( مهداة إلى الأخت الفاضلة الرهينة الفرنسية صوفي بترونين المحررة في مالي مؤخرا، وأعلنت إسلامها، فور وصولها إلى الأراضي الفرنسية ، وقالت أنا مريــم ) .
الدِّينُ ليس يعيبـه الإنكارُ = إن ساقَ جمعَ نفيرِه التيَّـارُ
أو غرَّهـم زيفُ المفاسدِ والهوى = وجفـا جموعَ الرِّدَّةِ استبشارُ !
الغافلون عن المصيرِ قلوبُهم = عميتْ فليس لأهلِهـا إبصارُ
ماكانت الدنيا سوى لعبٍ إذا = غابَ الحنيفُ وغامت الأنوارُ
واستمتعَ السفهاءُ بالعفنِ الذي = أجـراهُ هذا الوغدُ والخمَّـارُ
إنْ زُلزلتْ أرضُ الورى زلزالها = فلجمعِهم من هولِهـا إدبارُ
لكنَّهم في قبضةِ الديَّانِ لا = يخفى عليه الظالـمُ الجـزَّارُ
إذ ذاك يوم الفصلِ يومُ العدلِ لـم = يـنْـجُ الزنيمُ الآثـمُ المكَّارُ
إن النفوسَ ستخسرُ الدنيا إذا = ما استحوذَ الشيطانُ والدولارُ
وستخسرُ الأخرى فقد أودى بها = خطوُ الذنوبِ المفسدُ السَّيَّارُ
هيهاتَ يدركُ ذي النفوسَ رجاؤُها = يوم الحسابِ ، فما لهـا أنصارُ
راموا لدعوتنا التَّبارَ وإنَّمـا = لهُـمُ التَّبارُ لباسُهم والعــارُ
وأتوا عليها بالحشود فردَّهم = قَدَرُ الإلهِ ونعمت الأقدارُ
هذا يولولُ رغبةً في حربِها = والآخرُ المذمومُ والغدَّارُ
يتآمرون على الشريعةِ فانثنى = إيذاؤُهم والنَّابُ والأظفارُ
من ألف عامٍ بل تزيدُ كلابُهم = تعوي وتنبحُ والضجيجُ يُثـارُ
واليومَ مثل الأمسِ هاهم عربدوا = وتآمروا وتكثرُ الأوكارُ !
لايعلمون بأنَّ ديـنَ مُحَمَّـدٍ = باقٍ ، وتُطوَى دونه الأخطارُ
والله يحفظُ دينه ، وتسوقُهم = من حيثُ لايدرون تلك النَّـارُ
لجهنَّم استعرتْ لحرقِ جلودِهم =ولهـم خلودٌ في اللظى وإسارُ
ما حاربَ الإسلامَ إلا كافرٌ = أو مجرمٌ أو ظالمٌ ختَّـارُ
أو خائنٌ متآمرٌ وله على = حربِ الهدى من مكره أفكارُ
لكنَّه الإسلامُ يعلو شأنُه = والناسُ أقبلَ جمعُهم واختاروا
فهنا ظلالُ الأمنِ في قرآنه =والسُّنَّةُ الغرَّاءُ والأذكارُ
وسيبلغُ الإسلامُ مابلغَ الضُّحى = نورًا يضيءُ فتعمت الأنوارُ
ما ضـرَّ دعوتَنا الكريمةَ أنهم = لزوالهـا قـد جٌـرِّدَ البتَّـارُ
اللهُ أكبرُ قد أرادوا طمسَها = فارتدَّ عنها الجحفلُ الجرَّارُ
هذي رسالةُ أحمد الهادي بها = للعالمين الموكبُ السَّوَّارُ
فالوحيُ أنذرَهم ، وبشَّرَ مَن أتى = باللهِ يؤمنُ عزمُـه زخَّـارُ
ولْيخسأ الكفارَ لمَّـا أدبروا = ولبئسَ هذا الصدُّ والإدبارُ
ولْيبشر الأخيارُ لمَّـا أقبلوا = ولنعمَ ما فازتْ به الأبرارُ
هيهاتَ يمنعُ بطشَ ربِّك بأسُهم = وتفوزُ مَـعْ أوباشِها الأوزارُ
في العالمين تأمَّلَنْ أحوالَ مَن = ضاقتْ بأهلِ رحابِها الأمصارُ
كفروا بِنتْنِ الملهياتِ وأنكروا = ماسوَّقُ السُّفهاءُ والفجَّـارُ
والناسُ هاهم أقبلوا نحو الهدى = ولهم على غــيٍّ طمـى استنكارُ
قد أعلنوا إسلامَهم رغم الأذى = فلهم تجلَّى الموئلُ المحبارُ
والمرجفون تضاعفتْ أضغانُهم = والتائهون اليوم والكفَّـارُ
بوحُ المآذنِ سِرُّه يُزجِي لهم = مافي الغيوبِ وللهدى آثارُ
أغلى نداءِ الروحِ صوتٌ لم يزل = تشتاقُه الأرواحُ لا الأوتارُ
لُعِنَ الهوى ، لُعِنَ التَّبرُّجُ والخنـا = لُعِنَتْ أغاني الفحشِ والمزمارُ
آلاتُ إبليس اللعين مآلُهـا =يُحْثَى عليها الشُّؤمُ والإنكارُ
والمفلسون بحانها روَّادُها = ما أيقظتْهم للهدى الأسحارُ
مازان نجواهم تلاوةُ مصحفٍ = أو راقَ في كنفِ الدجى استغفارُ
خسروا وربِّ مُحَمَّدٍ أعمارَهم = واحسرتاهُ أتُهْدَرُ الأعمارُ ؟!
مَن غادرَ الدنيا بلا زادِ التُّقى = لاريبَ تحضنُه هناك والنَّـارُ