طالَ الولاءُ لزمرةِ الغوغاءِ = بعدَ اندثارِ العزةِ القعساءِ
ومضى زمانُ ولاةِ أمتنا فلم = تجد الشعوبُ بقيةَ العظماءِ
وانهدَّ ركنُ المجدِ لولا عصبةٌ = من خيرةِ الأبناءِ والنجباءِ
الأتقياءُ وللزمانِ فسادُه = بفعائلِ الأشرارِ في الغبراءِ
الفسقُ والإلحادُ والطيشُ الذي = ملأ البلادَ بنحلةِ الجهلاءِ
إذْ هبَّ أهـلُ المجدِ أصحابُ الهدى = أهلُ المآثرِ واليدِ البيضاءِ
مَن أحزنتْهُم حالُ أمتنا فهم = فرسانُها الأبطالُ في الهيجاءِ
لاتسألوهـم عن مجابهةِ العدا = فالله ينصرُهم على الأعداءِ
مهما بدا عَنَتُُ العدوِّ مجلجلا = بالبأسِ بالطغيانِ بالبغضاءِ
فالنصرُ من عندِ الإلهِ وإن يشأْ = يكبتْ عواءَ الغارةِ الشعواءِ
هي حكمةُ الديَّانِ في دنيا الورى = لا ما يريدُ هنا أخو الأهواءِ
ما حاربَ الخلفاءَ إلا مُفترٍ = كرهَ السُّمُوَّ لأمة الحنفاءِ
قادوا بنيها للفتوحِ فهللتْ = دنيا الورى في سائرِ الأرجاءِ
هذا هو الفاروقُ ظلَّلَ حكمُه = آفاقَها بالعدلِ دونَ مِـراءِ
فاغتاله النَّجِسُ المجوسيُّ اللعينُ . = . نكايةً بالشِّرعةِ الغرَّاءِ
وأخوه عثمانُ التَّقيُّ المرتجى = للجودِ والإيثارِ والنعماءِ
هجموا عليه بفتنةٍ ملعونةٍ = بيدِ الأراذلِ صانعي البلواءِ
والمجرمون أتوا عليًّـا بكرةً = حين الصلاةِ مضرَّجًـا بدماءِ
أرأيتَ مَن قتلوا أئِمَّـةَ ديننا = حربا على الإسلامِ دون حياءِ
يخشون حكما بالشريعةِ لم يدعْ = ظلما ولا بغيا على الأحياءِ
هـم يعرفون مكانَ أصحابِ الهوى = في ظلِّ حكم الله لا الأهواءِ
فتمرَّدوا وتآمروا إذ بَيَّتُوا = شرًّا بأهلِ الفضلِ والصُّلحاءِ
هو محفل لمـَّا يزلْ أوباشُه = اهلَ التبابِ فَتَبَّ للشركاءِ
( مرسي ) ولم تأتِ العصورُ بمثلِه = إلا عصور أكابرِ الفضلاءِ
والفترةُ الغرَّاءُ أغناهـا بمـا = يُغني الورى بالدعوة السمحاءِ
أضحى بها للخيرِ قائدَ أمَّـةٍ = فأزاحَ عنها وطأةَ الظلماءِ
نادى ، فلبَّتْهُ القلوبُ محبَّةً = إلا قلوبَ أسافلِ السفهاءِ
وتآمرتْ دولٌ عليه ، وعصبةٌ = تُنمَى إلى الأشرارِ والعملاءِ
فاختاره ربُّ الورى لجوارِه = وأذاقَ مَن سَمُّوهُ شرَّ شقاءِ
قـد عاشَ ربَّانيَّ روحٍ قد أبتْ = إلا النهوضَ بأمـةِ الحنفاءِ
فاستاءَ أعداءُ الشعوبِ وقد مضى = بجوامعِِ الإصلاحِ والإنشاءِ
هـو ما استلذَّ العيشَ إلا بالتُّقى = سعيا لنصرِ الشرعةِ الغراءِ
لتنالَ أمتُنا مكانةَ عـزِّهـا = من بعدِ عارِ الذلِّ والإغضاءِ
ولأجلِ ذا غدرَ الخسيسُ بعهدِه = فسقَتْهُ من سَــمٍّ يـدُ الجبناءِ
( أمحمَّد المرسي ) مآلُك جنَّةٌ = ولهم عذابُ الخلدِ خيرُ جزاءِ
ما حاربَ الخلفاءَ إلا مُفترٍ = كرهَ السُّمُوَّ لأمة الحنفاءِ
قادوا بنيها للفتوحِ فهللتْ = دنيا الورى في سائرِ الأرجاءِ
هذا هو الفاروقُ ظلَّلَ حكمُه = آفاقَها بالعدلِ دونَ مِـراءِ
فاغتاله النَّجِسُ المجوسيُّ اللعينُ . = . نكايةً بالشِّرعةِ الغرَّاءِ
وأخوه عثمانُ التَّقيُّ المرتجى = للجودِ والإيثارِ والنعماءِ
هجموا عليه بفتنةٍ ملعونةٍ = بيدِ الأراذلِ صانعي البلواءِ
والمجرمون أتوا عليًّـا بكرةً = حين الصلاةِ مضرَّجًـا بدماءِ
أرأيتَ مَن قتلوا أئِمَّـةَ ديننا = حربا على الإسلامِ دون حياءِ
يخشون حكما بالشريعةِ لم يدعْ = ظلما ولا بغيا على الأحياءِ
هـم يعرفون مكانَ أصحابِ الهوى = في ظلِّ حكم الله لا الأهواءِ
فتمرَّدوا وتآمروا إذ بَيَّتُوا = شرًّا بأهلِ الفضلِ والصُّلحاءِ
هو محفل لمـَّا يزلْ أوباشُه = اهلَ التبابِ فَتَبَّ للشركاءِ
لمَّا رأوا ( مرسي ) تَخَيَّرَه بنو = مصر الكرامُ لسدة العلياءِ
هاجوا وماجوا واستفزوا مجرما = ليقودَ غدرا هجمةَ اللؤماءِ
قتلوا الألوفَ بمسجدِ اللهِ الذي = فيه من الأبرارِ والشُّرفاءِ
لكنَّ ربَّ العرشِ ليس بغافلٍ = حاشا ، فكلُّ مصيبةٍ بقضاءِ
فالظلمُ في ظلمات دنياهم ولن = يجدوا مفرًّا من نزولِ جزاءِ
فاللهُ منتقمٌ وإن طالَ المدى = من زمرةِ الطاغوتِ والغوغاءِ
أيظنُّ أهلُ الكفرِ أنَّ لقتلِهم = أهلَ الهدى فيه بصيصُ رجاءِ
سينالُهم صفعُ العزيز بما يرى = بالقتلِ بالبأساءِ بالضَّراءِ
فالمجرمون جزاؤُهم نارٌ لهم = يومَ الحسابِ وليس من إفناءِ
فيها الخلودُ جزاءَ مَن ظلموا ومن = غرَّتْهُـمُ فيهـا يـدُ استعلاءِ
الفصلُ في الدنيا ، ويومُ الفصلِ في = يومٍ بلا وَزَرٍ ولا شفعاءِ