في دروب الإخاء
{ الأستاذ الراحل الشاعر عبدالجبار بن جعفر الرحبي ــ يرحمه الله ـــ والده الشيخ العالم جعفر الرحبي ــ يرحمه الله ــ وهو أحد كبار شعراء ربوع الفرات من الرعيل الأول ، عاش طويلا وعمَّر أكثر من قرن ، وله العديد من الدواوين الشعرية ، والكتب النثرية ، وكان من المشاركين المميزين في الاحتفالات الإسلامية التي كنا نقيمها في مدينة دير الزور ، بقصائده الرقيقة رغم تقدمه في السنِّ ، وبعد خروجنا من بلاد الشام لم تنقطع صلتنا ــ بفضل الله ــ فالرسائل وما يرافقها من قصائد كانت مستمرة ، إلا في أيامه الأخيرة حيث جاءنا نبأ وفاته ، حيث فاضت عيوننا حزنا على فراقه ، وما كنا لننساه وهو الأخ المعلم الشاعر المتواضع ، والذي خلَّف بيانا رائعا ضمَّنه معاني إيمانه بالله ، وحبه لرسوله صلى الله عليه وسلم ، وما في شريعة الله من خير وفتح ، ولا زلتُ أحتفظ بتلك الرسائل المكتوبة بخطه الجميل ، ولقد أشار عليَّ بعض محبِّيه أن أنشر بعض هذه القصائد ، وخصوصا أنه ــ يرحمه الله ــ كان زاهدا أشدَّ الزهد بنشر أشعاره ومؤلفاته التي تسكن ( قبو ) دارِه ، ولعل ابنه الفضل يعمل على طباعتها وإخراجها . ولقد كنت أرسلتُ له هذه القصيدة في شهر رجب عام 1399 هـ ، والتي نشرتها عن طريق أحد المهتمين بشعر بلاد الشام بمجلة اللقاء العربي في العدد ( 229 ) في شهر رجب لنفس العام ، إثر وصول رسالة منه ... تم توالت بيننا القصائد والرسائل ... } :
(( أمنمِّقَ الألحانِ ))
من أخيك / شريف قاسم
وجاءتني منه رسالة أخوية معبرة ــ يرحمه الله ــ ومعها هذه القصيدة في نفس العام 1399هـ . والجدير بالذكر أن عمرَه وقتئذ يقارب التسعين عاما .
صَدْح الهزار
من أخيك : عبد الجبار الرحبي
هوامش :
(1)شجراء ، الحرشف : أسماء أماكن .
(2) لينة : النخلة الصغيرة .
(3) الصنوبري : هو أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحسن بن مراد الضبّي ، المعروف بالصنوبري الحلبي، ولد في أنطاكية نحو سنة 284هـ (897 م) .قدم الصنوبريّ إلى دمشق ثم اتّصل في أواخر حياته بسيف الدولة. و لعلّ وفاته كانت سنة 334 هـ (946 م) أو بعيد ذلك .
(4) البرحاء : الشدة في الحزن أو الحمَّى .
وسوم: العدد 899