجدِ إلاَّ مؤمنٌ=صَدَقَ اللهَ النِّدا إذْ وثبا
قد مضى قرنٌ ، وكم من بطلٍ=ملأَ الدنيا ضجيجًا ... خُطبا !!
وبنى من وهمِه أمجادَه=ومشى منتفشًا منتصبا !!
وإذِ المجدُ هوانٌ ما نأى=عنه ، والوشيُ المُحلَّى سُلِبا
آهِ كم قد صفَّقَ الناسُ له=ورأوا فيه الزَّعيمَ الأعجبا !!
وصحا الشَّعبُ على نكبتِه=يندبُ الحظَّ ، ويشكو النُّوبا
حيثُ أضناهُ زعيمٌ ملهمٌ=بالمخازي والمآسي حقبا
والهوى المذمومِ في حكمٍ طغى=ومعاداةِ الحنيفِ المُجتَبَى
وسجونٍ لم تزلْ تلعنُه=و دمٍ لمَّـا يزلْ ملتهبا
وملاهٍ وخمورٍ وزنى=وفسادٍ للمزايا قَلَبَا
لن يرى الحكامُ نصرًا يُرتَجَى=أو رُقِيًّـا للعلى مرتَقَبَا
أبدًا إلا بدينِ المصطفى=وبسيفٍ عُمَرِيٍّ ما نبـا
قد أبى المجدُ فلا يُعطي العلا=رايةَ النصرِ لهم والغلبا
قبلَ تحكيمِ المثاني شرعةً=فبها الخيرُ الذي مانضبا
قد كفى أُمَّتَنا ما نابها=فاتَّقُوا الدَّيَّانَ ، والمنقلَبا